ودائع البنوك في خطر.. اختراق حسابات المصريين والسحب على المكشوف

- ‎فيتقارير

ودائع البنوك المصرية أصبحت في خطر بعد نجاح الهاكر في اختراق الكثير من الحسابات والسحب على المكشوف على حساب العملاء ليفاجأ أصحاب الودائع بعمليات سحب لم يقوموا بها وهو ما يعني أن الجهاز المصرفي المصري في عهد الانقلاب يواجه تهديدات بالانهيار وهو ما سينعكس سلبا على الاقتصاد المصري وعلى حياة المواطنين بصفة عامة.

كان بنك مصر قد اعترف بحدوث عمليات نصب واختراق حسابات العملاء وأرسل تحذيرا لعملائه من التعرض لمكالمات احتيالية.

ووجه بنك مصر رسائل نصية لعملائه قال فيها "عميلنا العزيز، يرجى الحذر من الرسائل والمكالمات الاحتيالية التي قد تردك من أشخاص يدّعون أنهم من موظفي بنك مصر أو أي من الجهات الحكومية ويطلبون تزويدهم بمعلوماتك الشخصية أو البنكية، يرجى إبلاغنا فورا في حال حدوث ذلك بالاتصال على الرقم 19888".

كما حذر البنك الأهلي والبريد المصري عملاءه من رسائل الاحتيال التي تطلب بيانات العملاء لتسهيل اختراق  حساباتهم.

التقرير التالي يرصد عددا من اختراقات الحسابات التي واجهتها البنوك خلال الأيام الأخيرة.

 

هاكر الحسابات

كشفت سيدة بمحافظة المنيا أن "حسابها البنكي تعرض للاختراق والنصب، حيث تم سحب 200 ألف جنيه من حسابها دون علمها، وعرضت صورة من حساب بنكي يحمل اسم «منال»، وطالبت البنك المركزي بالتدخل لحل هذه الأزمة قائلة «أشيل فلوسي فين، فلوسنا بتتسرق وهي في البنك» .

ولتأكيد ما حدث من اختراق قامت السيدة بتصوير فيديو تم بثه على موقع اليوتيوب بعنوان «تحذير لكل شعب مصر، هاكر البنوك البنك المركزي» شرحت فيه ما تعرضت له، موضحة أنها من مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، وأنها تمتلك حسابا في بنك مصر، وتلقت اتصالا هاتفيا من شخص ادعى أنه موظف بالبنك ويريد تحديث البيانات، وأنه سيتم إرسال كود على هاتفها الشخصي مكون من 4 أرقام، وأن عليها أن تبلغه بهذا الكود لكي يتم تحديث البيانات.

وأشارت إلى أنها "تلقت رسالة بالفعل كما قال لها هذا الشخص، وأن الرسالة تحمل اسم «إدارة مراجعة البيانات بنك مصر» ثم فوجئت بأنه تم سحب مبالغ من حسابها عبر بطاقة ائتمان رغم أنها لا تمتلك بطاقة ائتمان من الأساس".

 

بنك مصر

وأضافت السيدة أنها "تلقت اتصالا من فرع بنك مصر في سمالوط يستوضح عما إذا كانت تلقت اتصالا هاتفيا من شخص يدعي أنه موظف بالبنك، فقالت لهم إن ذلك حدث بالفعل، ليرد موظف البنك أن من اتصل بها «نصاب» وأن هناك العديد من الحالات تعرضت لعملية الاختراق والنصب، وهو ما أثار حفيظة السيدة التي تساءلت عن سبب عدم تحذير البنوك لعملائهم قبل تعرضهم للنصب".

وطالبت البنك المركزي بالتدخل وحماية أموال العملاء، موضحة أنها قامت هي وعدد من زملائها بتحرير شكوى في فرع البنك الرئيسي بالقاهرة فأوضحوا لها إن "هناك حالات عديدة وقعت في القاهرة أيضا".

 

أخطر هاكر

في سياق متصل  أعلن عدد من البنوك عن ضبط أخطر هاكر "مصري " يقوم بتخليق أرقام بطاقات الدفع الإلكتروني المنسوبة للعديد من البنوك واستخدامها في عمليات شراء من خلال مواقع التسوق الإلكتروني على شبكة الانترنت".

جاء ذلك بعد بلاغات عديدة من مسؤولي بعض البنوك عن رصد العديد من عمليات شراء بضائع وأجهزة كهربائية من خلال مواقع التسوق على شبكة الإنترنت الدولية باستخدام بيانات بطاقات ائتمانية تخص بعض عملاء تلك البنوك والذين اعترضوا على تلك العمليات.

