"إف 35" الأمريكية للحتلال الإسرائيلي تتفوق على "السوخوي" و"ميج 29" الروسية المصرية.. هل هناك شبهة فساد أو عمولات وراء شراء طائرات لا تتفوق على نظيراتها الصهيونية؟
خبير عسكري مصري يسخر من تقارير صهيونية تؤكد تفوق الجيش المصري على الصهيوني ويقول إنها "معلومات موجهة" يضحكون بها علينا
كريم محمد
رغم كشف تقارير أجنبية أن نظام السيسي اشتري أسلحة بـ81 مليار جنيه في 2015 (أكثر من 10 مليارات دولار) في وقت يعاني فيه الاحتياطي النقدي عجزا رهيبا يمكن أن يعجز مِصْر عن دفع فاتورة مشتريات الغذاء بينما هي تشتري السلاح، كشفت تقارير دفاعية عن أن السلاح الذي تشتريه مِصْر -خاصة الطائرات- من الأنواع التي بدأ العالم يستغني عنها من الجيل الرابع، بينما تعاقدت الدولة الصهيونية على أسلحة وطائرات من الجيل الخامس.
ويوم 7 أكتوبر الجاري، احتفت صحف الانقلاب بما قاله تقرير للقناة الثانية للتلفزيون الكيان الصهيوني يزعم فيها تفوق الجيش المصري على جيش الاحتلال في تصنيف لمعهد "credit-suisse" السويسري للأبحاث الذي وضع الجيش المصري في المرتبة الـ12 في الترتيب العالمي لأقوى 20 جيشا بالعالم، بينما وضع الجيش الصهيوني في المرتبة الـ14.
ولأن تقرير المركز السويسري حدد سبب تفوق الجيش المصري في "عدد القوات والدبابات والمقاتلات"، في حين تتفوق تل أبيب في القدرات التكنولوجية وامتلاكها أحدث الأسلحة، فقد اضطر اللواء جمال بخيت، الخبير الاستراتيجي، لنفي أن يكون هذا صحيحا.
واعتبر -خلال اتصال هاتفي ببرنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور"، 8 أكتوبر- أن التقرير الصادر حول تصنيف جيوش العالم، الذى احتل فيه الجيش المصري مركزًا متقدمًا على الجيش الصهيوني، "كلام مبالغ فيه ومجرد عبارة سحرية يهدف بها الاحتلال لاختراق الجيش المصري".
وأضاف: "هذا نوع من حرب المعلومات، الكلام دا الكيان يضحك به على ناس تانية".
ولفت إلى أن الأسلحة إحدى مصادر الدخل عندهم، فضلًا عن تفوقها في صناعة الطائرات، منوهًا أن "مواقع المعلومات كثير منها موجه ومبرمج".
وكان تقرير موقع GFP (Global Firepower Index) المُتخصص بتصنيف الجيوش وفق مُعطيات مُختلفة، ووفق تحليل قدرات الجيوش قد كشف في أغسطس الماضي أن الجيش الصهيوني احتلت المرتبة الأولى من بين جيوش الشرق الأوسط، وتفوق على الجيوش العربية، وجاء في المركز الـ 11 ومصر في المركز الـ18.
ووقع السيسي -إبان توليه مسئولية وزارة الدفاع- اتفاقية لاستيراد أسلحة روسية في أثناء زيارته موسكو، في فبراير 2014، بقيمة 3.5 مليارات دولار، استكملها خلال زيارته إلى موسكو في أغسطس 2015 لتوريد 12 مقاتلة من (الجيل الرابع) الشهير باسم مقاتلة السيادة الجوية الحديثة، «سو 30 كا»، من طراز مقاتلات سوخوي.
وذكرت وكالة «تاس»، الروسية أنه من بين هذه الأسلحة مقاتلة (الجيل الرابع) من طراز «ميج 29 إم»، ومروحيات هجومية من طراز «Mi-35M».
الجيل الخامس للصهاينة
وفي 22 سبتمبر الماضي احتفى تقرير لصحيفة "إسرائيل اليوم" بمناسبة قرب وصول صفقة طائرات أمريكية من نوع "F-35" لسلاح الطيران الصهيوني، وهي من الجيل الخامس للطائرات، ويصل سعر المقاتلة الواحدة 110 ملايين دولار.
وأكدت تقرير الصحيفة الصهيونية أن هذه الطائرة ستصبح العمود الفقري للقوات الجوية اعتبارا من العام المقبل، لتكون دولة الاحتلال أول دولة تستخدم المقاتلة خارج حدود الولايات المتحدة، رغم تعاقد 11 دولة على شرائها.
