كتب سيد توكل:
«هم يبكي وهم يضحك»، هكذا الحال بعدما وضعت حكومة الانقلاب اسم الشهيد "أسامة الحسيني"، أحد شهداء مذبحة شقة 6 أكتوبر، على قائمة الإرهاب التي نشرت اليوم الأربعاء.
وكان "الحسيني" -الذي شغل منصب رئيس مركز مدينة مطوبس، ومرشح سابق لمجلس الشورى عن كفر الشيخ- قد استشهد ضمن 13 شهيدًا في شقة أكتوبر على يد مليشيات الأمن، فضلا أن قائمة الإرهاب التي أقرتها سلطات الانقلاب تتضمن أسماء كثيرة من الأموات.
ومن السخرية أنه من المقرر أن يصدر نائب عام الانقلاب، قرارا بإدراج أسماء المتهمين –بما فيهم الشهداء والأموات- على قوائم المنع من السفر ومغادرة البلاد وقوائم الترقب، حسب ما ينص قانون الكيانات الإرهابية، كما يترتب على الإدراج سحب جوازات السفر، وتجميد الأموال!
واستشهد "الحسيني" في واقعة غدر شهدتها شقة بمدينة 6 أكتوبر في يوليو 2015، حيث قتلت فيها شرطة الانقلاب 13 من قيادات الإخوان من أعضاء لجنة لدعم أهالي القتلى والمصابين.
وفي حينها ادعت داخلية الانقلاب أنها تعرضت لإطلاق النار، في حين أكدت جماعة الإخوان المسلمين أن الضحايا كانوا عزلا، وأنهم قتلوا بدم بارد بعدما تم التحفظ عليهم وأخذ بصماتهم.
تصفية بطعم العسكر
وتؤكد رواية جماعة الإخوان أن عددا من قياداتها اجتمعوا بالشقة لمدارسة كيفية دعم أهالي القتلى والمعتقلين باعتبارهم أعضاء اللجنة المركزية لدعم أسر الشهداء والمصابين.
أعضاء اللجنة كانوا عزلا، واكتشف بعد قتلهم أن أصابعهم تحمل آثار الحبر، مما يؤكد أنه تم التحفظ عليهم من طرف الأجهزة الأمنية وأخذت بصماتهم قبل تصفيتهم.
وحسب الرواية نفسها فإن الأعضاء 13 قتلوا في الشقة بدم بارد دون توجيه تهم أو محاكمات، ثم بادرت السلطات إلى وضع أسلحة آلية إلى جانب جثثهم للترويج بأنها قتلتهم بعد هجومهم عليها بأسلحة رشاشة.
غير أن أهالي الشهداء أكدوا علمهم باعتقال ذويهم قبل ساعات من قتلهم، مما يعني أن قوات الأمن قتلتهم بدم بارد ودون مقاومة.
الضحايا كانوا عزلا
وكان من بين الضحايا 13، مسئول المكتب الإداري للإخوان بالمنوفية جمال خليفة، ومسئول لجنة رعاية أسر الشهداء والمصابين عبدالفتاح محمد إبراهيم، والبرلماني السابق ناصر الحافي مسئول اللجنة القانونية، ومسئول مكتب الإخوان بالقليوبية طاهر أحمد إسماعيل، وهشام زكي خفاجي، وأسامة أحمد الحسيني، وهشام ودح، ومعتصم أحمد العجيزي، وخالد محمود، ومحمد السباعي، ومحمد سامي، وجمعة أبوالعزم.
وقد أكد القيادي في الجماعة جمال عبدالستار أن جزءا من هذه القيادات -حسب ما وصله- قد اعتقلوا عند صلاة الظهر، وأنهم لم يكونوا في هذا المكان الذي قتلهم الأمن فيه، مؤكدا أنهم لم يكونوا مسلحين.
ووقعت التصفية يوما واحدا بعد وعيد رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، الذي دبر مسرحية اغتيال النائب العام هشام بركات، وقد لقي "بركات" "حتفه الغامض" بعد نجاته من الانفجار الذي استهدف موكبه صباح يوم 29 يونيو 2015.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية وقتها أن بركات "أجريت له عملية جراحية دقيقة فارق في أعقابها الحياة".
وأكد مصدر طبي لوكالة الأنباء الألمانية، أن الوفاة ناجمة عن تهتك بالرئة ونزيف حاد لم يتمكن الأطباء من السيطرة عليه.
وشكك ناشطون في سبب وفاة بركات، وأكدوا أن النائب العام خرج من سيارته سليما قبل أن يقتل، كما ذكرت مصادر صحفية مصرية أنه دخل إلى المستشفى على رجليه قبل أن يغادره داخل النعش.
قضاء السيسي بيهبل!
من جهة أخرى قالت مصادر صحفية لبعض الصحفيين المقربين من إعلامي الانقلاب الشهير إبراهيم عيسى، أنه علق على حكم محكمة الجنايات بإدراج اسم نجم الملاعب والملقب بأمير القلوب محمد أبوتريكة ضمن قوائم الإرهابيين، التي ضمت العديد من أسماء المنتمين لجماعة الإخوان وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسي.
قال "عيسى" ساخرا من الحكم: "القضاء في مصر بيهبل وبيقدم مهلبية.. بس طعمها وحش قوي".
وأضاف: "ايه الهبل اللي هما فيه ده، هو انا حاسس إن السيسي بيكره أبوتريكة من زمان ونفسه.. نفسه يحبسه بس هو خايف من شعبيته الجارفة.. فاللاعب الذي تحبه الجماهير أقوى من السياسي الناجح ألف مرة.. مابالك بالسيسي بقى".
وتابع: "جماهيرية تريكة ساحقة وتسحق من يقف في طريقها، خاصة أن الناس كلها عارفاه وعارفة أخلاقه كويس.. وان أي كلام يقال عليه من إرهاب وهجايص الناس عارفة بالضبط مين هو أبوتريكة.. أصله ماطلعش فجأة.. الناس حبته يوم بيوم وساعة بساعة.. وصعب.. بل مستحيل الشعب المصري يجمع على حب حد ويطلع وحش".