وكشفت التحريات أن وراء تلك الوقائع عبدالحميد مصطفى عبدالحميد جمجوم 40 عاما، حاصل على بكالوريوس فنون تطبيقية ومقيم زهراء مدينة نصر، وهارب في " 3 " قضايا شيكات.

وتيبن أن المتهم استغل مهارته الفائقة في استخدام الحاسب الآلي واتبع أسلوبا مبتكرا معروفا عالميا باسم تخليق أرقام بطاقات دفع إلكتروني من رقم بطاقة صحيحة، وتمكن من خلال ذلك من تخليق بيانات بطاقات دفع إلكتروني لعملاء بعض البنوك المصرية وبعض البنوك الأجنبية، وأجرى عمليات شراء لأجهزة كمبيوتر نقال وهواتف محمولة وأجهزة تابلت من مواقع شركات التسوق الإلكتروني تلك الشركات على شبكة الإنترنت وتم خصم قيمتها من حساب تلك البطاقات الائتمانية المستولى عليها.

تم ضبط المذكور، وعثر بمسكنه على 7 بطاقات ائتمان باسم المتهم يستخدمها في تخليق بيانات بطاقات دفع إلكتروني بالأسلوب الإجرامي المشار إليه، وكمية من فواتير استلام لأجهزة إلكترونية وشراء برامج قرصنة من على شبكة الإنترنت، وجهازي تابلت، وجهازي حاسب آلي "لاب توب"، كاميرا تصوير حديثة، وهاتف محمول من متحصلات نشاطه وجهاز كمبيوتر بمشتملاته بفحصه فنيا تبين أنه يحوي العديد من الملفات بها الآلاف من أرقام بطاقات الدفع الإلكتروني (الاسم ـ الرقم ـ عنوان صاحب البطاقة ـ الرقم السري) لعملاء بنوك أجنبية، وكم هائل من بيانات بطاقات دفع إلكتروني لعملاء "بعض البنوك المصرية" وبرامج لتخليق أرقام بطاقات دفع إلكتروني.

 

القرصنة الإلكترونية 

أيضا من حوادث الهاكرز القبض على طالب بعد بلاغ يتهمه بالقرصنة الإلكترونية على عملاء البنوك والاستيلاء على بياناتهم بقصد استغلالها في إجراء عمليات شرائية على مواقع التسوق الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت.

توصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الوقائع طالب جامعي، مقيم بالقاهرة، يقلد صفحات إلكترونية مماثلة للصفحات الخاصة بالبنوك على شبكة الإنترنت مع إرسالها لصناديق البريد الإلكتروني الخاصة بعملاء تلك البنوك ملحقا بها رسائل خادعة تفيد على غير الحقيقة أنها واردة من البنوك بقصد الاحتيال عليهم والاستيلاء على بيانات حساباتهم البنكية وبيانات بطاقاتهم الائتمانية واستخدام تلك البيانات في إجراء عمليات شرائية على مواقع التسوق الإلكتروني.

تم ضبط المتهم بمسكنه بدائرة قسم شرطة الأزبكية وبالتفتيش عثر على جهاز كمبيوتر بمشتملاته وهاتف محمول.

وبفحصهما تبين أنهما محملين بملفات تحوي "برامج الكمبيوتر التي تستخدم في أعمال القرصنة والاختراق وإخفاء الهوية، وتغيير الأرقام التعريفية "IP" على شبكة الإنترنت، والعديد من المحادثات مع آخرين تتضمن العديد من بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني المستولى عليها، ورسائل وسجلات على مواقع بعض البنوك الإلكترونية تفيد قيامه بالاستيلاء على أرصدة خاصة بعملائها من حسابات ضحاياه.

 

البطاقات الائتمانية

في مدينة فوه بكفرالشيخ تم ضبط طالب (16 عاما) يعد أخطر هاكرز مصري، لاستيلائه على أموال حسابات عملاء في عدد من البنوك نظرا لخبرته الفائقة في الدخول على شبكات الإنترنت وقرصنته مواقع التسوق الإلكتروني.

كان مسؤولو أحد البنوك المصرية قد تمكنوا من رصد مجهول، ينفذ العديد من عمليات الشراء لأجهزة إلكترونية وهواتف محمولة باستخدام بطاقات ائتمانية خاصة بالعديد من البنوك وغيرها لدى العديد من شركات التسوق الإلكتروني، وأن أصحاب تلك البطاقات اعترضوا على تلك العمليات لعدم قيامهم بتنفيذها، الأمر الذي أدى إلى إصابة البنك بأضرار مادية.

