ورقة بحثية: 3 غايات لإطالة نتنياهو أمد احتلاله لمحوري فيلادلفيا ونتساريم

- ‎فيتقارير

 

رصد مركز (مركز تقدم للسياسات) 3 خلاصات لإصرار رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو احتلال محوري فيلادلفيا المواز للحدود مع مصر ونتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه.

 

وقالت ورقة للمركز بعنوان (ماذا وراء فرط الانشغال بمحور صلاح الدين/فيلادلفي ) إن الخلاصات الثلاث هي:

• نظرا لتعدد الاطراف صاحبة الشأن المباشر في محور فيلادلفي ومعبر رفح، فإن دور مصر قد يحسم الامر ويمنع حكومة نتنياهو من الابقاء على سيطرتها، ويعيد المعبر الى السيادة المصرية الفلسطينية كلٌّ من جانبه.

• باتت المعابر من خلال استدامة الاحتلال واطالة امد المفاوضات بمثابة آلية للحصار التجويعي والتعطيشي ومنع الدواء والعلاج وكل مقومات الحياة الفلسطينية في غزة.

• يبدو انه في حال نجحت خطة اسرائيل في البقاء في محور نيتسريم وسط غزة، سيكون القطاع امام وضع مستدام من السيطرة الاحتلالية ولمدى بعيد.

تضارب التقديرات

واستعرض الباحث (أمير مخول) ما أشارت إليه التقديرات الامنية التي رأت أن “احتلال “اسرائيل” للجانب الفلسطيني من محور صلاح الدين (فيلادلفي) هو ليس بالمسألة الاستراتيجية بالنسبة لاسرائيل، وكذلك الامر بالنسبة الى السيطرة على معبر رفح. ومن اللافت ان المواقف الاسرائيلية متضاربة في شأن مصير هذا التواجد، فهناك تقديرات وازنة تؤكد ان المطلب الاسرائيلي هو البقاء في المحور حتى نهاية العام!

وأشار إلى أن “المواقف “الاسرائيلية” متضاربة في شأن مصير هذا التواجد، فهناك تقديرات وازنة تؤكد ان المطلب “الاسرائيلي” هو البقاء في المحور حتى نهاية العام الجاري والى حينه يتم تقليص تدريجي لقوات الاحتلال.

 

ولفت إلى أن ذلك “مقابل طرح “اسرائيلي” اخر يقول بالانسحاب التام من 3 كم من المحور من اصل 14 كم. كما ويتم الحديث عن امكانية تواجد بعثات عسكرية دولية على معبر رفح الحدودي المصري الفلسطيني”.

وعن رئيس حكومة الاحتلال الذي يبدو أنه يغرد وحيدا قال: “إذ يبدو نتنياهو متشددا بشكل قطعي في مسألة محور فيلادلفيا فيما تتسع حلقة المشككين بمحورية التواجد العسكري على المحور بالنسبة ل”اسرائيل”.

آراء صهيونية

وقال إنه في مقابلة مع قناة 12 الصهيونية في 24 أغسطس قال طال روسو (أحد ابرز الجنرالات المتقاعدين): “الأهم من السيطرة العسكرية على محور فيلادلفي هو ان نكون (اسرائيل) منسقين مع الجانب المصر ومتوافقين معه”.

 

وأضاف “مخول”، “تؤكد جهات امنية “اسرائيلية” أن مصر عالجت مسألة الانفاق تحت المحور منذ أكثر من عقد من الزمن وانه لا توجد انفاق تمر من الجانب المصري. كما يرى ان التوتر مع مصر يعرض اتفاقات كامب ديفيد للخطر ويجعل الاحتياجات الامنية “الاسرائيلية” بعيدة المنال”.

