كتب- سيد توكل:
مقايضة دولية جديدة قد يبدأ الانقلاب العسكري في تنفيذها مع خليفة حفتر قائد الانقلاب على الثورة الليبية والمدعوم من البرلمان الليبي المنحل؛ حيث سيتبادل الطرفان القدرات العسكرية المصرية مقابل النفط الليبي الذي يسيطر حفتر على مناطق عديدة لاستخراج البترول في ظل حاجة مصر الشديدة لنفط بسعر رخيص أو مجاني بعد توقف صنبور النفط الخليجي وفي مقدمته نفط المملكة العربية السعودية الداعم الأول للانقلاب.
وتأكيدًا لصفقة الطرفين وصل إلى القاهرة اليوم الثلاثاء مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا والقائم بأعمال وزير النفط، قادمًا من تركيا في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يبحث خلالها دعم علاقات التعاون في مجالات النفط، وسيلتقي خلال زيارته عددا من كبار المسئولين والشخصيات لبحث دعم علاقات التعاون بين مصر وليبيا في مجالات النفط وبحث ملف تزويد مصر بالبترول والغاز الليبي خلال الفترة القادمة.
الصفقة بدأت رسميًّا
ويقول اللواء عادل سليمان الخبير العسكري: "إن زيارة صنع الله القاهرة تأكيد لبدء الصفقة بين الطرفين رسميًّا؛ فمصر ليس لديها سوى دعم سياسي وعسكري تقدمه لجبهة حفتر وبرلمانها المنحل الذي سبق وزار القاهرة واستقبله وفد برلماني مصري، وفي المقابل سيقدم الجانب الليبي الدعم الكامل لنظام السيسي الممثل في النفط وغالبًا سيكون خامًا ويتم تكريره في مصر".
وأشار سليمان إلى أن "تدخل مصر عسكريًّا بجانب حفتر سيثقل من كفة الأخير في المعركة الدائرة بينه وبين ثوار ليبيا المدعومين من المؤتمر الوطني العام، وهم في نفس الوقت غير مرغوب بهم من قبل الجانب المصري الذي يعتبرهم مصدر قلق له كما هو الحال لثوار سوريا، لافتًا إلى أن زيارة حفتر لروسيا وكل التصريحات السابقة تؤكد التقارب المصري، وأن هناك خطة لإنهاء الأزمة لصالح قوات حفتر".
إعلان عن دعم عسكري سابق
ولم يخفِ حفتر دعم السيسي له؛ إذ اعترف في عدة لقاءات صحفية بالمساعدات التي تلقاها جيشه من سلطات الانقلاب عندما قال إن مصر أمدته ببعض الدعم اللوجستي كالتموين، كما أكدت عدة تقارير تلقيه أسلحة وذخائر مصرية لاستخدامها في عملية الكرامة، من بينها تقرير صدر عن الأمم المتحدة، ذكر أن مصر قامت بانتهاك الحظر المفروض على شحن الأسلحة إلى ليبيا في عامي 2014 -2015.
وكانت حكومة الانقلاب قد أعلنت على لسان وزير خارجيتها سامح شكري تأييدها التام لتحرك الجيش الذي يقوده حفتر نحو الهلال النفطي، وذلك من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، وتأمين الثروات البترولية.
وعقب سيطرة قوات جيش حفتر على منطقة الهلال النفطي، دعا المستشار القانوني للقوات صلاح عبد الكريم، في تصريح له، إلى ضرورة أن يستفيد الشعب المصري من النفط الليبي نظير المساعدات التي قدمتها القاهرة لعملية الكرامة التي يقودها حفتر، كما اقترح تصدير النفط إلى مصر بالجنيه المصري؛ حتى لا تضطر لشرائه بالعملة الصعبة.
البرلمان المنحل يدعم الانقلاب
وسبق طالب البرلمان المنعقد في طبرق، حكومة الانقلاب الليبية المؤقتة المتواجدة في مدينة البيضاء، بدعم السيسي بشحنات البترول اللازمة دون مقابل، عوضًا عن شحنات شركة "أرامكو" السعودية التي تم إيقافها الإثنين الماضي، بحسب تصريحات للنائب الليبي زياد دغيم.
وقال دغيم- في مداخلة تلفزيونية- إن "رئيس المؤسسة الوطنية الليبية توجه إلى القاهرة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة مع هيئة البترول المصرية؛ لإرسال شحنات البترول اللازمة لمصر"، وهو ما لم تؤكده المؤسسة عبر منصاتها الإعلامية.
ومنذ تولي السيسي السلطة بشكل رسمي عقب الانقلاب العسكري، هدد السيسي في التدخل العسكري في ليبيا بشكل مباشر طمعًا في حصة من النفط الليبي.
وبرر السيسي تدخله العسكري بعد بث فيديو ذبح الأقباط العام الماضي، وتسبب القصف الذي قام به في تدمير بيوت وقتل أطفال في درنة، حسبما نقل موقع CNN بالعربية حينها حاول السيسي إلا أنه فشل، وصارت صور القصف الذي قام به الطيران المصري على أطفال درنة على جميع شاشات العالم.
اصطدم السيسي هناك برغبة دول غربية عديدة في السيطرة بنفسها على النفط، هذا غير أن فكرة التدخل العسكري المباشر في ليبيا أكبر من قدرة جيش السيسي على الاحتمال، اقتصاديًّا وعسكريًّا.