كتب رانيا قناوي:
أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل، أن محاصري قطر يعتمدون منهجاً ينتمي إلى قيم وأفكار انقلاب عبدالفتاح السيسي في مصر، بطريقة الهروب من جريمة بارتكاب أخرى، مضيفا أن السيسي ودول الحصار ينفذون ما يريده آخرون، وتحضر"صفقة القرن" والمخططات الخاصة بالشرق الأوسط، التي ترتبط بأنساق التحالفات والعلاقات الدولية في فترة ما بعد وصول دونالد ترامب، وما استتبعها من ترتيباتٍ في عروش الحكم العربية.
ونبه قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء- على أن التحرك ضد قطر بدأ عقب زيارة ترامب والعائلة إلى الأسرة المالكة السعودية، من خلال فرض الحصار الشامل على سكانها، تلتها جريمة توجيه حزمة اتهاماتٍ، سرعان ما انفضحت وتساقطت، إلى الحد الذي دفع المحاصرين إلى محاولة تأليف وتلفيق اتهامات أخرى، عن طريق نبش قبور الأرشيف، أو اختراع تهم وحجج حديثة مضحكة.
وأشار إلى أن الملمح الأبرز في الحجج المتهاوية لدول الحصار أنها تلفّ وتدور حول قضية واحدة جوهرية، هي الدور القطري المساند لمشروع التغيير الديمقراطي العربي، ورفض المشاركة في الحرب على ربيع الثورات، والتي تخوضها كل من تل أبيب والرياض وأبو ظبي، بلا هوادة، منذ ظهور بشاير التغيير في مصر، بما يعنيه ذلك من تعرّض مصالح هذه الدول للخطر، مشيرا إلى أن سفارتين فقط في القاهرة حاصرهما الثوار في مصر: السفارة الصهيونية انتصاراً للكرامة الوطنية والعربية، والسفارة السعودية دفاعاً عن الكرامة الإنسانية، بعد اعتقال المحامي و الحقوقي المصري، أحمد الجيزاوي.
وقال قنديل: "لا عجب، إذن، أن تكون "حماس" و"الإخوان" هما المفردتان الأكثر تردّدا في خطاب معسكر الحصار، بما يبدو معه أنهم يخاطبون طرفاً بعينه، يهمهم استرضاءه والاحتفاظ به داعما ومؤيدا لحربهم ضد "العدو القطري" المتمرّد على أجندة التبعية والكراهية للثورات، متسائلا: "هل كانت مصادفةً أن تستأنف "أرامكو" ضخ الوقود إلى السيسي، بعد أن لوّح إعلامه بأن القاهرة ستحصل على حاجتها من الوقود من إسرائيل، إذا حاولت السعودية أن تلوي ذراع مصر السيسية، بعد تصويت الأخير لمصلحة القرار الروسي بشأن سورية، بالمخالفة للرغبة السعودية؟".