حرب العصابات تستعر في حلب… والمعارضة تصمد

- ‎فيعربي ودولي

بات من شبه المؤكد أن المساعي السياسية، التي برزت أخيرًا، في تركيا ثم في مجلس الأمن لحلحلة قضية حلب تعثرت، إذ يستشعر محور النظام-روسيا، بطغيان قوتهما الميدانية في هذه المعركة المتواصلة منذ ثلاثة أسابيع دون توقف، التي أدت فصولها اليومية المتوالية لتدهور غير مسبوق للوضع الإنساني المأساوي، لنحو ربع مليون مدني في أحياء شرقي حلب.

ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، تواصلت غارات الطيران الحربي على الأحياء، التي ما زالت المعارضة السورية تسيطر عليها شرقي المدينة، مع استمرار الاشتباكات التي لم تتوقف على محاور عدة. ذلك لأن قوات النظام تحاول إحراز تقدمٍ فيها، ساعية لقضم المزيد من المساحات، حسب ما تظهر المجريات الميدانية، في ظل تمكن فصائل المعارضة السورية من صد معظم هذه الهجمات الجديدة، بعد أن كانت قد تداعت خطوطها الدفاعية في الأيام القليلة الماضية.<br /> <br /> واستهدفت غارات الطيران الحربي وقصف قوات النظام المدفعي، أحياء المعادي، جسر الحج، والكلاسة، والسكري، والفردوس، وغيرها، مُسقطة المزيد من الضحايا المدنيين، فيما طاولت ضربات جوية أخرى مناطق مختلفة في ريف المحافظة الغربي.

كما "قتل 3 مدنيين وأصيب آخرون نتيجة قصف شنّه الطيران الروسي بصواريخ فراغية على قرية البوابية بريف حلب الجنوبي"، حسب ما أكد المتحدث باسم الدفاع المدني، إبراهيم أبو الليث لـ"العربي الجديد".

استعادت المعارضة أجزاء كانت خسرتها من حي الميسر قبل أن تخسرها

ونوه إلى أن "فريق الدفاع المدني أصيب في قصفٍ مدفعي شنّته قوات النظام على حي الزبيدية في المنطقة المحاصرة شرقي حلب، التي تشهد تواصل المعارك العنيفة، خصوصاً على محاور الإذاعة وسيف الدولة والزبدية والشعار ومنطقة حلب القديمة، وسط المدينة".

وبعد أيامٍ أسفرت فيها المعارك، عن خسارة فصائل المعارضة لمساحات جديدة في حلب، استطاعت، يوم الاثنين، صد هجمات واسعة، شنتها قوات النظام والمليشيات المساندة لها، واستعادت المعارضة أجزاء كانت خسرتها من حي الميسر، لكن مصادر ميدانية تحدثت، أمس الثلاثاء، عن أن قوات النظام ومليشياته، شنت هجومًا آخر أبعدت إثره مقاتلي المعارضة، من المناطق التي كانوا تقدموا إليها.

وأخذت المعارك الدائرة حاليًا في محاور عدة شرقي حلب، طابع حرب العصابات، إذ إن الاشتباكات تدور وسط أزقة وأبنية متلاصقة، وهو ما يمنح أفضلية للقوات المدافعة، كون أغلب مقاتليها يعرفون هذه الجغرافية، باعتبارهم أبناء تلك الأحياء.

وعلى الرغم من أن غالبية أفراد القوات المهاجمة هم مليشيات أجنبية، لا تعرف طبيعة المناطق التي تدور فيها المعارك، لكنهم تقدموا، منذ أيام، بفضل عاملين رئيسين:

أولهما: الغطاء الناري الكثيف الذي تؤمنه لهم الطائرات الحربية ومدفعية النظام، وثانيهما: وجود خطوط إمداداتٍ بالذخيرة والعنصر البشري. وهو ما لا يتوفر لدى مقاتلي المعارضة، بسبب الحصار المفروض عليهم منذ نحو أربعة أشهر، بعد خسارتهم طريق الكاستيلو.

وأمس، حاولت فصائل من المعارضة من خارج الأحياء المحاصرة، فتح معارك جانبية لتشتيت قوات النظام، قائلة إنها استهدفت بعض ثكناته العسكرية، كان على أطراف المدينة الغربية أو الجنوبية، وقصفت بصواريخ "غراد"، مواقع النظام في كلية المدفعية والأكاديمية العسكرية، جنوب غربي حلب، كما كشف قائد غرفة عمليات "فتح حلب"، أنه "تم تفجير عربة مسيرة بحصون قوات الأسد في حي جمعية الزهراء".