..المعلومات الاستخبارية والناتو العربي الصهيوني
كتب كريم محمد:
تتلخص أهمية زيارة السيسي لأمريكا بالنسبة للأمريكان في أمرين: (الأول) هو عودة استغلال نظام السيسي (مثل مبارك) في مدهم بالمعلومات الاستخبارية وإرسال معتقلين لتعذيبهم في السجون المصرية.
و(الثاني) هو سعي ترامب وإدارته لتشكيل ما يسمي "ناتو" عربي يجمع مصر والأردن والسعودية ودول عربية أخري للتنسيق والتعاون مع الدولة الصهيونية فيما يسمي "محاربة الإرهاب" بينما هو ستار للتطبيع بلا مقابل، وضمنه يجري تصفية القضية الفلسطينية.
ويشار هنا لأن زيارة السيسي سبقتها زيارة ولي ولي العهد السعودي ونتنياهو وستليها زيارة ملك الأردن لوضع النقاط على الحروف لهذا التحالف.
أما المكاسب المصرية فتتلخص في أمر واحد هو تغاضي ترامب عن ملف حقوق الانسان والتعذيب في مصر لأن ما يهمه هو نظام يلبي رغباته الاستخبارية ولا يهمه ممارساته الداخلية.
ولذلك تنحصر مكاسب السيسي في ضمان دعم أمريكي له يستفيد منه في البحث عن شرعية لوجوده، ولذلك وصفت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية استضافة ترامب للسيسي بأنه "يمنحه الشرعية التي كان يتمناها بعد الانقلاب"، بحسب خبراء.
كما أنتقد موقع مجلة (بوليتيكو) الزيارة، وقال "ميشيل كراولي" في مقاله إن ترامب "لديه حب للطغاة ولا يهتم كثيرا بتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية".
ونشرت هيومن رايتس ووتش تقريرا قالت فيه إن اللقاء "ينعقد في لحظة بلغت فيها حقوق الإنسان الحضيض في مصر، وأصبحت (حقوق الإنسان) مهددة في الولايات المتحدة".
مصالح أمريكا أهم من تصنيف الإخوان
وتظهر مؤشرات الزيارة أن مزاعم صحف النظام عن "علاقات جديدة"، و"الضغط على الكونجرس لتصنيف الاخوان جماعة إرهابية"، ليست سوي أحلام تصطدم بمصالح أمريكا التي لا يمكنها ذلك في ظل تشعب الاخوان وتعامل واشنطن مع أنظمة عربية أخري يتولى الاخوان فيها مناصب وبرلمانيون.
أبرز مكاسب ترامب
وقد تحدث الكاتب إريك تراجر في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال عن المكاسب التي ستجنيها واشنطن من عودة العلاقات الدافئة مع القاهرة، مشيرا الي: تبادل المعلومات الاستخباراتية والتعاون الاستراتيجي.
وقال "ربما دعم واشنطن للسيسي قد يخفف من معاداة وسائل الإعلام المصرية لأمريكا، وإجبار مصر على تقديم تنازلات بشأن تعميق علاقاتها مع الروس، وملاحقة الأمريكيين قضائيا (مثل آية حجازي)، وأولويات (تخصيص) المساعدات".
وبرغم الحديث عن أن ملف حقوق الإنسان في مصر لن يكون حاضرا بقوة في لقاء ترامب والسيسي، إلا أن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية صرح أن "حقوق الإنسان دائما ما تشغل الولايات المتحدة، وهي دائما ما تأتي ضمن أولوياتنا، وقبل أي شيء في مناقشاتنا".
وكشف أن "نهجنا هو التعامل مع هذه الأنواع من القضايا الحساسة بطريقة خاصة وأكثر سرية، ونعتقد أنها الطريقة الأكثر فاعلية للوصول إلى نتيجة مرضية في هذه القضايا"، ما يعني انها أمور تستغل للضغط علي السيسي سرا لتقديم تنازلات لا من اجل القناعة الامريكية بالحريات او حقوق الانسان.
وحاول عدد من وسائل الإعلام، ومن بينها "ذا هيل"، THE HILL توقع ما سيناقشه الرئيسان إلى جانب موضوع محاربة الإرهاب، وإنشاء تحالف إقليمي، وكشفوا عن خطط لترامب بشأن خفض ميزانية وزارة الخارجية بنسبة 28%، وما سيتبعه من تقليص للمساعدات الخارجية، وهو ما قد يؤثر علي مصر.
زفة السيسي في سيارة الإفراح
قبل وصول السيسي أرسلت اجهزته وفودا مدفوعة الاجر من الصحفيين ونواب برلمان ومطبلاتية، وكان ملفا استخدام نفس الأساليب الهابطة في الرقص والتصفيق للسيسي واستئجار سيارة افراح طويلة بيضاء ووضع صورة وزينة عليها ما اثار سخرية الامريكان.
هذه الوفود الإعلامية والبرلمانية والمطبلطية (الشعبية) المؤيدة للسيسي في واشنطن اشارت الصحف العالمية لأنها ليست سوي دليل ومظهر إفلاس، يدفع المصريون البسطاء ثمن فسحتهم في واشنطن.
كلاهما متغطرس يروج لنظرية المؤامرة
وقد اتهمت مجلة إيكونومست البريطانية، الإعلام المصري بتضخيم صورة العلاقة التى تربط بين عبد الفتاح السيسى ودونالد ترامب، وسخرت من قول عمرو اديب إن السيسى هو «النموذج» الذي يسير على خطاه ترامب، مشيرة لزيادة الأخبار الزائفة في الاعلام المصري.
وقالت المجلة، إنه بعكس باراك أوباما، "لا يكترث ترامب كثيرا بسجل مصر الفظيع لحقوق الإنسان، ويدعم النظرة القاتمة للسيسي تجاه الإخوان المسلمين»، وهي الجماعة الإسلامية التي أزاحها من السلطة".
ووصف السيسي وترامب بأن "كلاهما سريع الغضب ومتغطرس وولديه ميل للترويج لنظرية المؤامرة".