سيطرة تكتيكية

وأوضح أن “ما يذكره “روسو” يلتقي مع التقديرات بأن السيطرة “الاسرائيلية” على المحور هي سيطرة تكتيكية فقط ولا تصبو الى ان تكون مسألة استراتيجية كما يدعي نتنياهو، وبخلاف موقف المؤسسة الامنية من الجيش والشاباك، والتي يعمل نتنياهو بمنهجية على نزع شرعية قياداتها، سعيا لاستبدالها بموالين له، كما حدث للشرطة وفقا ل”طال روسو” من تفكيك وتحويلها الى موالية للوزير (بن غفير) سياسيا” قد يحدث في الجيش بعد تغيير هويته وطابع قيادته.

 

واستدرك أن “استمرار الحرب على غزة دونما مخرج سياسي يدفع نحو تفكك المنظومات، مشيرا ايضا الى ميليشيات الصهيونية الدينية الاستيطانية في الضفة الغربية وفي اقتحامات الاقصى بقيادة وزراء، والتي من شأنها ان تؤدي تفكيك دور الجيش النظامي والى “اشعال الشرق الاوسط برمته”، كل ذلك في ظل شد الانظار الى الحرب على غزة”.

ورطة تفاوضية

واعتبرت الورقة أن الكيان الآن في “ورطة تفاوضية” وحصريا بعد احتلال رفح والجانب الفلسطيني من المعبر ومن محور فيلادلفي هي ان المسألة باتت (مصرية “اسرائيلية”) اذ تصر مصر على اعتبار الموقعَين شأن مصري فلسطيني فقط، وتلوح باستخدام نفوذها لتفعيل المعبر على هذا الاساس، كما ان “اسرائيل” تجد نفسها في ورطة استراتيجية في حال كان ثمن تواجدها في المحور على حساب اتفاقات كامب ديفيد ذات الرعاية الامريكية، والتفاهمات التي تلتها لغاية انسحاب حكومة شارون من غزة عام 2005 والتفاهمات بهذا الصدد.

سيطرة للتفاوض

وعن لماذا يصر نتنياهو على السيطرة على المحور؟ ولماذا يحدد صلاحيات الوفد المفاوض في هذه المسألة؟ أشارت الورقة إلى تقديرات تشير إلى أن هذا الاصرار هو دليل على استراتيجية تفاوضية اذ تبدي “اسرائيل” تقبل اكثر من صيغة بما فيها الانسحاب الجزئي أو الانسحاب الكامل بعد نهاية العام الجاري أو الاستعاضة بقوات دولية في معبر رفح، أي أن السيطرة العسكرية ليست غاية بحد ذاتها.

 

واستعرضت الورقة تقديرات أخرى تشير الى أن تحويل الانظار الى فيلادلفي يزيحها عن هدف حقيقي جوهري آخر، ألا وهو ابقاء السيطرة على محور نيتسريم. وهو من حيث استمرار “السيطرة الامنية” على غزة يعتبر الاكثر أهمية للمدى البعيد، اذ يتيح تحكما عسكريا وأمنيا واقتصاديا وبالاساس تحكما في التوزيعة السكانية لقطاع غزة كما يتيح استدامة بتر القطاع، وتحويل مسألة النزوح القسري المتكرر الى وضعية ثابتة أسوة بالسياسات التي تلت النكبة48 والنكسة 67 تجاه اللاجئين والنازحين.

 

وقال الباحث إن “مثل هذا التوجه هو في صميم العقيدة الصهيونية الحاكمة وأبعد من ان يتم حصره في اهداف سياسية شخصية لنتنياهو كي يحافظ على حكمه بل يوجد تأييد سياسي واسع له يتجاوز الصراعات الحزبية”.

وأضاف أن “السيطرة على محور نيتسريم تتيح ل”اسرائيل” داخليا الحسم بشأن مصير قطاع غزة هل سيبقى متواصلا جغرافيا، ام سيتم تقسيمه والسيطرة على شماله، اذ ان الصراعات الداخلية حاليا هي حول اولوية الصفقة على مواصلة الحرب لفترة وليست حول مصير غزة ولا حول استدامة الحرب”.