أحمدي البنهاوي
تتبع حكومة الانقلاب سياسة منع السلعة وتعطيش السوق ثم الرفع، وقد اتبعتها مع ألبان الأطفال التي باتت كالماء والهواء لفئة غير قليلة من المواطنين، وبغض النظر عن مؤامرة الجيش للاستحواذ على الإنتاج والتوزيع، إلا أن ما حدث اليوم أمام معهد ناصر، وإغلاق طريق الكورنيش من أجل ألبان الأطفال، بداية لغضبة جياع على نظام يتواطأ على قتل أطفالنا، كما قالت إحدى المواطنات على لسان ضابط.
مؤامرة "الوزير"
وعادة ما تكشف ألسنة الانقلابيين عن مؤامراتهم وفسادهم، فالدكتور أحمد عماد الدين راضي، "الوزير" الذي أقيل وكيله الأول وزميل دراسته قبل أشهر لفساده في ملف شركات الأدوية الخاصة، أوقعه لسانه بقوله: إن "الدولة بتدعم ألبان الأطفال بـ٤٥٠ مليون جنيه سنويا من خلال توفير ١٨ مليون علبة بسعر ٥ جنيهات للعلبة بدلا من ٦٠ جنيها"، والتصريح لـ"أخبار اليوم"، وأوضح بعض المراقبين أنه لو صحت الأرقام التي ذكرها "الوزير" لكان الدعم المطلوب ٩٩٠ مليون جنيه!.
فضيحة بالصور
وكشف الناشط أحمد الشامي- في منشور "بوست" بالصور عبر حسابه على الفيس بوك- عن "مخطط بدأته جهة سيادية– القوات المسلحة- بأخذها حق استيراد ألبان الأطفال قبل عام، وطمعا في السبوبة شكلها ربنا هيكرمها وتاخد حق التوزيع كمان وفي الصورة رقم (١)، إعلان نشر في الصحف قبل عام عبارة عن "استغاثة من الشركة المصرية لتجارة الأدوية"، مع ملاحظة أن "الشركة تقوم باستيراد ألبان الأطفال وتوزيعها من خلال مناقصة عامة مع وزارة الصحة".
ونشر "الشامي" فقرة من الاستغاثة، نصها "وقد ورد إلى علمنا أنه سوف يتم إسناد استيراد الألبان عن طريق إحدى الجهات السيادية، وليس لدينا مانع، ولكن الأخطر من ذلك أن يتم أيضا العمل على إسناد عملية التوزيع على شركات القطاع الخاص".
وكشف عن أنه "بعد الإعلان بفترة صغيرة.. وزير الصحة تدخل ووافق على إعادة إسناد توزيع ألبان الأطفال المدعمة للشركة".
وفي الصورة التالية مشهد "الأهالي يتظاهرون أمام مقر توزيع الشركة المصرية بسبب نقص ألبان الأطفال المدعمة".
وفي الصورة الثالثة "بيان وزير الصحة عن قيام القوات المسلحة بحل مشكلة نقص الألبان عن طريق قيامها بعملية التوزيع، مع اتهام الشركة المصرية ببيع ألبان الأطفال لمحال الحلويات".
تجهيل الشعب
واشتعلت أزمة ألبان الأطفال، اليوم، بعدما شهد كورنيش النيل وتحديدا مقر الشركة المصرية لتجارة الأدوية– الشركة المسؤولة عن توزيع الألبان– تجمعا للعشرات من الأهالى نتيجة امتناع الشركة عن صرف ألبان الأطفال للمواطنين.
وبدأت "الصحة"، منذ أشهر، تطوير وميكنة مكاتب الرعاية الصحية الأساسية للأمومة والطفولة فقط لتطبيق منظومة صرف الألبان المدعمة عن طريق الكروت الذكية؛ تنفيذا للقرار الوزارى رقم 562 لسنة 2016، ووقف صرفها عن طريق الصيدليات أو الشركة المصرية لتجارة الأدوية.
وأعلنت الوزارة، اليوم، عن بدء تطبيق منظومة صرف الألبان الجديدة، وسحبت مهمة توزيع الألبان من الشركة المصرية لتجارة الأدوية، وأسندتها إلى القوات المسلحة، في غفلة من عموم المواطنين، وتعمد تجهيل المواطنين بموعد بدء تطبيق المنظومة، الأمر الذى أثار سخطهم ودفعهم إلى قطع الطريق أمام الشركة المصرية لمحاولة الحصول على ما يسد أفواه أطفالهم.
مشاهد من اليوم
وتداول عدد من النشطاء والمهتمين من أطباء الأطفال والأهالي مشهد الكورنيش عند معهد ناصر، فقال أحدهم "الكورنيش عند مستشفى معهد ناصر مقفول تماما حاليا لأنه في ناس بتتظاهر وقاطعة الطريق؛ بسبب عدم وجود لبن الأطفال في السوق. الناس نازلة تتظاهر بالأطفال الرضع، والعربيات ماشية عكسي على الكورنيش، وفيه اللي سابوا العربية في نص الشارع في مشهد رهيب.. في نص كل ده جه رتبة من الداخلية كبيرة، راكب ورا واحد فيزبا (لسبب أنا مش قادر أفهمه).. المهم الراجل جه ونزل من على الفيزبا وزعق لأمين شرطة وهو بيسأل في إيه، ليفاجأ بأحد المتظاهرين بيديله بالكف على وشه، وهو بيصرخ العيال بتموت وبيرفع طفل رضيع للسما".
ويعلق كاتب المنشور "الوضع في البلد بيزداد سوءا، والواحد فعلا مش عارف أخرة الـ.. ده إيه، بس أكيد إنه ناس نازلة تتظاهر بعيالها اللي لسه مولدين مش إشارة كويسة خالص".
– تصريح وزير الصحة المغلوط (دليل تورطه)
– منشور أحمد الشامي يوضح تواطؤ الوزير