كتب: سيد توكل
فضيحة جديدة تضاف إلى قائمة فضائح شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ففي الوقت الذي يعتبر فيه البابا تواضروس نفسه مسئولا عن المسيحيين الأرثوذكس في العالم، تنصّل "الطيب" من مسئوليته وتجاهل الضربات التي يتعرض لها الإسلام في الغرب، خصوصا في ألمانيا، وآخر ذلك تحويل كنيسة في برلين إلى مسجد وصفوه بالمسجد الليبرالي الذي يكسر المحظورات، إذ يمكن فيه أن يصلي الرجال والنساء سويا، بمن فيهم غير المحجبات، وأن تؤم المصلين فيه امرأة، وذلك في محاولة منهم للترويج لما وصفوه بالإسلام المعتدل!.
ومع غياب أي إدانة أو استنكار من الأزهر، وغياب دوره العالمي، يرتفع صوت مؤذن الجمعة في أرجاء مسجد "ابن رشد-غوتيه"، وهو عبارة عن قاعة صغيرة اكتظت بالمصلين نساء ورجالا، ولكن في هذه الصلاة الأولى المؤذن هو امرأة، إنها الأمريكية الماليزية آني زونيفيلد، التي اعتبرت نفسها واحدة من القليلات في العالم.
بعدها تستهل امرأة أخرى هي المحامية الألمانية-التركية سيران أتيس (54 عاما) بعباءتها البيضاء وشعرها القصير المكشوف، صلاة الجمعة، بعبارات ترحيب بالمصلين، وسط تساؤل للمسلمين المغتربين: أين صوت الأزهر من هذا الهراء؟، أم أنه مشغول في حصار قطر وتحصيل رز السعودية؟.
صلاة بدون وضوء!
وتقول "أتيس": "نريد توجيه رسالة ضد الإرهاب الإسلامي واختطاف ديانتنا. نريد أن نمارس ديانتنا معا".
أما المصلون الذين احتشدوا جنبا إلى جنب نساء ورجالا، وقد ركع كل منهم على سجادة صلاة فردية خضراء، فيسجدون باتجاه القبلة أمام عدسات المصورين وتحت أنظار مسيحيين ويهود تمت دعوتهم إلى هذه الصلاة الافتتاحية، التي أثارت عاصفة من ردود الفعل على الإنترنت، وفي حين كانت بعض المصليات محجبات، فإن مصليات أخريات لم يجدن أي حرج في الصلاة بدون حجاب، والإنصات إلى الخطبة التي ألقيت بالألمانية.
والمبادرون إلى تأسيس هذا المسجد هم سبعة ناشطين وناشطات، لم يجدوا مكانا لهم في المساجد لأداء الصلاة كما يريدون فأطلقوا هذه المبادرة، وتقول أتيس التي أثارت فضيحة في أوساط المسلمين، بدعوتها الإسلام إلى ثورة جنسية، إن "هؤلاء السادة والسيدات عليهم أن يكفوا عن السعي لسلب حقي في أن أكون مسلمة".
وهذا المسجد، وهو واحد من حوالي 80 مسجدا في برلين، أقيم في الطابق الثالث من مبنى تابع للطائفة البروتستانتية، ويضم أيضا كنيسة ودار حضانة، في خطوة أراد منها المؤسسون تأكيد انفتاح مسجدهم على الجميع.
شيخ الحصار
وفي وقت سابق أعلنت مشيخة الأزهر، بقيادة المنقلب أحمد الطيب، عن تأييدها لقرار مقاطعة عدد من دول الخليج لدولة قطر، زاعما أن ذلك يصب في اتجاه ضمان وحدة الأمة.
وقالت المشيخة، في بيان مؤيد لعصابة الخليج، إنها تتابع عن كثب التطورات التى تشهدها الساحة العربية خلال الأيام الماضية، مؤكدا تأييده ودعمه للموقف العربى فى قراره بمقاطعة "الأنظمة التى تقوم بدعم الإرهاب، وتأوى كيانات العنف وجماعات التطرف، وتتدخل بشكلٍ سافر فى شئون الدول المجاورة واستقرارها وأمن شعوبها".
وأكدت المشيخة دعمها لكافة الإجراءات التى اتخذتها عصابة الخليج (السعودية والإمارات والبحرين)؛ بزعم ضمان وحدة الأمة العربية، والتصدى بكل حزم وقوة لمخططات ضرب استقرارها، والعبث بأمن أوطانها.
يذكر أن وفدا للأزهر شارك بندوة علمية في السنغال، وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه عندما سأله علماء سنغاليون عن سبب دعم شيخ الأزهر للانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
وكان العلماء السنغاليون يشيرون إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب، حين وقف بجوار السفيه عبدالفتاح السيسي، حينما أعلن الجيش الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب في الثالث من يوليو 2013.
وقال أحد العلماء "هناك انقلاب، والذين قاموا بالانقلاب قيل إنهم مسلمون، وأكبر مؤسسة دينية أيدت هذا الانقلاب، الأمر الذي يدعونا لمعرفة مفهوم الانقلاب في الإسلام".
وتساءل عالم سنغالي آخر عما وصفه بصمت الأزهر عن أحداث ميدان رابعة العدوية وإحراق المساجد، واعتقال العديد من الفتيات، وخاصة من طالبات الأزهر، وتعرض بعضهن للاغتصاب وفق تقارير حقوقية، واستنكر العالِم نفي اعتقال سلطات الانقلاب مئات من طلاب الأزهر، قابله شيخ الأزهر بالصمت ولم يحرك ساكنا.
يُذكر أن السفيه السيسي كان محاطا لحظة الإعلان عن الانقلاب على الرئيس محمد مرسي بكل من: شيخ الأزهر، وبابا الكنيسة الأرثوذكسية تواضروس الثالث، وشخصيات سياسية وعسكرية.