على الرغم من التخوفات التي أثيرت تحريم نظام أحمد الشرع للسياحة والآثار من جانب العلمانيين واليساريين في الدول العربية، بعد سيطرة نظام محسوب على الإسلاميين على السلطة في سوريا ، أعرب أصحاب شركات سياحة وسفر عن تفاؤلهم بالنشاط السياسي في سوريا، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، مشيرين إلى نمو سريع يجري في القطاع.
وكانت السياحة قد شهدت في عهد الرئيس الشهيد محمد مرسي أزدهارا كبيرا، حيث أكد عاملون في قطاع السياحة ارتفاع معدلات الإشغال في بعض المناطق مثل شرم الشيخ من 20% إلى نحو 50%.
وقال صاحب شركة “سيريا سكوب” السياحية السورية أيوب الصمادي: إن “كل شيء الآن أفضل من ذي قبل والجميع متفائل بعد سقوط الأسد، خاصة مع الشتاء الجميل”.
ولفت صاحب الشركة السياحية إلى أن صناعة السياحة في سوريا تنمو بسرعة كبيرة، وفور توقف الكثير من الحكومة عن عبارة “لا تذهبوا إلى سوريا”، سوف يتطور القطاع بصورة كبيرة للغاية.
ووفقا لمؤسس شركة “أن ميتيك بوردرز” جيمس ويلكوكس، زار سوريا في عام 2010 أكثر من 10 ملايين سائح، واليوم يرتب لرحلات قريبة، وقال إن السياحة أداة قوية بشكل لا يصدق لمساعدة البلدات على التعافي من سنوات الحرب العجاف بحسب “سي أن أن” للرحلات.
وتعد دمشق واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان بشكل مستمر في العالم، في حين أن ساحل البحر الأبيض المتوسط الأخضر، الذي اشتهر ذات يوم بمنتجعاته الشاطئية المشمسة، يعج بالمياه الفيروزية والخلجان الرملية.
وقد افتتح عدنان حباب، مدير شركة “نوافير” للسفر والسياحة، فندق بيت الزعفران في منزل عثماني معاد بناؤه يعود تاريخه إلى عام 1836 في مدينة دمشق القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2010. ومع ازدهار السياحة في سوريا قبل الحرب، كانت غرف حباب محجوزة بالكامل، وبعد عام، أغلق الأبواب الخشبية التاريخية لفندقه عندما اندلعت الحرب.
وعلق حباب من مكتبه في عمان بالأردن، إلى حيث انتقل في أثناء الحرب قائلا: “كلما أحضرت سياحا إلى سوريا، كان جهاز المخابرات يؤم مكتبي ليسألني من هم؟” “أين ذهبوا؟ ماذا فعلوا؟ ماذا أكلوا؟ مع من تحدثوا؟” “لقد افترض نظام الأسد أن جميع السياح جواسيس حتى أثبتوا العكس، لقد كان وقتا صعبا للعمل في السياحة”.
وتأمل شركات السياحة الدولية في انتعاش سريع للسياحة في سوريا في ظل السلطات الحالية والأوضاع الراهنة.
وكان ديلان هاريس، مؤسس شركة الرحلات البريطانية “لوبين ترافيل”، قد عاد من تقييم للسلامة لمدة 10 أيام في سوريا قبل الجولات القادمة المقررة في أيار/مايو.
وأوضح هاريس قائلا: “في ظل الوضع الحالي في المناطق التي نزورها، فهي أكثر أمانا منذ 14 عاما، نحن ندرك أن الوقت ما زال مبكرا وأن الوضع قد يتغير بسرعة.، إن البلاد مستقرة حاليا، ولكن الأمور سوف تتضح أكثر في مارس وأبريل بعد مرور أشهر على تولي الحكومة الانتقالية السلطة في البلاد”.
وكان الدكتور مرسي وعد في كلمته التي ألقاها في الاحتفال الذي نظمته جامعة القاهرة بمناسبة توليه مهامه رسمياً، بالعمل على اجتذاب استثمارات في جميع قطاعات الاقتصاد وإنعاش السياحة، وهما مجالان تضررا بشدة جراء الاضطرابات التي أعقبت الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق خلال العام الماضي.