تم تشكيل فريق بحث بمعرفة إدارة مكافحة الجرائم المصرفية المستحدثة، توصل إلى أن وراء ارتكاب الوقائع "محمد.س.ح"، 16 سنة، طالب وكشفت التحريات قيام المتهم باستغلال خبرته الفائقة في الدخول على شبكة الإنترنت والقرصنة على مواقع التسوق الإلكتروني والبنوك الأجنبية بالخارج وتمكن من سرقة بيانات البطاقات الائتمانية الخاصة بعملاء تلك المواقع والبنوك، واستخدامها في إجراء عمليات شراء وتحميل قيمتها على حسابات البطاقات المستولى عليها.

وتم ضبط المتهم أثناء مقابلته مع مندوب إحدى شركات نقل البضائع، بمسقط رأسه في مدينة فوه بكفرالشيخ للاتفاق معه على تسليمه عددا من الأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة والتي قام المتهم بشرائها بنفس الطرق السابقة.

وبمواجهته اعترف بنشاطه الإجرامي، وأنه وراء ارتكاب الوقائع محل البلاغ وأرشد عن الأجهزة التي سبق وأن استولى عليها والتي قام بشرائها.

كما تم فحص جهاز الكمبيوتر والبريد الإلكتروني الخاص به وتبين أنهما يحتويان على العديد من الملفات منها "فيديوهات توضح كيفية اختراق المواقع، وفك شفرات العديد من بيانات البطاقات الائتمانية الخاصة بعملاء بنوك أجنبية، ورسائل تحوي بيانات عمليات الشراء التي قام بها المتهم على مواقع التسوق الإلكتروني المصرية وبرامج كمبيوتر للاختراق والتخفي.

 

طالب بني سويف

في حادث آخر تسبب طالب يقيم بمحافظة بني سويف، في حدوث مشاكل بين أحد البنوك الأجنبية وعملاء البنك، بعد أن نجح في اختراق حسابات العملاء والاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بهم، واستغلالها في عمليات التسوق الإلكتروني، ما تسبب في خسارتهم مبالغ كبيرة من أرصدتهم، ومن ثم اتهامهم لإدارة البنك بالتلاعب.

وعقب القبض على الطالب «وليد. س»، 22 عاما، أقر بأنه تمكن من الاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني للضحايا، من خلال الرسائل المتبادلة مع بعض الأشخاص على تطبيقات التواصل الاجتماعي دون معرفته بهم، والتي يقوم من خلالها المشتركون في تلك المجموعات بتبادل العديد من بيانات البطاقات، واستخدامها عقب ذلك في شراء منتجات وبضائع على مواقع شركات التسوق الإلكتروني داخل البلاد، وتحميل قيمتها على العملاء الأجانب من أصحاب البطاقات المستولى عليها.

وأضاف المتهم، أنه استخدم هذه البيانات في شراء 5 أحذية رياضية، و6 جواكت، وعدد من القمصان، وهاتف محمول، وظل الأمر في سرية تامة، حتى تلقت إدارة البنك شكاوى من التلاعب بأرصدتهم، ليتم فتح تحقيق موسع في الواقعة.

وكشفت التحريات، أنه بالفعل تم استخدام بيانات بطاقات دفع الكتروني خاصة بأحد البنوك الأجنبية، والتي ورد بشأنها عدد من الشكاوى تفيد استخدام هذه البطاقات في إتمام عمليات شرائية داخل البلاد، ورفضهم سداد قيمة تلك العمليات لعدم قيامهم بإتمامها بعدما تم الاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بهم بطرق احتيالية، ما عرض البنك وعملاءه لأضرار مادية جسيمة.

وبإجراء عمليات الفحص الفني، بالتنسيق مع مسؤولي شركات التسوق الإلكتروني، تمكنت إدارة مكافحة الجرائم المصرفية من تحديد مرتكب الواقعة، وتبين أنه طالب، وأُلقي القبض عليه، وعُثر بحوزته على هاتف محمول، وبفحصه تبين أنه محمل عليه العديد من بيانات بطاقات الدفع المستولى عليها، والمستخدمة في عمليات الشراء على مواقع شركات التسوق الإلكتروني، وكذلك بعض التطبيقات السرية والبرامج المستخدمة في الدخول على شبكة الإنترنت لتنفيذ العديد من أوامر الشراء على مواقع التسوق، وكذلك فواتير شركات الشحن على الإنترنت.