ترحيب صهيوني بانقلاب السودان: يساعد على تطبيع العلاقات

- ‎فيعربي ودولي

دعا مسؤول إسرائيلي الشعب السوداني إلى دعم الفريق أول عبد الفتاح البرهان بعد انقلاب الاثنين في البلاد، مُرجعا السبب إلى أنه أكثر ميلا لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، من رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بحسب ما أفاد موقع ميدل إيست آي.

وقال المسؤول لصحيفة إسرائيل هايوم وهي صحيفة يمينية شهيرة "في ضوء كون الجيش هو القوة الأقوى في البلاد، ولأن البرهان هو قائدها الأعلى، فإن أحداث ليلة الاثنين تزيد من احتمال الاستقرار في السودان، الذي له أهمية حاسمة في المنطقة".

وفي أكتوبر 2020، وافق السودان على اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، في أعقاب تحركات مماثلة قامت بها الإمارات العربية المتحدة والبحرين، وحذا المغرب حذوه في ديسمبر، ولا يزال الاتفاق يحتاج إلى موافقة البرلمان السوداني.

وفى يوم الاثنين الماضي ، قالت واشنطن إنه "يتوجب عليها إعادة تقييم العلاقات بين السودان ودولة الاحتلال في ضوء الانقلاب".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في مؤتمر صحفي إن "العديد من الشركاء الذين تحدثنا معهم عبروا عن درجة مماثلة من القلق والانزعاج والإدانة لما شهدناه خلال الساعات الأخيرة في الخرطوم".

وأضاف "على غرار ما حدث مع سد النهضة الأثيوبي الكبير، أعتقد أن جهود التطبيع بين دولة الاحتلال والسودان يجب أن تخضع للتقييم ونحن وإسرائيل نراقب عن كثب".

جاءت تعليقات برايس بعد فترة وجيزة من إعلانه أن واشنطن ستعلق 700 مليون دولار من المساعدات الطارئة للسودان، والتي كانت تهدف إلى دعم التحول الديمقراطي في البلاد.

 

الانقلاب أمر حتمي

وينظر إلى الجيش السوداني على نطاق واسع على أنه أكثر دعما لاتفاق التطبيع من الأعضاء المدنيين في حكومة البلاد، الذين كانوا متشككين في أي اتفاق.

وفي يناير، خرج المحتجون إلى شوارع الخرطوم للتظاهر ضد تطبيع العلاقات، وأحرقوا العلم الإسرائيلي أمام مقر المجلس الوزاري في تظاهرة نظمتها القوى الشعبية ضد التطبيع.

واعتبر المسؤول الإسرائيلي أن الانقلاب كان حتميا، لأن رئيس الوزراء كان على خلاف مع الجيش منذ سنوات وكان من الواضح أن ذلك سينتهي إلى نقطة حرجة.

كما قارن المسؤول الوضع في السودان كذلك مع الوضع في مصر، وقال إن "السودان يشبه كثيرا ما شهدته مصر بعد الإطاحة برجل مصر القوي السابق حسني مبارك في عام 2011، الذي حكم أرض الأهرامات لعقود قبل التنحي خلال الانتفاضة الشعبية المعروفة باسم الربيع العربي".

 

الجيش يسعى إلى دعم إسرائيل

من جانبه قال الدكتور جهاد مشمون، الباحث والمحلل السياسي، لـ ميدل إيست آي "لطالما كان الجيش السوداني يتقرب إلى دولة الاحتلال أو يحجب المدنيين عن الاتصال بالمسؤولين الإسرائيليين".

وأضاف البيان أن "الجيش يعتقد أنه إذا حصل على دعم الاحتلال، فإن الكيان الصهيوني سيضغط باسم الجيش في الولايات المتحدة لمصلحة سيطرة الجيش السوداني على المرحلة الانتقالية في السودان".

وأضاف أن "دولة الاحتلال تريد شريكا عسكريا في السودان وليس مدنيا لأن أي شيء تقوم به حكومة مدنية يجب أن يمر عبر البرلمان، والمشكلة بالنسبة للكيان الصهيوني هي أنه إذا عرض اتفاق التطبيع عبر البرلمان فلن يمر".

وقالت الولايات المتحدة إنها "تراجع مجموعة كاملة من الخيارات الاقتصادية لمعالجة الانقلاب، ولكن من السابق لأوانه أن نقرر ما إذا كانت ستفرض عقوبات على السودان، الذي يعاني من وضع اقتصادي مزري وسط الاضطرابات السياسية".

من جهة أخرى، أصدر عدد من المشرعين الأمريكيين بيانا يدعو إلى التعليق الفوري لمزيد من المساعدات المالية الدولية وغيرها من التدابير المناسبة.

وقد تأثر السودان بالفعل بعقود من العزلة والعقوبات، حيث اقترب التضخم من 400 بالمائة في شهر يونيو، وتشهد البلاد نقصا في السلع والخدمات الأساسية وارتفاع حاد في انعدام الأمن الغذائي.

وأشار برايس إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تقديم مساعداتها الإنسانية للسودان، وقد قدمت واشنطن ما يقرب من 377 مليون دولار من هذه المساعدات إلى البلاد حتى الآن في عام 2021.

 

https://www.middleeasteye.net/news/sudan-coup-israel-normalisation-takeover-aid-official