كتب سيد توكل:
يخسر نظام 30 يونيو الذي يمثله عبدالفتاح السيسي بشكل شبه يومي فئات جديدة من مؤيدي الانقلاب العسكري؛ ولم يشفع للسيسي دخوله متأبطًا ذراع شريكه بطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، وسط زفة من قِبل شمامسة الكنيسة، وقاطع محتجون من الكنيسة كلمة "السيسي" بهتاف "ارحل".
وحسب مراقبين فإن الكنيسة تمارس ابتزازًا ملحوظًا على نظام السيسي وتعايره بوقوفها معه في انقلاب 30 يونيو حتى إن مقطع فيديو لأحد الكهنة المقيمين في أمريكا عاير السيسي قائلا «نحن من أجلسناك على عرش مصر ولكنك خنتنا.. فأنت أسوأ رئيس في تاريخ مصر».
وتعرض السيسي لـ"مواقف محرجة"، لدى زيارته، مساء أمس الجمعة، إلى الكنيسة المرقسية بالكاتدرائية بالعباسية، للتهنئة بعيد الميلاد، منها هتاف شباب مسيحيين ضده: "ارحل يا سيسي"، قبل إلقاء كلمته، وقيام أحدهم برفع إشارة "رابعة".
ودخل "السيسي" إلى الكاتدرائية في حماية تواضروس، وبصحبته لواء الترامادول عباس كامل، للمرة الثالثة على التوالي، في عيد الميلاد، منذ انقلابه في 3 يوليو 2013.
تلعثم وإحراج
ومنذ أسابيع قليلة شهدت الكاتدرائية المرقسية دموعًا وصرخات، عقب التفجير الآثم الذي أودى بحياة العشرات، والذي تشير أصابع الاتهام إلى وقوف أذرع السيسي خلفه، الجميع يبكي قريبًا له فقده بالداخل، والبعض يبكي أرواحًا فُقدت دون ذنب.
وقال أحد المسيحيين معلقًا على الهتاف ضد رئيس الانقلاب: "السيسى كان بييجي عندنا كل عيد علشان ياخد أصواتنا، دلوقتي مش عارف يحمينا، إحنا اللي هنمشيه".
وانطلقت الهتافات داخل الكاتدرائية "ارحل ارحل"، موجهة للسيسى؛ الذي تلعثم أكثر من مرة اعتراضًا على ما تعرض له مسيحيون من تفجير إرهابي داخل الكاتدرائية أودي بحياة العشرات.
مما عرض السيسي للإحراج الشديد، وقال: "طيب.. متشكر"، واضطر إلى محاولة كسب ودهم بتأكيد أنه تم ترميم جميع الكنائس التي وعد بترميمها، وأنه لم يتبقَّ سوى كنيستين يتم ترميمهما حاليا.
يذكر أن انفجارًا وقع داخل الكاتدرائية، وأسفر عن وقوع العشرات من القتلى والجرحى، وكانت تصريحات تفيد بأن الانفجار ناجم عن قنبلة وزنها حوالي 12 كيلو تم إدخالها إلى الكاتدرائية، وما زال البحث جاريًا.
اتخدعنا فيك
وكان الكاهن "مرقص عزيز ميخائيل" قد شن هجوما على السيسي، قائلا: "السيسي أسوأ رئيس جمهورية.. اتخدعنا فيه"، لافتا إلى أن المسيحيين ساندوه في انقلاب 30 يونيو على الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي.
جدير بالذكر أن تواضروس هدد سلطات الانقلاب بأن الكنيسة تسيطر حتى الآن على غضب المسيحيين فى الداخل والخارج، لكنها لن تصمد كثيرًا أمام "الغضب".
وقال تواضروس موجهًَا كلامه لشريكه في جريمة 30 يونيو: «أصدرت أمراً لأقباط المهجر فى الولايات المتحدة بالتراجع عن التظاهر ضد الأحداث الطائفية الأخيرة، وقلت لهم مفيش مظاهرات تتعمل، وحتى الآن أنا مسيطر عليهم لكن مش كلهم بيسمعوا الكلام».
