أحمدي البنهاوي
شكّكت واشنطن في بواعث دول الخليج من حصار قطر، حيث أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن اندهاشها لعدم تقديم دول الحصار لائحة الشكاوى ضد قطر حتى الآن، وقالت "وكلما طال الانتظار زادت الشكوك بالإجراءات التي تتخذها ضد قطر".
وتساءلت الخارجية الأمريكية، على لسان المتحدثة الإعلامية باسم الوزارة، "في ظل عدم تقديم دول خليجية شكواها حتى الآن ضد قطر، يساورنا سؤال واحد: هل الإجراءات التي اتخذتها الدول ضد قطر نابعة فعلا من قلقها إزاء مزاعم بدعم قطر للإرهاب، أم أنها متعلقة بمشاكل وتظلمات قديمة بين دول مجلس التعاون الخليجي؟".
ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية "هيثر ناورت" جميع الأطراف إلى حل خلافاتهم، وأضافت "الآن وبعد أن مضى نحو أسبوعين على بدء الحصار، نعرب عن الدهشة إزاء عدم تقديم الدول الخليجية إلى القطريين ولا إلى الجمهور، أي توضيحات حول اتهاماتهم لقطر".
وتابعت قائلة: "كلما مر الوقت كلما ازدادت الشكوك حول الإجراءات التي اتخذتها السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. نحن الآن نواجه سؤالا بسيطا: هل هذه الإجراءات نابعة بالفعل من قلق إزاء دعم مفترض من قطر للإرهاب؟ أم أنها نابعة من خلافات قديمة بين دول مجلس التعاون الخليجي؟".
من جهته، أعلن النائب العام القطري عن أن "دولا مجاورة" مشاركة في الحصار، شاركت في اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، كما جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعمه الكامل لجهود الكويت من أجل حل الأزمة الخليجية.
وعليه دعت الخارجية الأمريكية كل الأطراف إلى تخفيف حدة التوتر والبدء بحوار بناء، وقالت "ندعوهم للتركيز على الهدف الجوهري والدولي، وهو محاربة الإرهاب، إيفاءً منهم بالتزاماتهم التي قطعوها في الرياض"، مشيرة إلى أن الوزير ريكس تيلرسون أجرى عشرين مكالمة هاتفية؛ بهدف حل الأزمة الخليجية منذ اندلاعها.
وساطة أممية
وعن تصريحات أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة، "تابعت بشكل خاص جهود الوساطة من جانب الكويت، وأعرب عن دعمي لمبادرة الوساطة الكويتية". وأضاف أن ما تقوم به الكويت "هو أكثر الطرق فائدة"، وحتى تتعاون الأمم المتحدة في محاولة معالجة الوضع فإنه يجب أن تكون القيادة "قيادة إقليمية".
وأضاف غوتيريش "ما يشغلني هو الدفع للتوصل إلى حل إقليمي، وما أعده وسيطا أكثر فاعلية وقدرة هو الكويت التي تحظى بتأييدي الكامل"، مرحبا بمحاولة دول أخرى التدخل لحل الأزمة، لأن ذلك سيكون مساعدا.
وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر منذ نحو أسبوعين؛ متذرعة بدعم الأخيرة للإرهاب، كما قامت السعودية والإمارات بإغلاق حدودها البرية والبحرية والجوية مع قطر.