كتب: أسامة حمدان
"اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس".. لا تزال مقولة جوبلز وزير إعلام النازي أدولف هتلر تسيطر على كثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية، فتتبارى في نشر الأكاذيب لخدمة أجندتها السياسية، وهو ما دفع صحيفة الإندبندنت البريطانية للكذب وادعاء قصف تركيا لمدنيين سوريين في جرابلس الحدودية، بل التدليس ونشر صور لمجزرة حي باب النيرب التي ارتكبتها قوات روسيا وبشار الأسد على أنها في جرابلس وبفعل القوات التركية.
الفضيحة كشفها المصور الصحفي "ماهر أبوالوليد" الذي كان صور مقطع الفيديو الذي يظهر ضحايا مجزرة حي "باب النيرب" يوم السبت الماضي، الذين استشهدوا بقصف للطائرات الروسية وطائرات الأسد وبلغت حصيلتهم نحو 20 شهيدًا، ولاحقًا وبعد أن نشرت "سكاي نيوز" الإنجليزية المقطع، قامت صحيفة "إندبندنت" البريطانية بنشر المقطع نفسه، لكنها قالت إنه لقصف للطائرات التركية على منطقة "جرابلس".
وأضاف أن المقطع صور بتاريخ 27 أغسطس، حين استهدف الطيران الروسي والأسدي المنطقة ببرميلين متفجرين، سقط الأول واستشهد على إثره عدة أشخاص، وبينما كان الأهالي يهرعون إلى الملجأ، سقط البرميل الثاني وأوقع نحو 20 شهيداً".
وليست "إندبندنت" الوحيدة التي استعملت صور مجزرة باب النيرب، للزعم بأنها للقصف التركي لجرابلس، بل قامت صحيفة "اليوم السابع" المصرية الموالية للانقلاب بنشر نفس الصور والقول إنها للقصف التركي في جرابلس.
إخفاء الحقيقة
وبعد افتضاح أمرهما قامت صحيفة اليوم السابع بحذف رابط الخبر من على موقعها الإليكتروني فيما حذفت صحيفة الإندبندنت فيديو المجزرة.
رابط خبر الإندبندنت (تم حذف الفيديو)
www.independent.co.uk/news/world/middle-east/turkish-airstrikes-kill-at-least-20-civilians-in-syria-a7213731.html
جرابلس
وجرابلس، مدينة سورية متاخمة للحدود الجنوبية لـتركيا، سيطر تنظيم الدولة بشكل كامل عليها في سبتمبر 2013، ثم تحولت عام 2016 إلى ساحة للمواجهة بين فصائل المعارضة السورية وتنظيم الدولة وأنقرة الرافضة لسيطرة الأكراد على المنطقة.
وتقع المدينة على الضفة اليمنى لنهر الفرات شمال سوريا، وهي متاخمة للحدود الجنوبية لتركيا وتبعد 125 كيلومترا شمال شرق مدينة حلب وتتبع إداريا لها، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 367 مترا.
يبلغ عدد سكان المدينة قرابة تسعين ألف نسمة أغلبيتهم من العرب، وقد استقر بها خليط من الأعراق الأخرى خاصة التركمان والشركس والأرمن.
وانخرطت جرابلس في الثورة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد منذ بدايتها، وسريعا تشكلت مجموعة "أحرار جرابلس" لدعم الثورة، وتم طرد قوات الأمن السوري من المدينة في يولي 2012، وتولى أهلها إدارتها.
وفي سبتمبر 2013، سيطر تنظيم الدولة بشكل كامل على المدينة، وخاض العديد من المواجهات المسلحة مع عشائرها، وتعرضت جرابلس للقصف من قبل طيران التحالف ضمن حملته على تنظيم الدولة.
وفي أغسطس 2016، فقد أعلنت تركيا دعمها لـقوات المعارضة السورية التي تتنافس مع قوات "سوريا الديمقراطية" المكونة من وحدات كردية مقاتلة للسيطرة على المدينة الخاضعة لحكم "تنظيم الدولة الإسلامية.
وتكمن أهمية جرابلس الإستراتيجية بالنسبة لتركيا في كونها النقطة التي يمكن أن تبدأ منها أنقرة إقامة منطقة عازلة تمتد حتى مدينة أعزاز في الشمال السوري.
في المقابل، ترى الوحدات الكردية جرابلس مهمة للتمدد غربا باتجاه عفرين، وتنظيم الدولة يعتبرها خاصرة مهمة لمعاقله بريف حلب الشرقي ومعاركه بريف حلب الشمالي. أما المعارضة المسلحة فتراها ضرورية لإقامة منطقة آمنة لـاللاجئين والمهجرين.