بعد زيارة محمود السيسي لدولة الاحتلال.. ميدل إيست مونيتور”: بداية مبكرة لتوريث السلطة

- ‎فيأخبار

نشر موقع "ميدل إيست مونيتور" تقريرا سلط خلاله الضوء على زيارة محمود نجل عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري لدولة الاحتلال، مشيرا إلى أن السيسي بدأ مخطط توريث السلطة مبكرا.

وبحسب التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة" تشكلت حركة "كفاية" في نوفمبر 2004، من مفكرين ونشطاء وسياسيين مصريين، من ضمنهم جورج إسحاق والأستاذ عبد الوهاب المسيري، وكانت مظلة سياسية عريضة للأشخاص والكيانات ضد إعداد جمال مبارك، نجل الرئيس آنذاك محمد حسني مبارك، ليرث منصب الرئاسة بعد وفاة والده.

وقال التقرير إن "مسألة توريث السلطة المحتملة تأكدت حين تم تعيين جمال، الذي كان ذات يوم عضوا في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، رئيسا للجنة السياسات في الحزب، والتي كانت تعتبر أعلى منصب في الحزب، كان توريث الرئاسة من بين المحفزات الأساسية لثورة 25 يناير في عام 2011، حيث شعر الشعب في مصر أنه حتى الموت لن يتخلصوا من دكتاتورية مبارك".

ويعتبر توريث السلطة سمة من سمات الجمهوريات العربية التي حولها طغاتها إلى ممالك، حيث تحكم الأسر بسبب الحق الملكي، وهذا ما حدث في سوريا في عام 2000 بعد وفاة حافظ الأسد، حيث كان بشار مستعدا لتولي منصبه، وكان أهل النخبة في الدولة يتصرفون كمافيا لمساعدة ابن آبائهم.

وقد شهدت كل من اليمن والجزائر ولبنان وليبيا مشاريع مماثلة في السلطة، ولا يزال بعضها يعمل ، كما في حالة سيف الإسلام القذافي، على سبيل المثال، وهو مرشح للرئاسة في ليبيا، حتى بعد عزل والده معمر ووفاته ، ولكن جميع هذه المشاريع تقريبا تؤدي إلى نهايات مأساوية.

وأضاف التقرير أن مصر تشهد اليوم، توريث سلطة آخر، قد يكون مدمرا، فيما يسعى عبد الفتاح السيسي إلى تسليمها إلى نجله، ضابط المخابرات محمود السيسي، الذي تخرج من الكلية العسكرية في العام 1997 وانضم إلى جهاز المخابرات العامة في العام 2009، وتطرقت وسائل إعلام المعارضة إلى مسألة ترقيته "بشكل استثنائي" من رتبة رائد إلى رتبة عقيد، وتم تعيينه على رأس المكتب المهني لكبير الجواسيس المصريين بعد اختيار صديق والده ومدير مكتبه، الجنرال عباس كامل، رئيسا للاستخبارات العامة.

وأوضح التقرير أنه في عام 2019، ذكر موقع مدى مصر الإخباري المستقل أن ولي عهد أبو ظبي الأمير محمد بن زايد نصح السيسي بإرسال ابنه محمود إلى روسيا بعد أن فشل في إدارة أزمة رجل الأعمال محمد علي، واتهم الأخير السيسي بالفساد والتبذير، وبعد تقرير مدى مصر، قام رجال الأمن الوطني باعتقال الصحفي شادي زلط والهجوم على مقر الموقع في القاهرة، واعتقلوا جميع الصحفيين هناك قبل أن تتدخل السلطات الفرنسية لإطلاق سراحهم جميعا، وبناء على ذلك، أُلغيت مهمة السيسي الابن في موسكو في الوقت الذي أصبحت فيه جائحة كوفيد-19 حديث الساعة.

وبعد أشهر، أصدر الموقع الإخباري المصري "القاهرة 24"، الذي يقال إنه منفذ ترعاه المخابرات، تقريرا عن محمود السيسي، أشاد فيه بالكفاءة التي يتمتع بها، ونفى المزاعم حول ترقيته غير المبررة.

وأشار التقرير إلى أن موقع العربي الجديد كشف يوم الاثنين أن السيسي الابن كان في زيارة سرية إلى تل أبيب على رأس بعثة أمنية، وكان الوضع في سيناء على جدول الأعمال، وكذلك التعديل المطلوب لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل للحفاظ على الأمن في شبه الجزيرة، كما ناقش ضباط المخابرات المصرية والإسرائيلية خطة إعادة إعمار غزة بعد الحرب، وقالت هذه الزيارة بوضوح وبصوت عال إن "محمود السيسي ليس ضابط المخابرات المبتدئ الذي حاولت وسائل الإعلام التي ترعاها الدولة تصويره كما في العام 2020، وأكدت أن والده يعده لتولي منصب سياسي رفيع".

ولفت التقرير إلى أنه في العالم العربي، يتلخص أحد سبل اكتساب الثقة الرسمية في الغرب في إقامة علاقات جيدة مع إسرائيل، وهذا ما دفع العديد من الدول العربية والأفراد إلى الاقتراب من إسرائيل في لحظات حرجة، كما رأينا مع خليفة حفتر في ليبيا، وعبد الفتاح البرهان في السودان، وعبد الفتاح السيسي نفسه، الذي سعى إلى عقد اجتماعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لتخفيف الانتقادات الأميركية إزاء حالة حقوق الإنسان المروعة في مصر، ولا يمكن عزل زيارة السيسي الابن لدولة الاحتلال عن هذا الاتجاه السياسي الذي يجتاح العالم العربي.

واختتم التقرير"عندما أُطيح بمبارك، قالت زوجته سوزان إنهم "إذا أرادوا توريث السلطة لجمال، فيتعين عليهم أن يرغموه في الانضمام إلى الجيش، ويلمح ذلك إلى أنه ما من رئيس مصري كان رجلا غير عسكري باستثناء الرئيس الوحيد في تاريخ مصر الذي انتخب ديمقراطيا وحرا ونزيها، الدكتور محمد مرسي الذي تم الانقلاب عليه وسجن، وقد تمتع السيسي الابن بهذا الشرط الذي وضعته والدته، إلا أن هذا قد لا يكون كافيا لمشروع الخلافة الرئاسية الحالي، وقد ينتهي السخط الواسع النطاق بشأن مثل هذا المشروع بالنسبة للسيسي بنفس الطريقة التي انتهى بها بالنسبة لمبارك".

 

https://www.middleeastmonitor.com/20220119-a-power-bequest-in-egypt-needed-sisi-junior-to-make-a-pilgrimage-to-tel-aviv/