كتب رانيا قناوي:
أكد المستشار أبمن الورداني عن أحوال قضاة الشرعية والبيان، أنهم أشرف من أنجب القضاء المصري، أبَوْا أن يضعوا أيديهم فى يدٍ لُوِّثت بالخيانة والدماء، أبوا أن يكونوا أداة لعصابة الانقلاب العسكرى التى وَأَدَتْ إرادة الشعب، وسَعَتْ أن تسبغ مشروعية كاذبة على أعمالها الإجرامية مستعينة فى ذلك بقضاء ظاهره العدالة والنقاء وباطنه الفساد والذل والانكسار؛ يقودهم ثُلة فاسدةٌ من القضاة الذين دشنوا ودعموا الانقلاب على الشرعية ووأد إرادة الشعب .
وشدد الورداني -خلال مقاله اليوم الثلاثاء، على صحفته الشخصية بموقع "فيس بوك"- أن قضاة البيان فئة بقيت على الحق ظاهرة، رغم محاولة الانقلاب كسر عزيمتهم، موضحا أنه عندما وجد الانقلاب ألا سبيل لكسر إرادتهم أوعز إلى زبانيته من قضاة الانقلاب أن يصدروا أحكاما بحبس رموزهم، ثم كلف أحد كبار مجرمى قضاة الانقلاب بإجراء تحقيقات موجهة معهم منعوا أثناءها من السفر، ثم تمت إحالتهم إلى المحاكمات التأديبية التى جرت بصورة هزلية اقترنت بصدور قرار بقطع رواتبهم من مجلس القضاء الأعلى الذى كان يضم فى ذلك الوقت أكابر مجرمى قضاة الانقلاب، ويرأسه قاضٍ شارك فى بيان الانقلاب بنفسه، انتهت المحاكمات بفصل قضاة الشرعية والبيان ليسجد الشرفاء لله شكرًا أن نجاهم من القوم الظالمين".
وأكد الورداني أنه "لا عجب ولا عيب أن يكون عدد منهم قد تعرض لظروف مادية وضائقة ألجأته أن يبيع بعض ما يملك بعد أن رفض أن يبيع دينه وضميره وأخلاقه، أو أن يعمل في غير مهنته التي فُصل منها وليس في هذا ما يشين، فليس في العمل العيب؛ إنما العيب على من باع دينه بدنياه ودنيا غيره، ويكفيه شرفًا أنه قد عصم نفسه وأبناءه من مالٍ به شبهة ونتاج عمل قام على مداهنة الظالم وعصابته.
وشدد على أن قضاة الشرعية والبيان لم تذل ولن تذل أعناقهم لطاغية، فمعتقلهم يرى في سجنه خلوة مع ربه, ومهاجرهم فى نعمة من الله وفضل وكرم، مستدلا بقول الله تعالى {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}، مؤكدا أنهم لا يطلبون الرحمة من خائن معتوه.. أذله الله، ولا ينتظرون نصرة ممن فقدوا كرامتهم ورجولتهم ورضوا أن يكونوا عونًا للظالمين.
وكانت قد كشفت تقارير صحفية، نشرته إحدى الصحف العربية الصادرة من أوروبا، عن صمود أسطوري لقضاة الشرعية في مصر، عقب فصلهم من القضاء ووقف رواتبهم ومرورهم بظروف قاسية في أحوالهم المعيشية.
وحسب صحيفة "العربي الجديد"، فقد كشف المستشار أيمن الورداني، رئيس محكمة الاستئناف، عن أنه عرض شقته التي ورثها للبيع ومساحتها 160م.. بعد أن تم فصله ووقف راتبه بالسلك القضائي، في الوقت الذي عمل قاض آخر سائقا على تاكسي، وآخر في جمع القمامة، لانتقام سلطات الانقلاب من قضاة الشرعية لعدم وقوقهم مع الانقلاب الخائن.