أحمدي البنهاوي
يعلم الجميع أن أزمة امتناع المزارعين عن توريد قصب السكر بات يشرف عليها جهات "سيادية"، تحاول جاهدة إثناء الفلاحين عن وحدتهم للمطالبة بأسعار مناسبة لارتفاع أسعار السكر، حيث يحاول الفلاحون رفع سعر الطن من 450 جنيها- السعر الذي حددته وزارة اللواء محمد علي مصيلحي الشهيرة بـ"التموين"- إلى 800 جنيه على الأقل خلال فترة التوريد الممتدة من 1 يناير إلى 25 مايو.
وذكرت بعض صفحات "السيادية" ولجانها الإلكترونية الموجهة من الشئون المعنوية، أن السيارات الكبيرة "التريلات" تنتظر أمام مصانع السكر، ومنها مصنع السكر بكوم أمبو بأسوان، وأن عمال المصنع وموظفيه نحروا الذبائح استبشارا بالمحصول الوفير وباقتراب استخراج السكر!.
9 جنيهات
وحذر وزير "التموين" الانقلابي من أن رفع سعر التوريد سوف يرفع سعر السكر رسميا إلى 9 جنيهات، في حين حدده في قرار سابق، خلال الشهر الماضي، لدى تجار التجزئة والبقالات بـ13 جنيها.
وأعلن محمد عبده، مدير مصنع كوم أمبو، عن أن المصنع احتفل ببدء عمليات توريد القصب من المزارعين، لافتا إلى أن المصنع استقبل نحو 60 طن قصب منذ بدء عمليات التوريد، أمس الأول، وأن برلمان العسكر وافق على رفع سعر طن القصب من 450 إلى 620 جنيها، وإنهاء أزمة رفض المزارعين توريد المحصول للمصانع.
الصعيد وبحري
وقررت جمعية منتجي القصب بأسوان وقف توريد محصول القصب إلى مصنعي السكر بكوم أمبو وإدفو، حيث قال محمد هويدي، عضو الجمعية العامة لمنتجي القصب: "اتخذنا قرارا بوقف توريد المحصول لحين رفع سعر التوريد للطن لنحو ألف جنيه".
وقال "هويدي": إن الزيادة التي نطالب بها أصبحت مطلب جميع مزارعي القصب فى مصر؛ للأعباء الكبيرة التي يتحملها المزارع، بدءًا من يوميات العمالة التي ارتفعت من 50 إلى 100 جنيه، وارتفاع أسعار الأسمدة من 90 – 180 جنيها، إضافة إلى ارتفاع تكلفة أعمال النقل وكسر وشحن القصب.
وطالب أحمد سيد عبد العظيم، عضو جمعية قصب السكر بأسوان، عبد الفتاح السيسي بالتدخل لرفع شأن الفلاح حتى لا يهجر زراعة القصب، وتحدث أزمة كبيرة في زراعة المحصول الاستراتيجي الأول في مصر، لافتا إلى أنهم يتعرضون لظلم بيِّن في ظل توريد القصب للمستهلك بـ7 آلاف و200 جنيه، رغم استلامه من الفلاح البسيط بـ550 جنيها. وأشار "عبد العظيم" إلى أن الحكومة وافقت مؤخرا على رفع سعر توريد طن الأرز لمزارعي الوجه البحري إلى 4 آلاف جنيه، مطالبا بالمساواة.
محال العصير
وقال عاطف محمود العارف، أحد مزارعي القصب: إن التكلفة المالية لزراعة فدان القصب تصل إلى 21 ألف جنيه، مشددا على أنه قد يضطر إلى بيع محصول العام الحالي لمحال بيع عصير القصب بمختلف محافظات الصعيد، "عصارات القصب هتشتريه بأكثر من الحكومة".
وأعلن المزارعون فى محافظات أسوان والأقصر وقنا وسوهاج والمنيا، عن رفضهم بدء جنى المحصول فى ظل أسعار التوريد الحالية التى حددتها وزارة التموين مؤخرا عند 500 جنيه، بدلا من 400 جنيه، كما أن بعض عصارات القصب، المنتجة للعسل الأسود بمحافظات الصعيد، عرضت شراء المحصول من المزارعين بنحو 30 ألف جنيه للفدان، بنحو 750 جنيها للطن، حيث إن تكلفة الفدان تتجاوز 23 ألف جنيه، مقابل 20 ألف جنيه تمثل سعر توريده الحالى للحكومة، على اعتبار أن إنتاجية الفدان تصل فى المتوسط إلى 40 طنا، بحسب منتجي القصب.
"إيد واحدة"
وأمام ضغوط المخابرات الحربية "السيادية"، قال الشافعى الطاهر، أمين صندوق جمعية منتجى القصب فى الأقصر: إنها عقدت مؤتمرا جماهيريا، أمس الأول، حضره مئات من مزارعى القصب، وتم الاتفاق خلاله على عدم التوريد فى ظل الأسعار الحالية.
وتابع "فى حال تعنت الحكومة وتمسكها بسعر التوريد الحالى، ستتوقف كامل المصانع المنتجة للسكر من القصب عن العمل؛ لأننا لن نورد المحصول".
وأوضح أنه تم رفع مذكرة بمطالب المزارعين لكل من السيسي، ورئيس مجلس الوزراء، ووزيرى الزراعة والتموين، لسرعة تحريك سعر توريد القصب لـ800 جنيه، بدلا من 500 حاليا.
وقال محمد محمود علي: "مش المفروض يبقى فيه سعر موحد للطن ولا هما وخدينا بالتدريج من أسوان إلى قنا؟ يعنى قصب أسوان سكره ممتاز، والأقصر جيد جدا، وقنا جيد؟ وحدوا كلمتكم حتى تنالوا مطالبكم".