لبنان.. هل تصبح “بروفة جنرال” قبل مواجهة إيران؟

- ‎فيتقارير

كتب- رانيا قناوي:

 

حالة من الجدل طرحتها الأزمة التي نشبت بالمنطقة بعد استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والحديث عن توقيفه في السعودية، لإحداث حالة فراغ سياسي في البلاد، وشن هجوم عسكري على حزب الله، في الوقت الذي بدأت فيه المملكة السعودية بقيادة الأمير الشاب محمد بن سلمان ولي العهد، يلوح بالحرب، على حزب الله وإيران، بعد سقوط صاروخ إيراني الصنع في مطار الملك خالد بالرياض.

 

ومع النفخ في كير الحرب والاستعداد لها، تساءل عدد من الإعلاميين والسياسيين عن التصعيد السعودي وتصريحاته التي حوت نبرة إعلان الحرب على لبنان بزعم محاربة حزب الله وإيران، خاصة في ظل الحديث عن دعم الكيان الصهيوني للحرب السعودية على حزب الله، وتقارب وجهات النظر بعد التحالف الذي أسسه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بين السعودية وإسرائيل بوساطة مصرية وإماراتية.

 

وتساءل الإعلامي جمال ريان المذيع بقناة "الجزيرة" في تغريدة عبر صفحته بتويتر: ما الأجواء التي ستدخلها المقاتلات السعودية لضرب حزب الله؟ موافقة اسرائيل على دخول المقاتلات السعودية أجواءها تعتبر إعلان حرب إسرائيلية على لبنان، كما أن تحليقها فوق الأجواء السورية مستحيل في وجود الصواريخ الروسية S400؟".

 

وقال مذيع الجزيرة: "تصريحات، وتصريحات مضادة بين السعودية وإيران، ودول عديدة طلبت من رعاياها مغادرة لبنان فورًا، فهل تتوقع حربًا على إيران، أم تتوقع حربًا وشيكة على لبنان؟".

 

وقال ريان: "كي لا ننسى: هل الحرب على حزب الله في لبنان وسوريا وقصقصة نفوذ إيران قرارات اتخذها الاجتماع الذي عقد في واشنطن أواخر الشهر الماضي لقادة أركان بعض الجيوش العربية مصر والأردن والسعودية والإمارات وإسرائيل، الأيام القادمة حبلى بالتطورات".

 

وأعلن أنه لا يدعم إيران ضد السعودية، مضيفًا: "ولكنني صحفي أطرح تساؤلات مشروعة ،لنفرض أن السعودية تحالفت سرًا مع إسرائيل لضرب حزب الله، وحلقت مقاتلاتها وعليها العلم الإسرائيلي، ما هو الضامن أن حزب الله لا يملك صواريخ مضادة مثل S400 حصل عليها من سوريا؟

 

واختتم ريان تغريداته مؤكدًا: "إيران عدو للغرب لكنها عامل استقرار في الخليج. حزب الله عدو لإسرائيل لكنه عامل استقرار على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وفي حال اندلاع حرب ضد إيران، ستنضم إلى ايران روسيا والهند والصين وتركيا والمفاجأة الكبرى ستكون انضمام مصر أيضًا".

 

استمرار الاختفاء

 

يأتي ذلك في الوقت الذي ما زال مكان رئيس الوزراء اللبناني المستقيل غير معروف، وطلبت فيه السعودية و3 دول خليجية أخرى من مواطنيها مغادرة لبنان.

 

وتساءلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، في تقرير لها، الخميس: "هل السعودية تدق طبول الحرب مع لبنان بعدما طلبت من مواطنيها مغادرته فورًا".

 

وذكرت المجلة أن التخوفات من صراع حتمى في لبنان وصلت إلى ذروتها، مشيرة إلى أن بقاء الحريري في الرياض يمكن أن يكون دون إرادته.

 

وكررت السعودية تهديدها لحزب الله وتتوعد بعمل عسكري ضده وأعلنت عليه الحرب السياسية بعدما أعلن رئيس حكومة لبنان سعد الحريري استقالته من الرياض ونسب الأسباب الى إيران وحزب الله.

 

 يشار إلى أن استقالة سعد الحريري، قبل أيام، جاءت في الفترة ذاتها التي أطلق فيها الحوثيون اليمنيون، المدعومين من إيران، صاروخا على الرياض، اعتبرته هذه الأخيرة "عدوانًا عسكريًا ومباشرًا من النظام الإيراني وقد يرقى إلى عمل حرب"؛ ما جعل الكثير من المحللين يتنبؤون بإمكانية وقوع حرب بين القوتين يكون لبنان مسرحًا لها، خاصة وأن وزير الدولة السعودي، ثامر السبهان صرح هذا الأسبوع أن بلاده ستتعامل مع حكومة لبنان باعتبارها “حكومة إعلان حرب بسبب تأثير ميليشيات حزب الله على قرارات الحكومة”.

 

اتهامات حسن نصر الله 

 

في حين جدد الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصرالله، اتهامه للسعودية باحتجاز رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل، سعد الحريري، ومنعه من العودة إلى لبنان، مشيرًا إلى أن المملكة السعودية تحرض إسرائيل على ضرب لبنان.

 

وأشار نصر الله، خلال كلمته أمس الجمعة، إلى أن تحريض السعودية لإسرائيل على ضرب لبنان معلومات وليس تحليلا، قائلا: "إنني لا أتحدث عن تحليل، بل عن معلومات تشير إلى أن السعودية طلبت من إسرائيل ضرب لبنان، واليوم هناك نقاش في الكيان الإسرائيلي حول هذا الموضوع".

 

وأوضح أن السعودية أعلنت الحرب على لبنان وحزب الله في لبنان، ويجب أن نفهم ما قيمة ما نحن فيه في لبنان، والسعودية تدعوكم لتدميره وإسقاطه وإلى أن تخربوا بيوتكم بأديكم".

 

كما نقل محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في صحيفة "معاريف" العبرية، "يوسي ميلمان"، معطيات وتقديرات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، تشير إلى أن أزمة استقالة "الحريري" خططت لها السعودية سلفا، في إطار الصراع الدائر بين المملكة وإيران للهيمنة على الشرق الأوسط وعلى العالم الإسلامي.

 

وأضاف "ميلمان"، في تقرير، نشر أمس الجمعة، أن هدف الخطوة السعودية هو إعاقة تمدد إيران في الشرق الأوسط وتوجيه رسالة شديدة لإيران بأنها قادرة على ضربها في لبنان؛ الفناء الخلفي لها.

 

بينما قال محلل الشؤون العالمية في موقع "واللاه" العبري، "أورين نهاري"، الخميس، إن السعودية تريد من (إسرائيل) الحرب نيابة عنها، في إشارة إلى التصعيد ضد "حزب الله".