كتب كريم محمد:
تحت عنوان "لماذا خاطرت مصر بعلاقاتها مع إسرائيل وترامب في مشروع قرار الاستيطان؟"، عقبت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية على سحب حكومة السيسي مشروع قانون إدانة المستوطنات بعد احتجاج إسرائيل وترامب، مؤكدة أن "حكومة السيسي تعتبر إسرائيل هي "محاميها" في واشنطن"، ولهذا لم تشأ أن تغضبها وسحبت القرار.
وأرجع تقرير صحيفة "ذا هيل The Hill" الأمريكية المتخصصة في شئون الكونجرس الأمريكي، سحب مصر مشروع القرار الذي يهاجم الاستيطان الصهيوني إلى ما قال إنه اعتماد نظام السيسي علي دعم أمني إسرائيلي داخليا وأيضا على دعم دبلوماسي أمريكي.
وقال إن "جيشا مصر وإسرائيل وأجهزة مخابراتهما، على اتصال مستمر بشأن الأمن وسيناء التي تشهد تمردا لجماعة مرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية"، وكذا قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس"، التي وصفها التقرير بأنها خصم مشترك للبلدين.
إسرائيل محامي السيسي
وقال كاتب التقرير الصحفي والمحلل أورين كيسلر المختص بشئون الشرق الأوسط، وهو حاليا نائب مدير الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن، إنه أثناء زيارة للقاهرة قبيل الانتخابات الأمريكية رأى بنفسه "الدفء" يسري في العلاقات بين العدوين السابقين.
وأشار إلى أن مسئولين مصريين كبارا التقاهم "تحدثوا بحماس عن تعاونهم الأمني مع الدولة اليهودية ووصفوا إسرائيل وأصدقاءها بأنهم "محامونا في واشنطن" وسط توتر العلاقات مع البيت الأبيض".
تحالف أمريكي مصري اسرائيلي
وقال كاتب التقرير أن انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الشهر الماضي أثار ما يشبه النشوة في البلدين، وأن السيسي راي في انتصار المرشح الجمهوري "نهاية مرحب بها للانتقاد المستمر من إدارة أوباما لحقوق الانسان، ودعما أقوى لمعركة حكومته ضد الإسلام السياسي والمتطرف".
بينما في تل ابيب تفاءل رئيس وزراء العدو نتنياهو بدرجة مماثلة ومتحمسا لتجاوز نحو ثماني سنوات من العلاقات المتوترة مع البيت الأبيض وبدء التعامل مع إدارة تبدو أكثر استعدادا للاتفاق مع حكومته بشأن أغلب القضايا الكبرى، وليس الاستيطان فقط، ما يعني "إن انتخاب ترامب أثار توقعات واسعة بتشكيل تحالف أمريكي مصري اسرائيلي قوي".
وقال تقرير "ذا هيل" إنه لولا سحب مصر مشروع القرار لكان بإمكانها أن تقدم استعراضا لاستقلالها الدبلوماسي، مشيرا لأنه "على مدى ثلاث سنوات منذ أطاح الجيش بحركة الإخوان المسلمين من السلطة بعد احتجاجات شعبية على حكمهم، تكافح القاهرة لتوسيع دائرة حلفائها الدبلوماسيين خلال تلك السنوات التي شهدت حجب إدارة أوباما لجزء من مساعدتها العسكرية لمصر احتجاجا على ما اعتبرته انتهاكات من جانب النظام".
وقال التقرير إنه في الشهور القليلة الماضية، استضافت مصر مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا هي الأولى لقوات روسية في أفريقيا، واشترت معدات عسكرية مكلفة من فرنسا والمانيا، وتبني عاصمة إدارية جديدة خارج القاهرة بتمويل من الصين، لكن الولايات المتحدة ما زالت حجر الأساس لعلاقات مصر الدبلوماسية والأمنية.