كتب رانيا قناوي:
أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل، أن ثورة 25 يناير تعافر للانتصار على تجار الوهم في السلطة والمعارضة، مؤكدا أن ترامب لن يطيل عمر الانقلاب، ولا ملك السعودية سيقصّره، موضحا أن هناك حالة من الحنين والذكريات على مواقع التواصل الاجتماعي، تستحضر الثورة، وتعتذر لها، وتجدّد العهد باستكمال الحلم.
وقال قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة، أن هذا، بحد ذاته، تطوّر ملموس، يعيد الاعتبار للمعاني والقيم، ويسحب المسألة الثورية من تجارة ومضاربة، على طريقة الأسهم في البورصة، إلى داخل حدود الروح، فتفيض الدموع وتستيقظ المشاعر الراقية.. بعيداً عن بكوات النضال الذين يؤدون أدواراً سريعة وخاطفة في مسرحياتٍ ثورية، بلا مضمون، ثم يبتلعهم النسيان، فلا ترى لهم أثرًا أو تسمع صوتًا.
وأضاف أن الثورة، وهي تحظى بكل هذا الفيض من الحنين، يجب أن تراجع مسيرة السنوات الماضية، وخصوصاً سنوات ما بعد الانقلاب، وما انتشر فيها من أوهامٍ محسوبة على بعض رافضي سلطة القهر والاستبداد، موضحا وهمين كبيرين،
الأول: أن القوى الإقليمية والدولية حسمت أمرها، وقرّرت التخلص من سلطة الانقلاب التي صنعتها في مصر، فيقال للناس إن الحل سيأتي من ملك السعودية الجديد، بينما الواقع على الأرض يشير إلى استبسال سلطة الانقلاب في إثبات سعودية جزيرتي تيران وصنافير، وتجليات ذلك من تولي السعودية مشاريع تنمية سيناء، وفقاً للمعلن من نظام عبد الفتاح السيسي.
وأوضح أن الوهم الثاني هو القائل إن صحوة قادمة من الدولة العميقة، جيش وشرطة وقضاء، سوف تنهي الانقلاب، وتعيد الثورة والشرعية.. وذلك لتنويم الغضب والثورة، حتى ظن الناس أنه لم تعد ثمّة فائدة، وأن كل شيء قد استقر، السلطة على مقاعدها الفارهة، والمعارضة على شواطئ الثرثرة والسمسرة.
وأكد أن عبدالفتاح السيسي يعيش في وهم كبير، حين يتصوّر أنه حين يعيش في جلباب ترامب، فهذا يضمن له البقاء، ولن يسقط. وتعيش بعض الأطراف المحسوبة على المعارضة وهماً أكبر، حين تصر على إغراق السوق بوعود الملك الذي سيسقط الانقلاب.
وبين الوهمين، تبقى الحقيقة التي ينبغي أن تتشبث بها الثورة: لا ترامب سيطيل عمر الانقلاب، ولا ملك السعودية سيقصّره.