كتبت – علياء عبد الفتاح
قالت صحيفة "جارديان" البريطانية: إن هجوم سلطات الانقلاب في مصر على الصحفيين والمراسلين يعطي مؤشرات ضعيفة للأمل حول مستقبل البلاد، مشيرة إلى أن الصحفيين الذين يقدمون رواية مختلفة عن الرواية الرسمية للدولة يتحولون إلى أعداء للنظام ويتعرضون لخطر القتل أو الاعتقال أو الاعتداء من جانب البلطجية.
وأضافت الصحيفة -فى تقريرها المنشور أمس- أن الحكومة المدعومة من الجيش تحولت إلى وحش جامح باسم محاربة الإرهاب وإعادة الاستقرار؛ حيث اعتقلت ما يزيد عن 20 ألف مواطن، فضلا عن سعي الانقلاب عن قتل المعارضة السياسية له، مشيرة إلى أنه في ظل هذه الحرب المزعومة ضد الإرهاب تحولت وسائل الإعلام إلى جبهة رئيسية يحاربها النظام، لافتة إلى اتهام 20 صحفيا، بينهم 4 أجانب بالانضمام أو مساعدة منظمة إرهابية ونشر أخبار كاذبة.
وتابعت الصحيفة: إن السلطات ألقت القبض على اثنين من الصحفيين الأجانب؛ هما "بيتر جريست" الأسترالي الجنسية مراسل قناة الجزيرة الإنجليزية، و"محمد فهمي" منتج الأخبار الذي يحمل الجنسية الكندية، فضلا عن مراسل الجزيرة العربية عبد الله الشامي الذي اعتقل في أغسطس الماضي ويضرب عن الطعام احتجاجا على محبسه.
وأشارت الصحيفة إلى أن جريست كتب رسالتين من محبسه في محاولة يائسة لإفهام السلطات أنهم أدخلوه في صراع سياسي ليس له علاقة به.
وتابعت الصحيفة إن من المفارقات أن السجن الذي يقبع به جريست يضم أيضا الناشط علاء عبد الفتاح الذي ألقي القبض عليه في ديسمبر الماضي لرفضه قانون التظاهر الذي يجرم التظاهرات.
وقالت الصحيفة: إن وسائل الإعلام المحلية مع عدد قليل من الاستثناءات البارزة تقدم وتدعم بقوة رواية النظام للأحداث، مشيرة إلى أن السلطات كانت تعترض على تغطية وسائل الإعلام الأجنبية للأحداث باعتبارها انقلابا عسكريا في مصر، وأن أنصار 30 يونيو يزعمون أنها ثورة أنقذت مصر من الاستبداد الديني للإخوان المسلمين، بينما تم استبدال النظام بنظام آخر أكثر سوءا من أي وقت مضى.