وقال مرسي: “سنعمل معا على تشجيع الاستثمار في كل قطاعاته، وعلى استعادة السياحة لدورها بما يعود بالخير على الاقتصاد المصري وعلى كل مواطن في مصر”.
وقال سكرتير عام غرفة شركات السياحة، حينها عادل شكري: إن “تصريحات الرئيس محمد مرسي تحمل الكثير من التطمينات، لكن قطاع السياحة يحتاج إلى تطمينات عالية المستوى ومباشرة وأن يبعث الرئيس رسالة لكل سائحي العالم يؤكد لهم فيها أنهم سوف يجدون في مصر كل الأمن والاستقرار وكل ما يضمن سلامتهم والاستمتاع بالسياحة في مصر”.
ولفت شكري إلى أن الأهم من ذلك هو العمل على إعادة الاستقرار والهدوء للشارع المصري، لأن حالة عدم الاستقرار الأمني خلقت حالة الهدوء أو التراجع في المؤشرات الخاصة بالقطاع.
وقال: إن “نسب الفترة الماضية لم تشهد إلغاء أية حجوزات، ولكن ما حدث هو فقط تباطؤ في معدل الحجوزات والإشغال الفندقي، مشيراً إلى أن نسب الإشغال الفندقي في منطقة جنوب سيناء ارتفعت إلى نحو 47% فيما تجاوزت نسب الإشغال في منطقة شرم الشيخ نحو 49%، فيما تشير التوقعات إلى ارتفاع هذه النسب خلال الأسابيع القليلة المقبلة”.
وكان رئيس لجنة السياحة بحزب الحرية والعدالة، حازم شوقي، قد أكد في تصريحات صحفية أن الدكتور محمد مرسي بعث بأكثر من رسالة طمأنة للعاملين في السياحة خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن وثيقة السياحة المصرية الصادرة من مجلس الشعب تضمن حرية السائحين وتؤكد عدم وجود أي ضوابط سوف تفرض على حرية السائحين.
ولفت إلى أن لجنة السياحة بالحزب التقت كبرى الشركات السياحية العالمية العاملة في مصر وقال: إن “مرسي سيدعم قطاع السياحة، وسيبذل كل جهده لمضاعفة أعداد السائحين الوافدين إلى مصر”.
وقال رئيس غرفة شركات السفر والسياحة في الدلتا، محمد السعيد عبد الله: إن “الوضع العام في القطاع السياحي المصري ما زال غير مطمئن، لأنه حتى الآن لم تشهد البلاد استقراراً أمنياً يدفع إلى جذب السياح، وأكد أن نسب الإشغال تتراوح بين 20 و35% في الوقت الراهن”.
وأوضح أنه ومنذ بداية الثورة المصرية شهدت كافة معدلات السياحة المصرية تراجعات كبيرة، وعلى صعيد السياحة العربية فقد تراجعت بنسب تصل في بعض المناطق إلى نحو 70%، مقارنة بعام 2010، وأن السعودية ما زالت تحتل المرتبة الأولى في قائمة الدول العربية المصدرة للسياحة المصرية تليها دول الخليج بشكل عام.
ولفت السعيد إلى أن تصريحات الرئيس مرسي جاءت مطمئنة، لكننا نطالبه بوقف سيل تصريحات بعض قادة التيارات الدينية التي تناهض السياحة وتشكل تصريحاتهم أكبر معوق للسياحة المصرية.
ونفى وجود أية توسعات استثمارية في القطاع أو دخول استثمارات عربية جديدة، مؤكداً أنه على العكس فقد فضل بعض المستثمرين تصفية بعض أعمالهم والبحث عن أسواق بديلة لتعويض الخسائر التي لحقت بهم طيلة العام ونصف الماضية.
وأضاف: “الأمل هو أنهم على استعداد لتقاسم السلطة وإنشاء ائتلاف شامل لصياغة دستور جديد والتحضير للانتخابات”.