تكررت الشكاوى من إهمال مقام شيخ المالكية وقاضي القضاة الإمام التتائي بشارع القادرية بمنطقة الإمام الشافعي، وهو أثر إسلامي لأحد الأئمة الذين قدموا علما وما زالت كلماتهم بين يدي طلابهم وتلاميذهم.
والشيخ الشمس التتائي نشأ في قرية تتا بالمنوفية وانتقل للمدرسة الشيخونية بالصليبة ودفن بشارع القادرية، والإمام العلامة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن خليل بن علي بن محمد بن سليمان الأنصاري الخزرجي التتائي المصري، ولُقِبَ بـ شمس الدين التتائي.
وكان شيخ المالكية في عصره (توفي عام 942 هـ1535م.) وقال الزبيدي عن قرية تتا في تاج العروس: “تتا بالفتح مقصورا وهي قرية بمصر من أعمال المنوفية ومنها الشمس التتائي شيخ المالكية في عصره”.
وعاصر التتائي نهاية دولة المماليك بالتحديد فترة الأشرف طومان باي وظهور الأتراك العثمانيين، مع دخول سليم الأول وانتقال مركز القيادة للعالم الإسلامي من القاهرة إلى إسلامبول (إسطنبول).
وفي عصر السلطان سليم تفرغ التتائي للتأليف والتدريس بعد أن كان قاضي القضاة، وله مصنفات متعددة لعل من أبرزها :
1- البهجة السنية في حل الإشارات السنية
2- تنوير المقالة في حل ألفاظ الرسالة
3- جواهر الدرر في حل ألفاظ المختصر: للشيخ خليل في الفقه المالكي.
4- خطط السداد والرشد بشرح نظم مقدمة بن رشد.
5- شرح على ألفية العراقي : في مصطلح الحديث.
6- شرح على جامع الأمهات : لابن الحاجب.
7- فتح الجليل في شرح مختصر خليل : وهو الشرح الكبير على المختصر.
8- فتح البديع الوهاب شرح التفريع لابن جلاب.
ولفت مراقبون إلى أن القبر أمام أحد المنازل في الطريق المؤدية إلى مسجد الإمام الشافعي من مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها في حي البساتين بالقاهرة.
وأن من يمر على القبر لا يدري أن دفين هذا القبر الصغير والذي لا يكاد يعرفه أحد من سكان المنطقة من الصغير والكبير وأحيانا يكون مسطبة أو كومة من الأحجار لا أكثر صحابه كان قاضيًا لقضاة زمانه، وكان إماما لا يُشق له غبار، وكان مالكيا لا نظير له، وكان شيخا يرد إليه الناس من كل حدبٍ وصوب لينهلوا من علمه .
وأنه آخر قاضٍ لقضاة مصر في عهد المماليك في عهد ( طومان باي ) بالتحديد.
وأن مولانا الإمام العلامة الجهبذ الفذ شمس الدين محمد بن إبراهيم بن خليل التتائي تخلى عن القضاء وتصدر للتأليف والإقراء، له شرحان على المختصر وشرح على ابن الحاجب الفرعي وله شرح إرشاد ابن عسكر والجلاب ومقدمة ابن رشد وألفية العراقي والقرطبية وحاشية على شرح المحلى على جمع الجوامع وشرح على الرسالة والشامل لم يكمل وله تأليف في الفرائض والحساب والميقات وأنه توفي سنة 942 بالقاهرة .