ومع أن مِصْر اشترت طائرات من الجيل الرابع فقد ذكر موقع "فلايت جلوبال"، سعي مِصْر لشراء الطائرة الروسية ميج 35 التي تنتمي لذات (الجيل الخامس) الذي سيحصل عليه الاحتلال، وتأكيد تقارير روسية سعي مصر للحصول على 46 مقاتلة حديثة من طائرات ميج-35 في صفقة تبلغ 2.2 مليار دولار، بعدما قال خبراء عسكريون إن الطائرات التي تعاقدت على شرائها مصر واستلمت منها "رافال" الفرنسية و"سوخوي" الروسية، تنتمي للجيل الرابع لا الخامس، ما يثير التساؤلات حول أسباب شراء السيسي طائرات من الجيل الرابع طالما هناك تفكير في شراء الجيل الخامس؟!
ووفقا للصحيفة الصهيونية "إسرائيل اليوم" فإن الاحتال سوف يحصل نهاية 2016 على مقاتلتين F-35 ضمن صفقة تتضمن 33 مقاتلة من نفس النوع، ما يجعل قدرة تل أبيب على القيام بهجمات بعيدة المدى، خارج حدود فلسطين المحتلة، أفضل، ونقلت عن ضابط كبير في سلاح الطيران أن "بإمكانها تنفيذ عمليات كان من الصعب تنفيذها في السابق، عمليات كنا نعتبرها مهامًا انتحارية إذا ما قمنا بها بواسطة المقاتلات التي بحوزة سلاح الطيران".
33 طائرة للاحتلال
وخلال الحفل الذي أقامته السفارة الصهيونية لإحياء ذكرى (استقلال الاحتلال) عام 1948، يوم 23 إبريل الماضي، وعد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، بتسليم الاحتلال مقاتلات على أعلى مستوى، قال إنها "لمساعدتها في الحفاظ على تفوقها العسكري في الشرق الأوسط".
واشترت 19 طائرة من طراز (إف-35) عام 2014 بمبلغ 2.75 مليار دولار، ووقعت عقدًا في فبراير الماضي، لشراء 14 طائرة إضافية من المقاتلات التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن، بنحو 3 مليارات دولار.
وذكرت وزارة الدفاع الصهيوني إن أول طائرتين من طراز (إف-35) ستصلان بحلول نهاية 2016، على أن تكتمل عملية التسليم بحلول 2021.
سر تفوق إف 35
ويقول خبراء عسكريون أن مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية إف 35 جاءت ثمرة برنامج "مقاتلة الغارة المشتركة" التي ستحيل العديد من المقاتلات إلى التقاعد أو سوف تتفوق عليها لسنوات قادمة بما تمتلكه من مزايا قتالية وتكنولوجية بالغة التطور والتسليح وقدرتها على المناورة والهجوم في كافة الظروف والأجواء.
وتقدر مراكز متخصصة سعر المقاتلة الأمريكية إف 35 ما بين 65 و92 مليون دولار حسب المواصفات والمزايا المطلوبة من قبل الدول الراغبة بشرائها، وتتميز المقاتلة أف 35 التي طورتها "لوكهيد مارتن" باستخدام كاشف مسح إلكتروني وتقنية التخفي.
وهذه الطائرة على عكس الطائرات الأخرى (الشبح) التي تمتلك قدرة التخفي ولكن لا تمتلك قدرة جيدة على المناورة، فإن طائرة أف 35 تمتلك قدرة كبيرة على المناورة والتخفي معا.
وتعرف الـ"إف 35" باسم Lightning II واختصارا باسم JSF وهي مقاتلة من الجيل الخامس من إنتاج شركة لوكهيد مارتين الأمريكية، وتم تصنيعها بمبادرة الولايات المتحدة وبريطانيا كي تحل محل مقاتلات الجيل الحالي ومن بينها الـإف 16 والـإف 18، وأقلعت المقاتلة للمرة الأولى في 15 ديسمبر 2006.
كذلك يمتاز رادار المقاتلة بقدرته على مسح الأرض والتقاط صور ذات جودة عالية للغاية، ليلا ونهارا وفي مختلف الأحوال الجوية، ويحدد على الأرض أهدافه بشكل تلقائي، كذلك بإمكان الرادار تنفيذ مهام حجب إلكتروني للرادارات المعادية في الجو وعلى الأرض.
وهناك 6 أجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء مثبتة في مواقع مختلفة على جسم الطائرة لتحديد التهديدات الجوية وأنواعها، وبفضل هذه المنظومة يحصل الطيار على تحذير بخصوص طائرات أو صواريخ تهدده، ويحصل على رؤية نقية في كل الاتجاهات ليلاً ونهارًا.
