عقدت صحيفة توداي زمان التركية، مقارنة بين الانتقال الديمقراطي في مصر وتونس بعد ثورات الربيع العربي التي انطلقت من البلدين، واعتبرت أن الأوضاع الحالية في مصر تكرار لقصة رمسيس الثاني المعروف باسم "فرعون"، الذي قتل وعذب بني إسرائيل بناء على تفويض من شعبه.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم الاثنين، إنه في الوقت الذي مررت فيه تونس دستورها الجديد بمشاركة رئيس الوزراء المستقيل علي العريض، ورئيس البرلمان مصطفى بن جعفر، والرئيس التونسي منصف مرزوقي، خلال مراسم احتفالية أمام الجمعية الوطنية التونسية، حيث رفعت الأعلام التونسية، وتعانق النواب، واحتفلوا بصدور أول وثيقة شاملة، ترقى عبد الفتاح السيسي إلى رتبة "المشير"، وفوضه المجلس الأعلى للقوات المسلحة للترشح في انتخابات الرئاسة.
وأضافت أنه المشهد في مصر يبتعد تمامًا عن الانسجام والوحدة، وما يحدث على الأرض ، يكشف أن هذا البلد لا يزال بعيدًا بسنوات ضوئية عن الديمقراطية، فالقنابل المسيلة للدموع لا تزال تغطي سماءها، والذخيرة الحية تطلق على رافضي الانقلاب.
وتابعت " توداي زمان" أنه بنظرة أكثر قربًا، يتضح أن الإعلام المصري هو من سكب الوقود على النار، لقد لعب الإعلام دورًا جذريًا في حملة مناهضة للإسلاميين، لقد عمل مقدمو البرامج ذوو الشهرة، مع شخصيات المعارضة في التحريض على الكراهية ضد الجماعة.
وأشارت إلى أن الكراهية المتنامية ضد الإخوان تم توظيفها عبر تمهيد الطريق لظهور السيسي ولم يكن من قبيل المفاجأة أن يتم تفويضه لمنصب الرئاسة، منوهة إلى أنه بينما يستخدم الإعلام كلمة "ديمقراطية"، للتغطية على الانقلاب العسكري، لا يخجل أنصار السيسي من الاعتراف بتفضيلهم للديكتاتورية على "ديمقراطية تجلب الإخوان المسلمين إلى السلطة".
وأوضحت الصحيفة التركية أن الثورة المصرية لم تقترب من تحقيق أهدافها "عيش، حرية، كرامة اجتماعية"، ولا تزال مشاكل البطالة ونقص الغذاء والوقود والفقر المدقع والبنية التحتية المروعة قابعة دون حل، وبدلاً من أن يشكو الناس من ظروف حياتهم، ويطالبون بحقوقهم، يلقون باللوم على جماعة الإخوان، إنها ذات قصة رمسيس الثاني (المعروف باسم فرعون موسى)، والذي عذب وقتل نسل بني إسرائيل، إثر تفويض من شعبه، الذين رأوا فيهم تهديدًا لهم ،ويرى بعض المفكرين السياسيين أنه لا أمل سياسي، إلا بظهور "موسى آخر".