كتب محمد مصباح:
جدران قاتمة اللون تميل إلى السواد، غرفة ضيقة بلا ماء ولا هواء، تكدس المحتجزين.. فوق بعضهم البعض، ألوان من التعذيب لا تخطر على البال.. ذلك هو وصف غرف الحجز الغير أدمية بقسم شرطة أبو النمرس، والتعذيب الوحشي للمعتقلين السياسيين، كما رواها وعاشها المعتقلون.
ويعد قسم شرطة أبوالنمرس بجنوب الجيزة، أحد الأقسام التي تتفرد وتتفنن في وسائل تعذيب المعتقلين السياسيين، لإجبراهم على الاعتراف بتهم لم يرتكبوها، أبشع أنواع التعذيب المتواصل والسحل والضرب والصعق بالكهرباء ورش المياه في الجو البارد، على يد محمد العليان، رئيس مباحث القسم، وإبراهيم حامد معاون المباحث.
يروي "مصطفى. م" أحد المعتقلين بقسم شرطة أبوالنمرس، أنه تم اقتياده معصوب العين بعد القبض عليه بأسبوع، إلى الدور الثاني بالقسم، حيث تعرض للتعذيب على يد ضباط مباحث القسم وأحد ضباط أمن الدولة وضابط من مديرية أمن الجيزة، وأضاف أنه تعرض للصعق بالكهرباء في أماكن متفرقة من جسده وهو معلق "تعليقة الشنطة".
وتابع "مصطفى": علقوني بالكلابش من الخلف على باب الحجز مثل "الذبيحة"، وقام أحد أمناء الشرطة بتوجيه اللكمات له في بطنه ووجهه وهو في هذه الوضعية، من أجل الاعتراف بجريمة لا أعلم عنها شيء".
في قسم شرطة "أبوالنمرس" أيضًا، تعرض المعتقل هشام لقطع لسانه أثناء ممارسة حفلات التعذيب عليه من قبل ضباط المباتحث وأمن الدولة.
وفي نوفمبر الماضي، وبعد أيام من مقتل المواطن مجدي مكين، بقسم الأميرية، قتل "ياسر صابر"37 عامًا" بعد ساعتين من القبض عليه، وتعذيبه داخل قسم شرطة أبوالنمرس.
وفي ديمسبر 2015، لقي المعتقل معتز رمضان "60 عامًا" من قرية شبرامنت جنوب الجيزة، مصرعه داخل القسم نتيجة الإهمال الطبي، وقال أحد أهالي المعتقل إن زملاءه في الحجز طالبوا قبل وفاته بأسبوع بنقله إلى المستشفى؛ بسبب تردي حالته الصحية، إلا أن إدارة القسم رفضت ذلك، طالبين منهم علاجه داخل الزنزانة بمعرفتهم.
وتتوالي صرخات أهالي معتقلي مركز شرطة أبو النمرس، لإنقاذ ذويهم الذين يواجهون الموت البطيء داخل المعتقل، حيث وصفوا القسم بـ"بوابة جهنم". مؤكدين أن التجاوزات بحق ذويهم غير مسبوقة ويعانون من إنهاك صحي شديد جراء التعذيب الممنهج والإهمال الطبي المتعمد.