كتب يونس حمزاوي:
في مفاجأة كبيرة، تم الإعلان من جانب حزب الحركة الوطنية الذي يتزعمه أحمد شفيق المرشح الرئاسي الخاسر أمام الرئيس محمد مرسي في انتخابات 2012م، أن الفريق سوف يترشح لمسرحية انتخابات الرئاسة منتصف عام 2018م.
وحسب مراقبين فإن الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد المخلوع حسني مبارك، والجنرال بالقوات الجوية، سوف يكون الكومبارس الجديد أمام قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بديلا للكومبارس المحروق الناصري حمدين صباحي.
ودائما ما كان الفريق شفيق الذي يقيم حاليا بدولة الإمارات العبرية المتحدة، أحد أكبر داعمي الانقلابات العسكرية والاستبداد في العالم العربي والإسلامي، ينفي ترشحه في مسرحية انتخابات الرئاسة، إلا أن المسرحية تحتاج إلى دور كومبارس جديد يؤدي دوره أمام قائد الانقلاب حتى يتم إخراج المسرحية بصورة مقبولة أمام المجتمع الدولي، وبذلك تنحصر المنافسة لتكون عسكرية خالصة.. في ظل وأد الحراك السياسي وتدمير الأحزاب الجادة.
لكن الوضع تغير، السبت، بصدور تصريح بشكل مفاجئ على لسان نائب رئيس الحزب، اللواء رؤوف السيد، في أثناء زيارته الأخيرة لأبوظبي؛ إذ أعلن أنه التقى بشفيق، وأن الأخير كشف له عن "احتمال ترشحه للانتخابات الرئاسة المقبلة، وأنه سوف يعود قريبا إلى مصر؛ استعدادا لذلك"، حسب ما نقل عنه السيد.
وكانت صدرت إشارات عدة عن رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، الذي بدأ زيارة إلى واشنطن السبت، تستغرق أسبوعا، بأنه سيخوض الانتخابات أيضا.
ويأتي هذا التطور في موقف شفيق بعد أن ظلت الأخبار تتردد طيلة الفترة الماضية حول اعتزامه الترشح للانتخابات، بعد رفع اسمه من قوائم الوصول والترقب، في نوفمبر الماضي، وهو ما واجهه حزبه "الحركة الوطنية" بالنفي دوما، فيما كان شفيق يكذبه، ويؤكد أنه لا يفكر في الأمر.
وفي تصريحات لصحيفة "فيتو"، المقربة من دولة الإمارات، السبت، كشف نائب رئيس حزب "الحركة الوطنية"، اللواء رؤوف السيد، أنه التقى الفريق شفيق في الإمارات خلال الأيام الماضية، في أثناء زيارته لأبوظبي، قائلا إنه من المحتمل ترشح شفيق للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأضاف السيد أن صحة شفيق جيدة، وأن المقابلة معه تطرقت إلى أمور الحزب، دون تناول موعد عودته لمصر، التي من المتوقع أن تكون قريبا، حسبما قال.
وتابع أن عودة شفيق ستكون قبل الانتخابات، حتى يتم الإعداد لها، وأنه من المؤكد أن شفيق سيأتي العام الجديد (إلى مصر) للتجهيز للترشح، مشيرا إلى أن لديه أحفادا هناك (الإمارات) في مدارس، لكنه غير مرتبط بأعمال، وفق قوله.
وكان إعلاميون وسياسيون وقانونيون موالون لرئيس الانقلاب كشفوا، في تشرين نوفمبر الماضي، عن إجراءات تتخذها سلطات الانقلاب، من أجل تهيئة الأجواء لعودة المرشح الرئاسي في عام 2012، الفريق أحمد شفيق، المرتقبة لمصر، من مقر إقامته بالإمارات، بعد الحكم القضائي الصادر لصالحه برفع اسمه من قوائم ترقب الوصول.
وبعد تجاهل لأمره منذ سفره إلى خارج البلاد، عقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات في عام 2012 فوز الرئيس محمد مرسي، أبدى إعلاميو السيسي إشادات مثيرة بشفيق، فقال أحدهم: "طال انتظارنا لعودته"، بينما اعتبره آخر "سندا للدولة".
وألمح أحد الساسة إلى ما تعرض له من مظلومية طيلة الفترة الماضية، لأسباب سياسية، وليست قضائية، فيما قال أحمد موسى: "نحن ننتظر عودته؛ لكي يسهم في بناء الوطن"، وعلق تامر أمين بالقول: "أخيرا.. طال انتظارنا"، الأمر الذي رأى معه مراقبون أنه يتم بضوء أخصر من السيسي شخصيا، عبر أجهزته وأدواته المختلفة التي يحركها لتنفيذ مخططاته كافة.
يذكر أن قانون الانتخابات لا يشكل عائقا أمام ترشح شفيق في الانتخابات؛ إذ يشترط أن يتمتع المرشح بدعم من حزب لديه نائب برلماني واحد على الأقل، أو جمع 25 ألف توكيل بالترشح من محافظات مختلفة.
ويدعم حزب "الحركة الوطنية" الفريق شفيق، ويستحوذ على 5 مقاعد من مجلس النواب الحالي.