أحمدي البنهاوي
لم يخجل "عودا العواد"، وزير الإعلام السعودي، بعد فضيحته التي سجلتها نائبة رئيس البرلمان الألماني "كلاوديا روت"، عندما نفت ما صرح به وزير الثقافة والإعلام السعودي "العواد" حول الأزمة الخليجية على لسانها، مؤكدة أنها لم تصرح في أي وقت من الأوقات بأنها تستحسن أو توافق أو تتفهم الحصار المفروض على قطر من جانب دول في الخليج، وفي مقدمتهم السعودية.
وكان "العواد" قد قال إنه زوّد "روت" بمعلومات تبرهن على تورط قطر في دعم الإرهاب، وأنها وجدت أن ذلك يثبت نهج قطر في الفساد.
واتهم "العواد"، الذي تحاصر بلاده قطر، اليوم الخميس 6 يوليو 2017، الدوحة بأنها تدعو إلى إثارة الفتنة في السعودية.
وقال العواد: إن قطر تدعم أكثر من 23 ألف حساب على "تويتر" لمهاجمة السعودية، ومن بينها حساب غامض يحمل اسم "مجتهد"، وهو متخصص بنشر أسرار العائلة المالكة السعودية، ويتابعه أكثر من 1.8 مليون شخص على تويتر.
وقال وزير الإعلام السعودي: إن "هذه الحسابات تدعو إلى الثورة في المملكة.. بالنسبة لنا هذه مسألة أمن وطني".
وادعى "العواد" أن قطر كانت تقف وراء حسابات على تويتر دعت إلى تظاهرات في 21 أبريل و2 يونيو في السعودية، خلال شهر رمضان، لكنه شدد على أن تلك التحركات "فشلت".
سعد الفقيه
وأضاف الوزير أن حساب "مجتهد"، الذي قام بتعبئةٍ لصالح قطر منذ بدء الأزمة مع جيرانها، "مُشغَّل من قِبل سعد الفقيه"، وهو سعودي منشق يعيش في لندن، و"من قِبل قطر".
وقال حساب "مجتهد" مؤخرا، إن السعودية والإمارات كانتا تنويان، في أوائل يونيو الماضي، الإطاحة بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والاستعاضة عنه بأحد أعضاء الأسرة الحاكمة، لكنهما تراجعتا عن ذلك بضغط من الولايات المتحدة.
وأشار متابعون إلى أن بعض المعلومات المنشورة على حساب "مجتهد" خاطئة، فيما ثبُت صحة بعض المعلومات الأخرى، ومن بينها وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قبل بضع ساعات من الإعلان الرسمي عن وفاته، في 23 يناير 2015.
الجيش الإلكتروني
وتتبنى الإمارات والشئون المعنوية للسيسي، جيشا إلكترونيا يستخدم حسابات مزيفة، أطلق هاشتاجات لا يزال بعضهم يستخدمها إلى اليوم في الهجوم على قطر، ومنها هاشتاج #قطر_بنت_الو**ة، والذي عكسه ثوار مصريون ونشطاء عرب إلى الهجوم على أبوظبي فكتبوا هاشتاجا مماثلا لـ#الإمارات_بنت_الو**ة.
وكشف إماراتيون مطاردون خارج الدولة، عن أنه منذ عدة أعوام أنشأ جهاز أمن الدولة الإماراتي إدارة لرصد وسائل التواصل وإنشاء حسابات وهمية على تويتر وإنستغرام لاستهداف الإمارات، و"الجيش الإلكتروني"، كما أصبح يعرف في السنوات الماضية، لا يحتاج إلى آلاف المستخدمين المنظمين, بل بإمكان مجموعة مكونة من 10 أشخاص مثلا أن تنشئ 1000 حساب على الفيس بوك أو على تويتر، ثم تشن حملة إلكترونية ضد شخصية أو دولة أو جماعة، وسرعان ما ستجد هذه اللجان جمهورا متعطشا لتداول الهاشتاج.
وفي الخامس من يونيو، فرضت السعودية والإمارات حصارا برياً وبحريا وجوياً، كما فرضت عقوبات اقتصادية، متهمة الدوحة بدعم مجموعات "إرهابية"، والتقارب مع إيران.
لكن الدوحة، التي تضم أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، نفت مرارا الاتهامات بدعم الإرهاب. ومن بين مطالب هذه الدول لإنهاء الأزمة، أن تقوم قطر بإغلاق قناة الجزيرة وقطع علاقاتها مع جماعات إسلامية، لكن الدوحة ردت عليها سلبا.