كتب سيد توكل:
من جديد يذرف العائدون من غيبوبة 30 يونيو دموع القهر على ثورة 25 يناير وحكم الرئيس المنتخب محمد مرسي، ويتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة صورة لكيس سكر من عهد وزير التموين باسم عودة، يظهر فيها كيس سكر من إنتاج عام 2013، وبسعر رسمي من الدولة يقدر بواحد جنيه و25 قرشا، بدلا من 12 جنيها في عهد رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي مجددًا، بالسخرية من الحال الذي وصلت إليه البلاد في زمن رئيس الانقلاب العسكري "عبدالفتاح السيسي"، حيث تراوح سعر السكر من 10 إلى 12 جنيها للكيلو الواحد، مع ندرة شديدة فيه، بينما "باسم عودة" الملقب بوزير الغلابة، يقبع الآن خلف أسوار السجون مع حكم بالمؤبد وقبله بالإعدام، فقط بتهمة توفير السكر للمصريين بسعر أقل من 2 جنيه للكيلو، وزيت طعام نقي بسعر 3 جنيهات للتر الواحد.
يأتي ذلك في سياق حال كثير من النادمين العائدين من غيبوبة الانقلاب، ما بين الأسى على الوضع المتردي الذي وصلت له مصر من غلاء وندرة في كافة السلع الأساسية، وبين مدح وثناء على فترة حكم الرئيس محمد مرسي وحكومة هشام قنديل والوزير "باسم عودة".
وفي عهد مرسي، عنونت صحيفة حزبية عددها بـ "خراب يا مصر"؛ بينما صمتت تلك الصحيفة عن الارتفاع الجنوني في الأسعار حاليًا، ما يعني أن الإعلام يتعامل بازدواجية لافتة للنظر، وفق مراقبين.
لا مساس بالتموين
تصريحات أطلقها وزير التموين في حكومة الانقلاب علي مصيلحي وما سبقه خالد حنفي ، ورئيس وزراء الانقلاب شريف إسماعيل والذي صرح أكثر من مرة أنه لا زيادة في تلك الأسعار، وأن هناك خططا تم وضعها لمكافحة ارتفاع الأسعار.
بينما شهدت الأسعار 6 زيادات أقرتها حكومة الانقلاب، منذ يوليو 2014، بينهم 3 مرات في الـ4 أشهر الماضية، آخرهم اليوم، حين أعلنت تموين الانقلاب في بيان رسمي زيادة جديدة اليوم بطرح كيلو السكر بـ8 جنيهات بدلًا من 7.
وأرسلت تموين الانقلاب منشورا رسمياً للمديرية بأسعار الزيادة الجديدة على السلع التموينية، وكان اللواء محمد على مصيلحى وزير تموين الانقلاب أصدر قرار زيادة سعر كيلو السكر على بطاقات التموين إلى 8 جنيهات بدلا من 7 وعبوة الزيت 800 ملليجرام الى 12 جنيها بدلا من 10 والمسلى النباتى 500 ملليجرام بـ13 جنيهًا بدلا من 11.75.
أول صفعة للشعب!
بدأت رحلة زيادة أسعار السلع التموينية، في يوليو 2014 حيث أعلن وزير تموين الانقلاب خالد حنفي البدء في المنظومة الجديدة وهي تحديد 15 جنيه لكل فرد ببطافة التموين، وبات سعر السكر 4.70 بدلا من 2.75 والزيت 8 جنيهات بدلا من 6.90 قروش.
أما الصفعة الثانية كانت في أغسطس 2015 حيث قررت تموين الانقلاب رفع أسعار السكر على البطاقات التموينية بنحو 30 قرشَا ليصبح 5 جنيه.
وبتتبع رحلة السكر التمويني مع الغلاء خلال تلك الشهور الأربعة تبين أنه ارتفع مرتين أولهما في 1 نوفمبر ، حين قرر اللواء محمد مصيلحي رفع سعر السكر على البطاقة التموينية إلى 7 جنيهات، بدلًا من 5 ليكون موحدًا مع سعر التوريد الخاص .
تلاعب بالأسعار
أما السكر الحر فقد خضع هو الآخر لارتفاع سعره ثلاث مرات، أولها يوم 15 أكتوبر الماضي حين أعلنت تموين الانقلاب زيادته إلى 6 جنيهات بدلًا من5، وفي نفس الشهر أعلنت زيادته إلى 7 جنيهات.
أما المرة الثالثة فكانت في 21 ديسمبر 2016، عندما رفعت تموين الانقلاب سعر طن السكر الحر للمصانع والشركات إلى 10 آلاف و500 جنيه، بدلًا من 7 آلاف جنيه، ليصبح سعر الكيلو 10.5 جنيهات.
من جانبه قال عضو "برلمان الدم" ،أحمد طنطاوي، خلال لقائه ببرنامج "الـ10 مساءً" : "أن حال مصر قبل 30 يونيو كان أفضل مما نحن عليه الآن من كل الوجوه ولن ندفن رؤوسنا في الرمال ونقول بعكس ذلك لأن الواقع سيكذبنا فالحقيقة التي لا تقبل الشك لأن كل الناس تقول ذلك في الشارع وفي كل مكان أنه من حيث الظروف الاجتماعية و الاقتصادية وحتى السياسية أفضل من الآن بمراحل بعيدة".
وأضاف طنطاوي أنه: "من الجهة الاقتصادية فالناس تقارن بين الأسعار في أيام الرئيس مرسي والآن وطبعا هذا هو الاقتصاد في حقيقته ولبه أن ترى القوة الشرائية للعملة كيف كانت وكيف أصبحت.. فيقارنون الأسعار أيام مرسي والآن فيجدون كارثة ..كارثة بكل ما تحمله الكلمة".
وتابع:"شوف طبق البيض كان بكام وأصبح بكام ..الجنيه مبقاش يساوي نصف بيضة شوف الرز شوف السكر شوف الزيت وكل حاجة في أي حاجة ستجد أننا انحدرنا لقاع سحيق.. جنون في الأسعار غير مسبوق في تاريخ مصر وثبات بل وتراجع في الدخل" .
الزيت ملطشة الانقلاب!
هكذا عبر رواد التواصل على كثرة قرارات تموين الانقلاب التي أصدرتها خلال تلك الأشهر، ففي 7 نوفمبر 2016 رفعت وزارة التموين أسعار الزيت على البطاقات من 8.75 إلى 9.75 جنيه، وفي 31 ديسمبر 2016 قررت وزارة التموين رفع سعر زجاجة زيت التموين إلى 10 جنيهات، واليوم أعلنت الوزارة زيادة سعر عبوة الزيت لـ12 جنيها بدلا من 10.
وكذلك زيت السوق الحر، فقد خضع هو الآخر لتلك الزيادات ففي 21 ديسمبر 2016، رفعت الحكومة سعر طن السكر الحر للمصانع والشركات إلى 10 آلاف و500 جنيه، بدلًا من 7 آلاف جنيه، ليصبح سعر كيلو الزيت الحر 16 جنيهًا للزجاجة.