وتحوي مقاتلات «إف-35» 4 مواضع لحمل الأسلحة، اثنين داخليين واثنين أسفل الجناحين، وتستطيع مواضع التسليح الداخلية حمل صواريخ من نوعية «جو-جو» كـ«أيه أي إم 120»، و«ستورم شادو»، وصواريخ «جو-أرض»، مثل «AGM-158»، بالإضافة إلى القنابل الموجهة، كما تستطيع مواضع التسليح الخارجية لـ«إف-35» حمل دعامات لصواريخ «جو-جو» كـ«أيه أي إم 9 إكس سيدويندر» و«أيه أي إم 132 قصيرة المدى»، فقط، فيما سيكون حمل المقاتلة للقذائف والصواريخ في الموضع الخارجية على حساب قدرتها على التخفي، التي ستقل.
وتتيح هذه الكاميرات رؤية مزدوجة من الجانبين لرصد الطائرات المعادية والأهداف الأرضية في نفس الوقت، بالإضافة إلى توفير معلومات غاية في الدقة عن السرعة والارتفاع.
سباق تسلح لصالح الاحتلال
وتتسابق كل من شركات (لوكهيد) الأمريكية و(رافال) الفرنسية و(ميج) الروسية على سوق سلاح الطائرات في المنطقة العربية، ولكن لوكهيد لن تبيع أحدث طائراتها (إف 35) سوى للاحتلال، بينما تحاول مصر الحصول على الطائرة "ميج 35" لضمان التوازن العسكري مع الاحتلال، ولكن هذه الصفقة تواجه مشاكل سياسية وتمويليه صعبة.
ويقول خبراء عسكريون إن تهافت بعض الدول العربية ومنها مصر على شراء رافال الفرنسية ذات القدرات المحدودة ومن (الجيل الرابع) بينما تل أبيب تحصل على مقاتلات الجيل الخامس، يؤكد استمرار التفوق الصهيوني الجوي على الدول العربية.
وتنتمي طائرة رافال الفرنسية التي اشترتها مصر للجيل الرابع من الطائرات، بينما تعتبر «إف-35» الأمريكية ثاني طائرات الجيل الخامس الأمريكية، ويبلغ سعر طائرة رافال 90 مليون دولار أمريكي، بينما سعر إف 35 يبلغ 110 مليون دولار أمريكي.
صفقة المقاتلة «ميج 35» لمصر
وتسعى روسيا لمنافسة إف 35 الأمريكية، عبر طائرتها «ميج 35» التي تزود الطيار بإحداثيات لتدمير مدى كبير، ولديها القدرة على قصف 8 أهداف في توقيت واحد.
وقال رئيس شركة "ميج"، "سيرجي كوروتكوف" في تصريحات صحفية: إن الشركة المنتجة للطائرات الروسية، مستعدة لتزويد مصر بطائرات "ميج 35" إذا طلبت ذلك، وإن شركته "تخطط" لإجراء محادثات في مِصْر حول اتفاق بين روسيا ومصر على اقتناء طراز مقاتلات "ميج 35".
و"ميج 35" تعتبر من طائرات الجيل الخامس أيضا مثل الطائرة الأمريكية، وقادرة على تنفيذ ضربات جوية عالية الدقة على الأهداف الأرضية والبحرية والجوية دون الدخول في منطقة الدفاعات الجوية المعادية ليلًا ونهارًا وفي جميع الظروف الجوية، كما تقوم بإجراء الاستطلاع الجوي الراديو والبصري بالإضافة إلى تنفيذ مهام قيادة وسيطرة وتوجيه للطائرات الأخرى وتمتلك منظومة التزود بالوقود جوًا وعدة مميزات أخرى.
واستخدمت في جسم الطائرة المواد الماصة للإشعاعات الرادارية مما أدى إلى تقليل البصمة الرادارية للطائرة، ولكن لا يعرف هل هي قادرة على الاختفاء مثل الأمريكية والمناورة في آن واحد أم لا.
ويبقى السؤال: لماذا يشتري السيسي طائرات من الجيل الرابع لا الخامس؟ وهل ترفض روسيا مده بالطائرات الحديثة وفق ترتيبات قديمة مع الغرب لاستمرار التفوق الصهيوني على العرب؟
ولماذا شراء طائرات وأسلحة بـ81 مليار جنيه في عام واحد.. بينما تعاني مصر من انهيار اقتصادي وهذه الطائرات الجديدة لن تكون متفوقة على الصهيونية؟ وهل في الأمر شبه فساد ورشاوى أو عمولات كما كان يفعل مبارك؟