كتب: سيد توكل
لم تعد هناك مبررات منطقية لفشل الجنرال الذي يخرق السفينة، تلك السفينة التي أزاح ربانها عنوة في انقلاب 30 يونيو 2013، وحان الآن وقت الدروشة والدجل والتدليس بالشرع لتغطية كوارث عبدالفتاح السيسي.
بدأ ذلك أعضاء في حزب النور، من خلال فيديو شهير انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلقوا فيه على الشعب وصف "حمادة"، وطالبوه بغض الطرف عن غرق الجنيه واشتعال الدولار مع الأسعار، مشددين على أن مراقبة الدولار من قلة الإيمان، وأن المسلم صحيح الإيمان هو من يتجاهل ارتفاع الأسعار ويؤمن بأن ذلك من الرزق!
ثم جاء الدور على أعضاء برلمان "الدم"، وشبَّه عضو عن ائتلاف "دعم مصر"، الموالي لقائد الانقلاب، الفشل الاقتصادي والكارثة التي تمر بها مصر حاليا، بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة، وفي مقدمتها "تعويم الجنيه"، بالحصار الذي تعرض له الرسول، صلى الله عليه وسلم، في مكة.
الانقلاب في أزمة
وعلَّق النائب ببرلمان العسكر أشرف رحيم، على القرارت الاقتصادية الأخيرة، بالقول: "إن مصر في أزمة، ويجب على الجميع أن يتكاتف مع الدولة لمواجهة ارتفاع الأسعار"، بحسب قوله.
وأضاف، في حوار مع برنامج "العاشرة مساء"، عبر فضائية "دريم"، مساء أمس الاثنين، أن حكومة الانقلاب أجرت عملية جراحية في الاقتصاد، لكنها لم تخطر المواطن بموعد العملية، وأنه لأول مرة في تاريخ مصر يرتفع سعر الدولار لعشرين جنيها ما يؤكد خطورة الوضع.
وشبه الوضع حاليا في مصر بحصار الرسول، عليه الصلاة والسلام، مع عمه أبو طالب، وتضييق الخناق عليه للتراجع عن دعوته لكنه تحمل، متسائلا: "ما ذنب الرسول لكي تتم محاصرته؟"، مضيفا أنه "يجب أن نتحمل للخروج من الأزمة".
الحرب مستمرة
وفي البداية قال النائب حرفيا: "مصر تعرضت بعد الثورتين لأعنف حرب في التاريخ، وما زالت الحرب مستمرة على مصراعيها في الداخل والخارج، ولا بد من التضحية لا سيما مع تكاتف قوى الشر جميعها ضد مصر".
وأشار إلى أن الحرب مركزة في الناحية الاقتصادية، وأنه للعبور بسلام من الأزمة لا بد من تكاتف الشعب بمختلف طبقاته واتجاهاته مع الدولة كي تمر الأزمة، بحسب قوله.
وأشار إلى أن ارتفاع سعر الدولار "حاجة ما حصلتش في التاريخ"، مشبها الوضع في مصر "كمريض يكاد ينفجر أحد أعضائه، ولا بد من عملية جراحية له، كي يعيش، ومعروف أنه سيتألم".
وقال: "لكن المريض كان يحتاج إلى تسويق"، زاعما، في الوقت نفسه، أن "القرارات الاقتصادية الأخيرة في وقتها، ومناسبة جدا". وأردف: "أسميها ضربة معلم".
تحملوا الفشل
وتابع: "المواطنون جميعا يعرفون أننا نعاني من أزمة اقتصادية، وعلينا حصار يشبه ما تعرض له النبي، صلى الله عليه وسلم، وعمه أبو طالب، في شعب أبي طالب"، على حد قوله.
وتساءل: "كان عمل إيه سيدنا النبي ، صلى الله عليه وسلم؟".. مردفا: "بس هي حرب ضارية، وهو على يقين وصواب، بينما الكل عايز يهزمه".
وعاد للتساؤل: "ماذا عمل المسلمون معه؟"، وأجاب: "تحملوا، وعدَّوا الأزمة دي".
وهنا تحفظ مقدم البرنامج، وائل الإبراشي، قائلا: "مع الفارق في التشبيه طبعا.. الحكومة ليست الرسول صلى لله عليه وسلم".
فأردف النائب: "أنا أذكر هنا "التحمل" في التشبيه"، مضيفا أنه "يجب على المصري أن يتحمل حتى تظل رأسه مرفوعة"، وأن "الغلبان تعرض للقتل والدفن بارتفاع الدولار لعشرين دولارا، وأكثر"، حسبما قال.
عملية جراحية!
وكان "رحيم" طالب في تصريحات صحفية له، عقب صدور القرارات، بإلغاء إجازة نواب الانقلاب الممتدة حتى 13 نوفمبر الحالي، على أن يعقد برلمان الدم جلسة طارئة الأحد المقبل؛ لاتخاذ ما يلزم من إجراءات وسياسات حماية للمواطنين الفقراء وأصحاب الدخول المنخفضة، وإلزام حكومة الانقلاب بها.
ودعا إلى التكاتف مع حكومة الانقلاب، مشيرا إلى توصية السيسي بأخذ قرارات احترازية لتثبيت الأسعار.
واستطرد: "الحكومة عندها أخطاء.. لا أحد ينكر هذا.. لكن هذا الوقت ليس وقت الحساب.. بل يجب أن يفهم الشارع أنك في حرب، وأنه لابد من عملية جراحية، ولابد أن يتحمل".