كتب حسن الإسكندراني:
على الرغم من أن المنوفية من المحافظات الزراعية في المقام الأول لجودة أراضيها وخصوبتها، إلا أنه مع مرور الأيام تحولت إلى أراضي بور، بسبب انتشار المصارف بها وتهالك شبكات الصرف الصحى، فضلا عن عدم وصول المياه إلي نهايات الترع وندرتها في جميع معظم الأوقات، مما اضطر آلاف الفلاحين إلى الري من المصارف المحملة بالسموم بعد أن تآمر عبدالفتاح السيسى على "بقايا أرواح "المصريين عقب توقيعه اتفاقية "المبادئ" الخاصة بسد النهضة الإثيوبى، التى أثرت بلا شك على كمية المياه النظيفة لرى الأراضى والشرب منها للمواطن والحيوانات والزراعة.
عرض برنامج "رأي عام" عبر فضائية" TEN" الاثنين، مقطع فيديو من قرية المقاطع، بمحافظة المنوفية، يظهر من خلاله مشكلة وهي ري آلاف الأفدنة الزراعية بمياه الصرف الصحي.
وأوضح الفيديو وجود "أجساد طيور وحمير نافقة" في ترعة يشرب منها أهالي قرية المقاطع بالمنوفية.. ويشير مقطع الفيديو كذلك كميات كبيرة من مياه الشرب وهي تختلط بالصرف الصحي.
وكشف أهالى قرية المقاطع، بمحافظة المنوفية، أن المياه التى يشربونها ملوثة بمياه الصرف الصحى، والبلد كل يوم عند الأطباء للعلاج من الأمراض الكارثية والمؤلمة.
وأكدوا فى تصريحات صحفية وفق البرنامج، الاثنين، الأرض هى الأخرى ملوثة بمياه الصرف الصحى التى تروى بها، ما يؤثر على حياة وأرواح المصريين والبهائم والبيئة.
نماذج كارثية
ولم تكن قرية المقاطع، بمحافظة المنوفية،الأولى، فقد شهدت مصر نماذج أخرى ومتعددة منذ الانقلاب العسكرى، فها هي كارثة أخرى تهدد حياة آلاف المواطنين بالقرى التابعة لدائرة مركز زفتى بمحافظة الغربية، بعد لجوء رى زفتى لصرف مياه مصرف سنباط بترعة "عمر بك"، التى يبدأ منبعها من قناطر دهتوه بزفتى من نهر النيل مباشرة، وتصل حتى محافظة كفر الشيخ، وتتفرع منها محطات مياه شرب وتروى منها آلاف الأفدنة الزراعية.
وروى أهالى قرية سنباط فى تصريحات صحفية مؤخرا،انسداد مصرف القرية الرئيسى، من أمام سحارة القرية ما هدد القرية والقرى المجاورة بكارثة، حيث إن محطات الصرف الصحى ترمى بمخلفاتها داخل المصرف وبعد ارتفاع نسبة المياه فى المصرف كادت أن ترد المياه فى المحطات وتحرق المواتير وتغرق الأهالى والبيوت.
كما شهدت الفترة الماضية، اضطرار مزارعو الوجه البحرى والصعيد إلى تأخير الزراعات الصيفية، فى الوقت الذى اعتبر مسؤولو الرى أن الأزمة عارضة، وسوف تنتهى قريبا، وأن سببها التوسع فى زراعة محصولى الأرز في الوجه البحرى والبطاطس فى الوجه القبلى.
واستمرت الأزمة كذلك فى محافظة البحيرة، ما دفع الفلاحين إلى استخدام مياه الصرف فى رى أراضيهم؛ خوفا من جفافها وهلاك المحاصيل، وتفاقمت الأزمة فى مراكز المحمودية والرحمانية وكفر الدوار، إضافة إلى مناطق النوبارية ووادي النطرون، وتخوف المزارعون من حدوث كارثة صحية لهم ولأبنائهم؛ جراء استخدام مياه الصرف في ري الأراضي.
وتعرضت مئات الأفدنة من الأراضي الزراعية الخصبة، مؤخرا، بمحافظات سوهاج وقنا والأقصر للعطش والبوار؛ بسبب جفاف الترع والمصارف التي يروي الفلاحون أراضيهم الزراعية منها، وسط لا مبالاة من قيادات المحافظات ومديريات.
وتسببت هذه الأزمة في موت الزرع وتأخر زراعة المحاصيل، وحمَّل المزارعون المحافظين ووكلاء وزارة الري مسؤولية عدم وصول المياه إلى الترع لري أراضيهم، كما حمَّل المزارعون قائد الانقلاب العسكري المسؤولية وطالبوا بسرعة إيجاد حل لهذه المشكلة التي اعتبروها مشكلة أمن قومي.
إحصائيات كارثية
كشفت التقارير والإحصائيات الصادرة عن معهد الأورام مؤخرا، إلى إصابة 100 ألف مواطن مصري بالسرطان سنويًا بخلاف الأمراض الأخرى ومن الأسباب الرئيسية للإصابة بهذه الأورام السرطانية وتليف الكبد والفشل الكلوي وأمراض القلب وغيرها اعتماد مئات الآلاف من الأفدنة سواء في القاهرة الكبرى أو محافظات الوجه البحري والصعيد على مياه الصرف الصحي غير المعالج في عملية الرى.
وتكشف التقارير نشرت عبر وسائل إعلامية أنذاك، أن المساحة المزروعة بمياه الصرف الصحى غير المعالج قد تصل إلى مليون و200 ألف فدان حيث تصل إجمالى كمية مياه الصرف الصحى غير المعالج الذى تتخلص منه مصر سنويًا إلى 6 مليارات متر مكعب، فى حين يصل متوسط احتياج الفدان سنويًا 5 آلاف متر مكعب يتم التخلص منها فى الترع والبحيرات والمصارف.
فضلاً إن المساحة التى ذكرها التقرير لا تمثل سوى 15% من إجمالى المساحة الحقيقية البالغة 6 ملايين و500 ألف فدان.وتشير المصادر إلى أن مايقرب من 40% من الخضروات والفاكهة التى يتناولها المصريون مسممة ببعض العناصر التى تحتويها مياه الصرف غير المعالج.