كتب- سيد توكل:
"راجل مسخرة" هذا ما انتهى إليه تقرير نشره موقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، منتقدًا إنفاق نظام الانقلاب في مصر ملايين الدولارات على مشروع إنشاء أول وكالة فضاء، في ظل الأوضاع الاقتصادية المنهارة.
وبدأت "روث مايكلسون" التقرير تصف فنكوش الفضاء بالقول: "مبنى زجاجي أزرق يلمع تحت ضوء الشمس في موقع صحراوي مليء بالغبار في منطقة تقع على أطراف محافظة القاهرة"، فيما سخر ناشطون من اول سفينة فضاء قد يعلن عنها الجيش قريباً من انتاج المصانع الحربية، بمواصفات تنافسية لا توجد في غيرها ولا حتى في وكالة ناسا الأمريكة، مثل انها اشعال ذاتي وأربع عيون وتحتوي على شواية كهربائية فضائية وأطلقوا عليها "فقر – 1"!.
وأشار التقرير إلى أن ذلك المجمع مقرًّا لـ"وكالة الفضاء المصرية"، وهو إعادة إحياء للبرنامج المهمل منذ ستينات القرن الماضي، والذي قالت عنه حكومة الانقلاب التي تفتقر للسيولة، إنه من أجل إنتاج أقمار صناعية لدفع الابتكار واستكشاف الموارد، التي قد تكون مختبئة تحت صحراء مصر الواسعة".
مش قادر أديك!
وكشف التقرير عن أن رئيس الانقلاب الفتاح السيسي يعاني من عدم مقدرته على إنقاذ الاقتصاد، منذ استيلائه على السلطة بانقلاب عسكري منذ أربع سنوات تقريبا، ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، إذ أدت الأحوال الاقتصادية السيئة إلى طوابير طويلة على محطات الوقود، وارتفاع ضخم في أسعار المواد الغذائية، كما دفعت مواطنًا لإشعال النار في نفسه.
وقالت روث في تقريرها، أن برنامج وكالة الفضاء الأولى، محاولة أخرى للسيسي لتنشيط الاقتصاد المصري، ضمن سلسلة من الفناكيش الوهمية، بداية من العاصمة الإدارية الجديدة، وحتى قناة السويس الثانية.
وعلى رغم من أن الاستثمار في البنية التحتية قد يخلق فرص عمل، ويعطي انطلاقة للنمو الاقتصادي، إلّا أن الكثير من المصريين يتساءلون عما إذا كانت حكومة الانقلاب يمكنها تحمل مشروعات السيسي، في ظل حياة الفقر التي يعيشها الكثير منهم؟
وأضافت في تقريرها، أن صندوق النقد ألزم حكومة الانقلاب باستمرار رفع الدعم الحكومي عن الوقود، كما ألزمها بتعديل قانون الضرائب، وعلى رغم المؤشرات المؤقتة –مثل تحسن قيمة الجنيه المصري- بعودة ثقة المستثمرين الأجانب في مصر، إلّا أنه في يناير الماضي، وصل صافي التضخم إلى أعلى مستوياته منذ تسلم قرض صندوق النقد، ما جعل أسعار المواد الغذائية مثل الخضار، والفاكهة تتضخم.
وأشار التقرير إلى أن المصريين أصبحوا أكثر استعدادًا للحديث علنًا عن الأوضاع الاقتصادية المتأزمة، ما يدل على اليأس في نظام عسكري قمعي يخنق المعارضة.
السيسي خبرة فضائية!
وقالت مايكلسون في تقريرها عن خبرة جنرالات الانقلاب في مجال الفضاء، "يعتبر غزو الفضاء خصوصًا أحد الطرق الواعدة لأي دولة حتى تنفق عليه أموالها، ولكن مصر لم تثبت أنها الأفضل فيما يخص ذلك، ففي عام 2010، فقدت مصر اتصالها بالقمر الصناعي غير التجاري الأول لديها (إيجيبت سات 1)، والذي أطلقته بالتعاون مع أوكرانيا عام 2007، وهو خطأ نادر الحدوث في هذا المجال".
وأضافت: "سجلت البلاد نجاحها الأفضل في الفضاء ضمن شراكة دولية لإطلاق قمر صناعي تجاري لبث قنوات تلفزيونية في أنحاء الشرق الأوسط، وفي عام 2014، اشترى الجيش المصري قمرًا صناعيًّا للتصوير الضوئي بقيمة 43 مليون دولار، وتفاخر الجيش بأنه استخدم القمر الصناعي للتجسس على أستراليا، وعلى منطقة سد النهضة الأثيوبي، مصدر الخلافات بين مصر وإثيوبيا، ومع ذلك فشل في تفسير التهديدات الأمنية التي تشكلها أستراليا، أو سد النهضة".
وأكد التقرير على أنه على رغم الانتقادات، إلا أن الانقلاب يجادل بأن القمر الصناعي نوع من الاستثمار المبتكر الذي تحتاجه مصر، مشير إلى أن الكثير من المصريين غير مستعدين لأخذ حكومة الانقلاب على محمل الجد، وأن كل ما تقوله لا يمكن الوثوق به.