كتب أحمدي البنهاوي:
رغم مناصرته للربيع العربي وملفات الثوار واللاجئين بشكل غير مسبوق أو حتى ليباريه أحد فيها، لا سيما وقوفه إلى جانب الشعب السوري في محنته، ودفعه ثمنا غاليا لموقفه منها، يأخذ بعض أحرار العالم على الموقف التركي من "حلب"، غير أن ما شهدته تركيا في 25 يوليو الماضي، من محاولة انقلاب عسكري شارك فيه منتسبيها 8651 شخصًا فقط، وهو ما يعادل نسبة %1.5 فقط منهم، حسب القوات المسلحة، ولكن وزير الداخلية صرح بأن أكثر من 15 ألفًا حتى الآن موقوفون على ذمة التحقيق منهم 10012 منتسبًا لمختلف قطاعات المؤسسة العسكرية، وهو ما يعني اختلافًا واضحًا بين أرقام المؤسسة العسكرية وأرقام وزارة الداخلية، غير أن النسبة الأكبر كانت في القيادات المشاركة في الانقلاب والتي وصلت إلى 41%، تم توقيف 151 جنرال في اليومين الأوليين من أصل 358، أرقام أعلنت بعد المحاولة بيومين.
الكاتب والمحلل سعيد الحاج قال إن "عدد التوقيفات الكبير في القيادات العليا للجيش يظهر بوضوح أن العملية الانقلابية لم تكن جزئية ولا صغيرة ولا كانت من ترتيب وتنفيذ التنظيم الموازي حصرًا، وإن أصرت الحكومة على هذه السردية استثمارًا لإمكانية اجتثاثهم من كافة مؤسسات الدولة وفي محاولة لتحييد المؤسسة العسكرية أولاً والحفاظ عليها تاليًا".
غير أن نضال حماد يرى أن تطهير جيوش الخيانة النظامية.. واستعادة الشعوب لقواتها العسكرية المسلوبة لحساب قيادات العمالة الغربية.. أولى خطوات الاستقلال وسيادة الأمة.
الجيش والحوثيون
وعلى عكس ما توقعه كثير من المراقبين، التحق الجيش اليمني (جيش صالح) إلى الحوثيين في حربه ضد قوات التحالف مدعومة بقوات الشرعية وفصائل الثورة اليمنية وفي القلب منها حزب الإصلاح، فبات الجيش حجر عثرة في أن تؤتي عاصفة الحزم أكلها ولربما توقفت الطائرات السعودية عن الطلعات، بسبب الأزمة المالية التي تمر بها.
حينها سيكون الجيش سببا في مساندة فصيل منحاز لقوى إقليمية يرفض العملية الديمقراطية ويصفي معارضيه.
الكاتب والأكاديمي محمد صالح الجرف يقول: "ﻳﺘﺒﺎﻛﻮﻥ ﺑأﻥ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﺰﻡ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺗﺪﻣﻴﺮ أﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺠﻴﺶ؟ ﻭأﻧﺎ ﺑﺪﻭﺭﻱ ﻛﻴﻤﻨﻲ أﺗﺴﺎءل ﺃﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﻳﺴﻔﻚ ﺩﻣﺎﺀ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻭﻳﺴﺘﺒﻴﺢ أﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻭﻳﻘﺘﺤﻢ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻭﻳﻔﺠﺮ ﻣﺴﺎﺟﺪﻫﻢ؟!!.
وأضاف "ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﻱ ﺟﻴﺶ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻤﻲ ﺑﺎﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭﺑﻴﻮﺗﻬﻢ؟ ﻭﻳﻘﺼﻒ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘﻪ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﻪ؟!!.. ﺟﻴﺶ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ ﻋﺪﻭًﺍ ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻮﺟﻪ ﺳﻼﺣﻪ إﻻ إﻟﻰ ﺻﺪﻭﺭ أﺑﻨﺎﺀ ﻭﻃﻨﻪ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺘﻪ.. ﺟﻴﺶ ﻳﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﻟﻘﺘﻞ أﺑﻨﺎﺀ ﺷﻌﺒﻪ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﻴﻦ ﻭﺗﻔﺠﻴﺮ ﻣﺴﺎﺟﺪﻫﻢ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺘﻪ ﺟﻴﺶ ﺗﻢ ﺑﻨﺎﻳﺘﻪ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻋﺎﺋﻠﻪ ﻭﻋﺼﺎﺑﺎﺕ ﺣﺎﻗﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻤﻦ".
وكشف الجرف عن أن الجيش كان ﻳﺼﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﻮﻳًﺎ ﺛﻠﺜﻲ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻃﻴﻠﺔ ﺛﻼث ﻋﻘﻮﺩ، ﻭﺣﻴﻦ ﺩﻗﺔ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أﻥ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ.
الجيوش النظامية
وقبل قليل على صفحة "خالد سعيد-المصريين" استعرض المؤرخ والباحث محمد إلهامي، سؤالا عما يحدث في حلب قال السائل: ما يحدث في حلب يثبت أن مفيش حرب عصابات تنتصر على جيش نظامي؟
فأجابه: الصحيح هو العكس تماما..الفصائل -على تشرذمها وتناثرها وتفرقها، وما فيها من عيوب الاختراق المالي والأمني- استطاعت هزيمة جيش بشار.. بل استطاعت الصمود والمقاومة ضد ما جاءه من إمدادات إيرانية عسكرية محترفة مصحوبة بمليشيات محترفة كحزب الله وكتائب الشيعة العراقية والأفغانية واللبنانية. ولهذا تدخلت روسيا بنفسها.
وأضاف إلهامي "نحن لم يضيعنا إلا الجيوش النظامية.. في عهد الجيوش النظامية كانت الأوطان تسقط في ساعات.. الجيش السوري نفسه انسحب من الجولان قبل أن يدخل الإسرائيليون حتى لقد أذاعت الإذاعة السورية سقوط القنيطرة قبل أن تسقط.. والجيش المصري انهار أمام إسرائيل في ساعات.. الجيش العراقي انهار أمام الأمريكان في أيام".