شاهد| بعد بوار آلاف الأفدنة.. الحكومة: الجفاف يضرب مصر ويهدد بمجاعة

- ‎فيأخبار

كتب يونس حمزاوي:

 

بعد بوار الآلاف من الأفدنة الصالحة للزراعة بمختلف محافظات الجمهورية، والعطش الذي يضرب المدن والقرى، تزامنا مع استكمال إثيوبيا اللمسات النهائية لافتتاح سد النهضة وبدء التخزين الذي تردد أنه بدأ في يوليو الجاري؛ تأتي تحذيرات وزير الري بحكومة الانقلاب الدكتور محمد عبدالعاطي بأن مصر معرضة لموجة من الجفاف الشديد خلال العقود القادمة، لترفع من شدة المخاوف بين المواطنين من مجاعة مقبلة لا تبقي ولا تذر، في ظل حكومة فاشلة، لا تحترف سوى قتل الشعب وقمع المعارضين. 

 

موجات جفاف شديدة وطويلة ومتكررة

وخلال كلمة ألقاها وزير الري بورشة عمل عقدتها منظمة الفاو والوكالة السويدية للتنمية والتعاون الدولي (سيدا)، في القاهرة، الإثنين الماضي 16 يوليو2017؛ للإعلان عن مشروع إقليمي تنفِّذانه في 8 من بلدان الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، ومن بينها: مصر، بعنوان: "تنفيذ جدول أعمال 2030 لضمان كفاءة وإنتاجية واستدامة المياه"، يحذر عبد العاطي من توقعات بمعاناة المنطقة في العقود المقبلة من تزايد حدة مشكلة ندرة المياه، إضافة إلى حدوث مواسم جفاف شديدة وطويلة ومتكررة.

 

ونوَّه وزير الري إلى أن منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا من أقل مناطق العالم من ناحية حصة الفرد من الموارد المائية العذبة، وتعاني من مشاكل خطيرة تتعلق بالاستخدام غير المستدام للمياه.

 

وأشار إلى أن قطاع الزراعة في مصر يستهلك ما نسبته 85% من المياه العذبة المتاحة، وهو ما يستدعي "تعزيز كفاءة المياه وإنتاجيتها لتعزيز الأمن الغذائي والاقتصاد الريفي".

 

مواجهة الجوع

وبدوره، تحدَّث باسكوال ستدوتو- نيابة عن عبد السلام ولد أحمد الممثل الإقليمي للفاو لمنطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا عن كون ضمان إنتاجية المياه واستدامتها أمر لا غنى عنه؛ لخفض عدد الأشخاص الذين يعانون من ندرة المياه والجوع وسوء التغذية والنظم الزراعية غير الكُفأة.

 

وأوضح بيان صادر عن وزارة الري أن المشروع يستهدف تقديم الدعم الفني اللازم لمواجهة إشكالية توفير المياه للقطاعات المختلفة وزيادة الطلب عليها، بالإضافة إلى المساهمة في القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وزيادة قدرة الإنتاجية الزراعية من خلال وضع نظام قوي للمحاسبة المائية، وتنفيذ سلسلة من التدخلات لزيادة كفاءة المياه وإنتاجيتها في نظم زراعية مختارة.

بوار آلاف الأفدنة

 

وتأتي هذه التصريحات المفزعة بعد الكوارث المتكررة التي لا تنقطع منذ بدء أثيوبيا بناء سد النهضة في 2011تم وتهديد حصة مصر من المياه لا سيما وأن رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي وقع على اتفاقية المبادئ بالخرطوم منتصف مارس 2015م الأمر الذي اعتبره خبراء ومتخصصون تنازلا عن حصة مصر من المياه.

 

وتشهد محافظة البحيرة كارثة تهدد نحو 4000 فدان بقرية الكفر الجديد التابعة لمركز الرحمانية، بسبب عدم وصول مياه الري للأراضي الزراعية التي تبعد مسافة 5 كيلومترات فقط من فرع النيل برشيد.

 

وكشف برلمانى بمجلس نواب العسكر عن دائرة الرحمانية والمحمودية، إنه تقدم بأكثر من طلب لوزير الري لحل مشكلة الري التي يعاني منها أهالي المنطقة ولكن دون جدوى، مشيرا إلى إعداده بيانا عاجلا بمجلس النواب عن الأزمة والآثار المترتبة على عطش الأراضي بالدائرة وتعرض المحاصيل الزراعية للتلف.

 

وكانت حالة من الغضب شهدتها قرى محافظة الدقهلية عقب بوار أراضيهم المزروعة بالأرز، بعد توقف تدفق مياه الرى لها.  كما تعاني معظم المحافظات من بوار عشرات الآلاف من الأفدنة وسط عجز حكومي فاضح.

 

وفى تقرير متلفز تم بثه مؤخرا عبر "يوتيوب" كشف ما وصل إليه المزارع المصرى من جفاف أراضيه، بسبب نقص مياه الرى وجفاف الترع، عقب تفريط قائد الانقلاب فى مياه النيل لإثيوبيا، عقب توقيعه اتفاقية "المبادئ" لسد النهضة.

"المحصول راح وشقى عيالي وأهلى راح"، هكذا عبر أحد الفلاحين عن مصيبته، موضحا أن مياه الترع لا توجد بها نقطة مياه.

فى حين قال مزارع آخر: "العالم حتشحت ومفيش رز السنادي والمصيبة جاية".

 

عجز مائي 100%

 

وكان وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبدالمعطي قد فجر كارثة، بعدما قال إن مصر لديها عجز مائي يصل إلى حوالي 100% فيما هو متاح من المياه يتم تعويضه عن طريق "المياه الافتراضية" من خلال استيراد محاصيل زراعية من الخارج توفر 34 مليار متر مكعب من المياه، كما أن الجزء الآخر الذي يمثل 25% من احتياجاتنا واستخداماتنا المائية نعيد استخدامها.

 

وقال – في مداخلة هاتفية ببرنامج "رأى عام" عبر قناة "تن" الموالية للانقلاب مؤخرا- إن الاكتفاء الذاتي لمصر يحتاج إلى 114 مليار متر مكعب من المياه، وهو ضعف المتاح من مياه النيل.. وزعم إن الأمر قد دفعنا إلى تعاون عربي مشترك في مجال تحلية مياه البحر وإجراء بحوث مشتركة لحل مشكلات المياه في العالم العربي.

 

وأشار إلى أن هناك 25 مليار متر مكعب عجزا من استخدامات المياه للمصريين، وأن 97.3% من المياه في مصر تأتي من خارج الحدود، كما أنه في ظل الزيادة السكانية سوف نواجه صعوبات في المستقبل.

 

وحول أزمة "سد النهضة "الإثيوبى اعترف بأن هناك أزمة حقيقية في الري تسعى مصر لحلها من خلال المشاورات واللقاءات المستمرة من الجانب السوداني والإثيوبي والأوغندي.