كتب: سيد توكل "الشرف" آخر ما يفكر فيه جنرالات الانقلاب العسكري في مصر، بعدما رضعوا الخيانة عشرات السنوات ونبتت وتغذت وترعرت أجسادهم على السُحت ونهب الشعب، وكشفت صحيفة "الديار" اللبنانية، المعروفة بموالاتها للأمين العام لميلشيا "حزب الله" الإهاربية "حسن نصر الله"، عن خرق مصر للحصار الخليجي على الحزب. من جهته قال الكاتب الصحفي وائل قنديل إن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي يعمل حاليا على فتح خط اتصال مع حزب الله اللبناني ومحور إيران عموما، بعد أن "استشعر أن هناك تحركات داخلية وخارجية لإبعاده عن الحكم". بينما أكدت الصحيفة اللبنانية في تقرير لها أمس الجمعة، أنها علمت من أوساط دبلوماسية في بيروت أن سلطات الانقلاب خرقت الحظر الخليجي على حزب الله وبعثت بعدة رسائل «ود» الى الحزب كان آخرها عبر شخصية سياسية مقربة من حزب الله زارت القاهرة مؤخرا. رسائل العشق والهوى! ووفقا للمعلومات، التي نشرتها الصحيفة، فان تلك الشخصية تم توقيفها في مطار القاهرة الدولي، واستدعيت للقاء «جهة امنية» رفيعة المستوى، ودون أي «مواربة» توجهت القيادة الأمنية بالكلام الى تلك الشخصية باعتبارها محسوبة على حزب الله، وعند محاولة الأخير «نكران» هذه العلاقة خوفا من تداعيات ذلك، طمأنه محدثه الى ان هذه العلاقة غير مضرة، بل قد تكون مفيدة، وليس لدى السلطات المصرية نية لاتخاذ أي اجراءات سلبية ضده، بل هي مناسبة لايصال «رسالة» الى قيادة حزب الله في لبنان، بأن مصر هي في «خندق واحد» معه في قتال المجموعات التكفيرية، وتلتقي معه في النظرة إلى الحرب في سوريا، والمشتركات أكثر من القضايا الخلافية، ولم تخلُ المحادثة أيضا من تأكيد مصري على جفاء كبير في العلاقة مع السعودية، واتجاه للتقارب مع الجانب الإيراني. وبحسب "الديار" اللبنانبة، خلاصة هذا الاجتماع الودي، ستليه خطوات عملية كما تحدث ضابط الأمن المصري الرفيع، وثمة ترجيح لنقلة نوعية في العلاقات «الثنائية» نهاية الشهر الجاري، ويتوقع رفع درجة المحادثات إلى مستوى أعلى، لبحث عدد من القضايا العالقة. وقد تكون مسألة إعادة قناة المنار للبث على القمر الصناعي النايل «سات»، واحدة من المؤشرات الدالة على تقدم الاتصالات أو تعثرها". واختتم الصحيفة المعروفة بموالاتها للحزب الإرهابي بـ"في سياق هذا التواصل مع حزب الله غير بعيد عن التحول في الموقف المصري في المنطقة، فمصر العالمة «بوزن» حزب الله الأقليمي ترغب بفتح قنوات «رفيعة المستوى» مع إيران، بعد التواصل الأمني مع دمشق، وفي هذا السياق زار وزير الخارجية المصري سامح شكري عمان، وعرض فكرة إعتماد «القناة المصرية» للتواصل مع إيران بخصوص الشأن السوري، وملفات المنطقة، وفي مقدمها العلاقات العربية ـ الإيرانية، كما بحث شكري مع الملك عبدالله الثاني مسألة «التمثيل السوري» في القمة العربية المقبلة. علاقة حرام وكان وفد من "حزب الله" الإرهابي زار سلطات الانقلاب في وقت سابق لتقديم العزاء بالإعلامي الراحل محمد حسنين هيكل، والتقى مسؤولين رفيعي المستوى في مخابرات الانقلاب، وبحث معهم آليات "الخيانة" وطعن الثورات العربية في سوريا والعراق. وتحدث مراقبون عن مباحثات وتنسيق وتحالف "صامت" بين نظام السيسي وحزب الله، وربطوا ذلك بحالة التشنج التي تنتاب السيسي وأركان نظامه في الآونة الأخيرة، على خلفية استشعاره تحركات داخلية وتوافقات في الخارج تجمع على أن الجنرال "بلحة" لم يعد يصلح للحكم، ولذلك يلجأ إلى المناكفة والابتزاز ومحاولة اللعب على الحبلين. وبعد أن قررت السعودية قطع مساعداتها للبنان بسبب مواقف حزب الله الإرهابي، وجد السيسي نفسه في مأزق شديد جدا، خاصة أن دولة الإمارات هذه المرة تسير على خطى المملكة، كما يقول مراقبون وأن خطاب السيسي يفسر حالة العصبية والتشنج التي يمر بها، حيث وجه رسالته للداخل وللرعاة الإقليميين بقوله: "من يقترب من مصر سوف أمحوه من على وجه الأرض". وبرأي مراقبين فإن السيسي يناور مع دول الخليج، ولا يقيم علاقاته معها على أساس المبادئ وإنما على أساس المنح والمساعدات، باستثناء علاقته مع إسرائيل، وإنه هنا يلتقي مع حزب الله الإرهابي الذي لا يتصرف حاليا كحزب مقاومة، ولكن كمليشيا طائفية، وأشار المراقبون إلى أن الطرفين -ومعهما إسرائيل- يحرصان على عدم سقوط نظام بشار الأسد. وذكّر المراقبون بمواقف سابقة لنظام السيسي، وكيف أنه كان يعمل على توثيق علاقاته مع الحوثيين الشيعة وإيران في صنعاء، في الوقت الذي كانت فيه دول الخليج تسحب سفراءها من العاصمة اليمنية!