كتب رانيا قناوي:
قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، إن ما حدث في الآونة الأخيرة من موت الصغار بفطائر الفساد المسمومة، وقتلهم آبائهم في السجون، بالتعذيب تارة، وبالأمراض الفتّاكة تارة أخرى، يؤكد أن 2013 انقلابًا صريحا على الأمة المصرية، بثورتها وقيمها وإرادة شعبها وإنسانيتها.
وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة- أن سقف الحلم بوطن عادل ومتحضر وإنساني، انخفض إلى الأمل بسجنٍ نظيف، لا ترعى فيه الحشرات القاتلة بأجساد المحبوسين، في الوقت الذي يتفتّت الوطن، وتتلاشى خريطته، بالبيع أو التنازل، أو التدمير المنهجي، ويغرق المستقبل في مستنقعات الديون والقروض، حتى صارت مصر الكبيرة موضوعاً للشفقة والأسى، أو مشروعاً للاستثمار في القبح والبلادة.
وأكد قنديل أن الأمر كذلك يصبح واجب الوقت والأولوية الأولى للمصريين العمل على التخلص من هذا الانقلاب، بما يعني تحرير مصر من خاطفيها، وهذا لن يتحقق إلا بتلاحم شعبي حقيقي ينطلق من أن الجميع مدعوون إلى صياغة مشروع وطني جامع، لا يُقصي أحداً، وفي الوقت نفسه، لا يتنازل عما هو حق وعدل وإنصاف.
3وطالب باستعادة مكتسبات المصريين من ثورة يناير مطلب عادل ومستحق، بما يشمله ذلك من مكونات مسار ديمقراطي، جرى الاعتداء عليه واختطافه، مؤكدا أن كل جهد، وكل رؤية، للتخلص من كابوس الانقلاب مرحب بها، تحت مظلةٍ وطنيةٍ جامعة، تتسع للمواقف والآراء المختلفة، بتنوع درجاتها وألوانها، من دون التفريط في حق الدم وثوابت الدولة المصرية المدنية الديمقراطية العادلة.
وأضاف أنه لا عداء مع مؤسسات الدولة الوطنية، وفي مقدمتها الجيش الوطني الذي يأتي في مقدمة من يدفعون الثمن الباهظ للانقلاب على ثوابت الدور الوطني للعسكرية المصرية، وقبل ذلك انقلاب على هوية مصر التي صاغتها عناصر الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا.