كتب سيد توكل:
تداول نشطاء اليوم الاثنين صورة ضوئية من جدول مواعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكان واضحًا ان السفيه "بلحة" حجز له ما بين الساعة 11 و5 دقائق والساعة الواحدة ظهراً بتوقيت البيت الأبيض، في وقت نشرت فيه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا أبدت فيه تخوفها من السياسة التي ينوي ترامب انتهاجها مع نظام الانقلاب في مصر، في ظل توقعات بألا تحتل قضايا قمع وانتهاك حقوق الإنسان في مصر، مساحة في لقاء ترامب وبلحة.
يأتي ذلك بعد أن أعلن البيت الأبيض الجمعة الماضية أنه لم يعد يسمح لقضايا حقوق الإنسان أن تصبح ساحة صراع في العلاقات مع الانقلاب، فيما يراه المراقبون تحولا مهما آخر بعيدا عن سنوات السياسة الخارجية التي كان ينتهجها رؤساء أمريكا السابقون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
السيسي ذراع ترامب
وفي الوقت الذي يستعد فيه ترامب لمقابلة السيسي اليوم الاثنين خلال أول زيارة يقوم بها الأخير للبيت الأبيض منذ انقلابه واستيلائه على الحكم في مصر، يقول مساعدون إن الاثنين سيركزان على الملفات الأمنية والاقتصادية، وعلى الرغم من أن المساعدين صرحا أن قضية انتهاكات حقوق الإنسان لا تزال على الطاولة، يفضل ترامب أن يتعامل معها بشكل سري.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، أن قرار الرئيس ترامب بتهميش قضايا القمع وانتهاك حقوق الإنسان في مصر يجيء بعد أيام قلائل من إبلاغ إدارته للكونجرس بأنها سترفع القيود المفروضة على بيع الأسلحة للبحرين، والتي كانت قد فُرضت خلال فترة حكم سلفه باراك أوباما، لافتة إلى أن هذا شأنه أن يعزز رسالة مفادها أن خطط ترامب بجعل التعاون الأمني حجر الزاوية لسياسته في المنطقة، دون أن تصبح انتهاكات حقوق الإنسان عائقا في هذا الخصوص، بخلاف الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الذي كان يؤكد دوما على تطوير الديمقراطية، أو حتى سلفه أوباما الذي كان يضغط على الدول المستبدة لتخفيف ممارسات القمع بحق شعوبها.
وقالت سارة مارجون، مديرة منظمة "هيومان رايتس ووتش" في واشنطن: "منح ترامب شيك على بياض للمخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان بمصر، لا يمثل فجأة، لكنه يعني أن الكونجرس يجب عليه مواصلة استخدام سلطاته للحد من الدعم الأمريكي الممنوح، للقاهرة، وذلك بالنظر إلى نطاق الخروقات التي تتم هناك في هذا الصدد".
دعم أمريكي للقمع
من جهته، صرح توم مالينوسكي، نائب وزير الخارجية الأمريكي المسئول عن قضايا حقوق الإنسان في عهد إدارة أوباما بأن المساعدات الأمريكية الممنوحة لسلطات الانقلاب في مصر لم تتُرجم أبدأ إلى دعم متوقع من البلد العربي للسياسة الأمريكية.
وواصل مالينوسكي: "أعطينا مصر 700 مليار دولار على سنوات، واطلعت بنفسي أنه لا توجد طائرات إف-16 مصرية تساعدنا في حربنا ضد (داعش) سواء في الرقة أو الموصل".
وأتم: "كل ما حصلنا عليه من مصر هو القمع السياسي الذي رسخ التشدد بين شبابها، ومنح الجماعات الإرهابية حياة جديدة".
جواسيس وخونة
من جانبها قالت منظمة مراسلون بلا حدود، إن السيسي، أبدع على مدار سنوات في ابتكار أساليب متنوعة لقمع حرية التعبير والصحافة، بل وتكميم أفواه المفكرين المعارضين؛ لضمان أكبر قدر ممكن من الاستقرار في البلاد، من وجهة نظره.
وأضافت المنظمة، في تقرير لها أنه حوّل مهنة الصحافة إلى مهنة «لجواسيس والخونة» في عيون العامة، وأكدت أن قمع حرية الصحافة في السيسي له أبعاد «مخيفة»، مشيرًة إلى أنه يقبع في سجون العسكر أكثر من 25 صحفياً نقابياً حتى الآن، بدون تهم أو أحكام شرعية، فضلاً عن 80 صحفياً ومصوراً ومعدَّ برامج للقنوات التلفزيونية لا يحملون كارنيه نقابة الصحفيين.
وذكرت المنظمة، في تقريرها، أن نظام «السيسي» يقمع الصحافة الحرة والمستقلة بأساليب «وحشية»، مضيفةً أن ينبغي على السلطة القضائية التوقف عن إلقاء القبض الجماعي على الصحافيين، وإيداعهم في السجون لسنوات دون حكم قضائي.
وأشار التقرير إلى أن العديد من السجناء يتعرضون للتعذيب، فضلاً عن عدم تقديم أي رعاية طبية لهم، على الرغم من إصابتهم بأمراض خطيرة وحادة.