«فلسطين البرازيلية».. فيلم وثائقي للتعريف بالقضية الفلسطينية

- ‎فيعربي ودولي

نشر موقع "ميدل إيست مونيتور" تقريرا سلط خلاله الضوء على الفيلم الوثائقي "فلسطين البرازيلية" الذي يهدف للتعريف بالقضية الفلسطينية، وحشد الدعم والتأييد الدولي لها والتعريف بالفلسطينيين في المهجر وقضيتهم العادلة.

وقال التقرير إن "الفيلم البرازيلي عن فلسطين واللاجئين الفلسطينيين، يتم عرضه في دور السينما في ولاية ريو جراندي دو سول البرازيلية، وهي موطن لآلاف الفلسطينيين في المنفى".

 

فلسطين البرازيلية!

وأضاف التقرير أن الفيلم الوثائقي "فلسطين البرازيلية" من إخراج المخرج البرازيلي عمر إل دي باروس فيلهو، يركز على حياة العائلات الفلسطينية التي انتقلت إلى جنوب البرازيل بعد طردها من أراضيها في عام 1948، ويكشف الفيلم عن الروابط التي لا تزال قائمة بين الفلسطينيين ووطنهم المحتل من خلال الزيارات المتكررة، وكان القصد من الفيلم هو لمس وعي الأجيال الجديدة في الشتات الفلسطيني بالحالة المأساوية في فلسطين المحتلة.

وقال مخرج الفيلم باروس فيلهو "لقد كتبت هذا الفيلم وأخرجته ، حيث تكشف الشخصيات عن ألمها بعمق، إن فلسطين موجودة دوما في قلوبهم، حتى في حين أنهم ممتنون للفرص التي أتيحت لهم في بلدهم الجديد".

وعُرض الفيلم على التلفزيون البرازيلي في عام 2018، وانتشر كثيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلاوة على ذلك، برز في العديد من المعارض والمهرجانات السينمائية في البرازيل والخارج، وقال مخرج الفيلم "لم أعتقد أن شيئا من هذا القبيل يمكن أن يحدث بسبب الصعوبات العديدة التي واجهناها".

وأضاف أن الفيلم عُرض في نحو 25 مناسبة وطنية ودولية، كما تمت ترجمته بلغات عديدة مثل الإنجليزية والإيطالية والفرنسية والأسبانية، وقد تم عرض الفيلم في مهرجانات سينمائية في الأرجنتين والمكسيك والولايات المتحدة والهند وتونس وأسبانيا وإيطاليا وبريطانيا والبرتغال وألمانيا.

وأوضح باروس فيلهو أن الفيلم شرع في الإجابة على عدد من الأسئلة، من هم الفلسطينيون في البرازيل؟ كيف يعيشون هناك؟ هل يحافظون على هويتهم؟ ما هي صلاتهم بالماضي؟ هل ينوون العودة إلى وطنهم حيث ولد كثيرون؟ وأراد أن يحدد درجة التكامل التي تحققت وشعورهم بالانتماء العميق لجذورهم.

وتابع "القضية الفلسطينية كانت دائما حاضرة في نشاطي السياسي، لكن فكرة الفيلم وُلدت لدى عودتي من الأندلس في إسبانيا، أردت معرفة المزيد عن الثقافة العربية، خلال بحثي اكتشفت أن أكبر مجتمع فلسطيني هنا في البرازيل هو في ريو غراندي دو سول لذا قررت كتابة سيناريو عنهم، ما أدى إلى هذا الوثائقي الطويل".

وقد تم تصوير الفيلم في البرازيل والضفة الغربية، حيث لم يكن التصوير سهلا ولا آمنا، وقد تعرض باروس فيلهو وفريقه للكثير من المضايقات من جانب سلطات الاحتلال في الأراضي المحتلة.

وأشار إلى أن "سلطات الاحتلال بذلت قصارى جهدها لإظهار استيائها من وجودنا في الضفة الغربية، لم يسمحوا مثلا بأي تصوير للمسجد الأقصى في القدس، وفي أحد الأيام، اعتقلونا عند نقطة تفتيش للشرطة في سوق المدينة القديمة، ولم يفرجوا عنا إلا بعد إجباري على توقيع وثيقة مكتوبة بالعبرية، وهي لغة لا أفهمها، ففي إحدى المناسبات، اجتاح الجنود الإسرائيليون الفندق الذي كان يقيم فيه طاقم الفيلم في رام الله، اقتحموا شقتنا، وفتشوا أمتعتنا وبعد يومين أو ثلاثة، صادرت السلطات إحدى كاميراتنا في مطار بن غوريون، ولم يعيدوها بعد".

 

استمرار الصعوبات في البرازيل

وأضاف أن "القناة التلفزيونية البرازيلية التي شاركت في إنتاج الفيلم طلبت منا إزالة اسمها وشعارها من رصيد الفيلم حتى لا يزعج المجتمع اليهودي هنا وحول العالم"، وعلى الرغم من أن الكثيرين قد أدركوا جودة الوثائقي، إلا أنه واجه العديد من المعوقات في مرحلة ما بعد الإنتاج.

بدأ المخرج البرازيلي عمر إل دي باروس فيلهو عمله كصحفي عام 1973 بالعمل في جريدة في جنوب البرازيل، بعد مقتل الصحفي فلاديمير هرتسوغ في سجن عسكري دكتاتوري في ساو باولو، بدأ بصحيفة سياسية وثقافية تدعى "مقابل" في المدينة، بسبب معارضتها الواضحة للنظام، تم إغلاق موقع "مقابل" وتم حظر العاملين فيه من قبل الشرطة السياسية، ونتيجة لذلك، اضطر إلى مغادرة البلد والعمل في كولومبيا والمكسيك من أجل إصدار منشور دولي يغطي الصراعات في بوليفيا والحروب الأهلية في أمريكا الوسطى، السلفادور ونيكاراغوا وغواتيمالا.

ولفت التقرير إلى أنه بفضل مبادرة من النائب الرسمي لويس فرناندو مايناردي، وبالتعاون مع الاتحاد العربي الفلسطيني في البرازيل، سيُعرض الفيلم في عدة مواقع في ريو غراندي دو سول وفي تجمعات فلسطينية أخرى في البرازيل، وأعرب ميناردي ، المعروف بتضامنه مع القضية الفلسطينية ، عن امتنانه بعد مشاهدة الفيلم في مجلس المدينة في ساو بورجا، وكتب على موقع فيسبوك "كانت ليلة عظيمة وأنا أشاهد قصة مقاومة الشعب الفلسطيني وكيف يلتقي المهاجرون البرازيليون بأقربائهم وأصدقائهم في الأراضي المحتلة".

وأضاف "لقد ساهم الفيلم الوثائقي في التعريف بقضية الفلسطينيين في البرازيل، لقد صنع عمر إل دي باروس فيلهو العجائب لقضيتهم".

 

https://www.middleeastmonitor.com/20211116-documentary-film-brazilian-palestine-boosts-the-palestinian-cause/