كشف ماهر الحمدان، مدير وكالة سوريا برس للأنباء، أن "أكثر من 70% من حي القابون الدمشقي، دمر نتيجة القصف المستمر من قبل قوات النظام منذ أكثر من عامين، فيما نزح من الحي منذ بدء الأزمة أكثر من 60% من سكانه".
وقال إن "عدد سكان الحي قبل الأزمة كان حوالي 40 ألف نسمة، لكن نتيجة النزوح أصبح نحو 12 ألف نسمة، جراء القصف المستمر من قبل قوات النظام". وأوضح أنه "منذ سبتمبر عام 2012 الماضي، وحتى الوقت الحالي، يتعرض حي القابون ومن بقي فيه إلى حصار خانق قاتل، تسبب بضيق العيش، فضلا عن القصف اليومي بقذائف الهاون، وصواريخ أرض-أرض".
وأكد الحمدان سقوط "أكثر من 200 صاروخ أرض أرض على الحي، منذ ذلك التاريخ، فضلا عن نحو ألف قذيفة هاون ومدفعية، مما سبب دمارا أصاب أكثر من 500 منزل، حيث اتبع النظام سياسة الأرض المحروقة، والعقاب الجماعي نتيجة حراك الحي ضده".
وأشار إلى أن "حي القابون يلقب بشرارة الثورة السورية في دمشق، حيث إنه كان مع حي برزة، أول الأحياء التي خرجت في مظاهرات منتظمة، وشهدت حراكا سلميا منذ 25 مارس من عام 2011"، موضحا أن "للقابون ماض في التظاهر ومقارعة نظام حزب البعث، وتجسد ذلك في انتفاضة المقبرة، وانتفاضة حوادث الاوتستراد الدولي في أيام حافظ الأسد". وأضاف أن "النظام استمر في استخدام العنف، ما أدى إلى تحول الصراع نحو المواجهات المسلحة".
وأضاف ارتكبت قوات النظام مجزرة في 18 يوليو 2012، راح ضحيتها نحو 90 شخصا، جراء القصف العنيف بالمروحيات والمدفعية، واستهداف القناصة لأي حركة".
وفي نفس الإطار، قال الحمدان أن "الحي شهد ما يسمى (بركان دمشق وزلزال سوريا)، وأن "المواجهات تطورت في الحي، وبشكل خاص عقب إسقاط الجيش الحر لمروحية في 27 أغسطس 2012 الماضي، وكانت الحادثة الأولى من نوعها في دمشق، فزادت من حدة الصراع، وبدأ الحصار المطبق على الحي منذ سبتمبر من نفس العام".
وتابع: منذ منتصف مارس (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.