يا سيسي أنت خايف؟
وبدأ تفاقم الأزمة مع الكنيسة بعد أن قامت شرطة الانقلاب بتعذيب أحد المواطنين المسيحيين في قسم شرطة الأميرية بالقاهرة حتى الموت، ونفت داخلية الانقلاب قيامها بذلك، في حين امتلك الغضب الشباب المسيحي الذين شنوا غضبهم على عبدالفتاح السيسي ونظامه وهتف الكثير من الشباب المسيحي لأول مرة بسقوط حكم السيسي.
ونشر الطبيب والناشط المسيحي، الدكتور وجيه رءوف، مقطع فيديو يوجه نقدا عنيفا وغير مسبوق بحق السيسي.
يقول رءوف: "يا سيسي أنت خايف من مين.. يا أنت خايف من حد معين.. حد وراءك في الجيش.. في السلطة.. يا إما بتمثل علينا.. انت بتعمل "شو إعلامي".."الست بتاعة الحلق"، و"فتاة نقل البضائع".. لكن ما بيشوفش مهازل ثانية في البلد بتحصل".
وأضاف: "مجدي مكين سائق عربة "كارو" احتكت سيارته بسيارة نقيب الشرطة.. ويبدو أنه لم يعطِّ التوقير والاحترام للنقيب.. فأخذه وضربه ووضع الخازوق له.. وساخة وقلة أدب.. فيه قانون سواء كنت لواء أو مشير.. خلي عندك ضمير.. أكثر من كده بيحصل في حكم السيسي، ويبررون قتل مكين بأنه كان معه مخدرات.. لا يا باشاوات.. اللي بيتاجروا في المخدرات هم طبقة اللواءات والقضاة، والدولة بتحميهم".
وتابع: "نحن نعيش في دولة الهاشينجاه، واخص عليكم يا حكومة فاسدة وفاشلة.. هي دي المعايير اللي ماشية في مصر.. هو صحيح السيسي ما شافش الست اللي اتعرت في المنيا.. يمكن علشان قبطية.. وعندنا جرجس بارومي.. اتحكم عليه.. هنقول قضاء شامخ ولا منبطح ولا قضاء على ما تفرج".
وشكك رءوف في تقرير الطب الشرعي عن مكين، قائلا: "الطب الشرعي قال على ناس مقتولة إنهم منتحرون.. يعني الطب الشرعي كل سنة وأنت طيب.. طبيب مسيحي يعرف الحق في الطب الشرعي.. طلعوه معاش مبكر.. وعندنا الكاهن الكبير، وسنه 70 سنة.. بولس الرياني.. بيع من الكل.. من الكبار (يقصد مسئولي الكنيسة) بتوعنا علشان يصفقوا للريس.. وإيهاب جواجري الذي لم يتم إطلاق اسمه على مدرسة بعد إلغاء القرار من قبل المحافظ".
وانتقدت أيضا الناشطة المسيحية إيمان صليب، بمقطع فيديو نشرته على موقع "يوتيوب"، حكم السيسي، واصفة الشرطة المصرية في عهد السيسي بأنها أسوأ منها في عهد مبارك، ومذكرة بتعرية امرأة مسيحية بالمنيا دون أن يزورها السيسي.
وخاطبت السيسي بالقول: "لما احتجت للمسيحيين في أمريكا أدوا أوامرهم، واتعمل لك استقبال رغم انك ما تستأهلش".
وأضافت: "مجدي مكين سائق "الكارو"، وكان ممكن تُنسى قضيته لولا اكتشافها مع أنك كرمت الفتاة.. طيب واللي مات ده وعائلته.. دول اتهددوا بالتليفون.. ده خالد سعيد تاني.. كن عادلا.. كن للفقير والغني.. الغلابة بيموتوا وأنت نايم نعسان".