أحمدي البنهاوي
قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، إن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي يستدعي دائما تهديدات الإسلاميين لتبرير إجراءاته الأمنية، غليظة اليدين، التي تسببت في عمليات قتل وأحكام بالإعدام، استهدفت آلاف المناهضين السياسيين.
وأشارت إلى قوله، خلال خطاب ألقاه الخميس بمناسبة ذكرى المولد النبوي، "إنهم يريدون أن يدمروا ويروعوا الأطفال والنساء والشيوخ، أريد أن أخبرهم أن الله معنا".
واعتبرت "أسوشيتد برس" أن السيسي يصور نفسه محاميا معاديا للإسلاميين، فدعا إلى "استئصال التطرف من الخطاب الديني"، وهو الأمر الذي يكرره عبد الفتاح السيسي في خطاباته.
وكلف السيسي أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أكبر مؤسسة إسلامية في العالم، بتنفيذ الإصلاحات الدينية، لكن بعض المنتقدين يرون أن المؤسسة غير قادرة على تنفيذ إصلاحات عميقة الجذور أو فلترة التشدد.
الاقتصاد والإسلاميون
وقرنت الوكالة الإخبارية، في تقريرها، بين هجومه على الإسلاميين وتبريره للفشل الاقتصادي والمعاناة التي يعاني في ظلها المصريون، فقالت "إن السيسي قرر إصدار تعليقات هي الأولى منذ التعويم غير المسبوق للجنيه، الشهر الماضي، والذي استهدف موافقة صندوق النقد الدولي على قرض 12 مليار دولار، الإجراءات المؤلمة حظيت بإشادة من "الصندوق" ومجتمع الأعمال، لكنها تسببت في ارتفاع الأسعار بالنسبة لسكان يعانون من شظف المعيشة، حيث يخاطر السيسي بإمكانية حدوث رد فعل سياسي خطير.
ونبهت إلى أن السيسي دافع، الخميس، عن الإجراءات الاقتصادية القاسية التي طبقتها الحكومة، قائلا: إنه لم يكن هنالك بديل عن ذلك في مواجهة الاقتصاد المتدهور.
وذكر أن الإصلاحات الهيكلية كانت أمرا إلزاميا لمصر، معتبرا أن الإجراءات الجديدة ليست "نزهة".
وفقد الجنيه جراء ذلك حوالي نصف قيمته، حيث بلغ سعر الدولار حوالي 18 جنيها، في نكسة ضخمة بالنسبة لدولة تعتمد بشكل كبير على استيراد الأغذية والمواد الخام وغيرها، بينما لم تحدث تغييرات في الأجور.
وأشارت إلى اقتران الجزئيتين في خطاب السيسي عندما وصف قرار تنفيذ الإصلاحات بالصعب، لافتا إلى أن المهمة تحتاج إلى الصبر والعمل الجاد، في الوقت الذي حمل فيه مسئولية الاقتصاد المتدهور خلال السنوات الماضية إلى فترات الاضطراب منذ ثورة يناير 2011.