وقف البث المباشر للمواقع والصحف بعد شتم المنقلب …هل يغطي سواءت السيسي ؟!!؟

- ‎فيبيانات وتصريحات

 

 

 

في ظل قمع عسكري غاشم لكل الآراء بالمجتمع المصري، الذي يقوده  المنقلب السفيه السيسي ونظامه العسكري نحو هاوية ومستنقع من الفساد والانهيار السياسي والاقتصادي والأخلاقي والاستراتيجي، جاء قرار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التابعة للمخابرات العامة المصرية بوقف البث المباشر للفيديوهات على  المواقع ومواقع الصحف، بعد انتشار فيديو من أرض الواقع لمواطن يسب السيسي بعد رفع أسعار البنزين والسولار الأخيرة والتي رفعت أسعار كل شيء بمصر، ليؤكد أن إعلام السامسونج والمخابرات لن يجدي في وقف  المصريين عن إهانه السيسي الفاشل، وأن إهانته باتت عصية عن أن تحجب ، شعبيا أو إعلاميا.

 

 

ومؤخرا، أصدرت شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التابعة مباشرة للمخابرات قرارا بوقف فيديوهات البث المباشر للمواقع الإخبارية المملوكة لها، وجاء القرار إثر تعرض السفاح عبد الفتاح السيسي للشتم والسب من مجموعة كبيرة من المواطنين، في أحد الفيديوهات التي بُثت عبر صفحة جريدة الوطن على موقع "فيسبوك" أثناء أخذ تعليقات من الأهالي على قرار زيادة أسعار البنزين والسولار أخيرا.

وانتشرت حالة من الغضب داخل مؤسسة الرئاسة بعد انتشار فيديو الإساءة للسيسي الذي سرعان ما حذفته صحيفة الوطن من صفحتها، بعد موجة واسعة من التفاعل في التعليقات والردود التي طاولت السيسي بشكل مسيء للغاية، نتيجة شعور المواطنين بالغضب إزاء القرار الذي تسبب في زيادة أسعار وسائل النقل العامة والخاصة.

 

ووجهت "المتحدة للخدمات الإعلامية" توبيخا للمسؤولين في صحيفة الوطن، لا سيما لرئيسة التحرير التنفيذية للصحيفة الصحفية شيماء البرديني، بوصفها المسؤولة عن قسم البث المباشر، مشددة على ضرورة وقف الفيديوهات المباشرة (لايف) على المواقع والصحف المصرية كافة حتى إشعار آخر، بعد مخاطبة رؤساء مجالس إداراتها وتحريرها بـلهجة آمرة.

 

كما أن تعليمات الشركة لم تقتصر على المواقع التابعة لها، بل طاولت المواقع الإخبارية الأخرى، ومنها مواقع مملوكة لرجال أعمال بعيدا عن المتحدة للخدمات الإعلامية، مثل "المصري اليوم" و"مصراوي" و"صدى البلد" و"القاهرة 24" و"بصراحة" فضلا عن المواقع التابعة للمؤسسات الصحفية القومية المملوكة للدولة، ما يؤكد هيمنة الشركة بصورة فعلية على جميع وسائل الإعلام في مصر.

ويعبر قرار المتحدة وقف البث المباشر على المواقع، عن إصرار الأجهزة الأمنية حجب كل الآراء المخالفة ، وتغطية ضوء الشمس التي باتت بازغة في سماء مصر ، بعد 9 سنوات من الانقلاب العسكري الفاشل، والذي عجز عن  توفير حياة كريمة للمصريين، حيث تزايدت نسبة الفقر لأكثر من 60%، وفق إحصاءات البنك الدولي، وتجاوز معدل الجوع 80% من الشعب، وتجاوزت البطالة أكثر من 33% من الشباب وقوة العمل، وانتشرت المخدرات والجرائم والقتل ، وفاقت الأسعار حدود تحمل المواطنين، ورغم ذلك يواصل السيسي سياسات الإفقار، ورفع الأسعار مستغلا إعلاميين بلا ضمير يغيبون وعي الجماهير والإيحاء بأن الأمور في مصر تجري على ما يرام، وأن كل دول العالم ترفع الأسعار، متناسين أن كل دول العالم تقدم معونات ودعما متزايدا للشعب المصري، يعادل الزيادات السعرية، رغم أن تلك الدول لا تؤمن إلا بالرأسمالية.

وأمام العصف الاقتصادي والأوجاع التي يعانيها المصريون، انتشرت هاشتاجات عزل الرئيس وإقالة السيسي، بعد كوارث سد النهضة والتسليم الرسمي لجزيرتي تيران وصنافير للسعودية، والغلاء وانهيار منظومات الصحة والرعاية الاجتماعية وتراكم الديون وتزايد القروض وانهيار قيمة الجنية المصري، وهو ما يمثل رسالة للسيسي ونظامه بأن المصريين كسروا حاجز الخوف الذي تفرضه الأجهزة الأمنية، وهي ما تحاول المتحدة للخدمات الإعلامية مواجهته بوقف البث المباشر على المواقع.

 

وكانت حكومة السيسي استغلت الإجازة الطويلة لعيد الأضحى التي منحتها للعاملين في القطاعين العام والخاص، في رفع أسعار الوقود، قبيل بدء حركة السفر لملايين المواطنين العائدين إلى أماكن أعمالهم ومراكز إقامتهم الدائمة في المدن الكبرى.

 

 

ورفعت سعر ليتر السولار من 6.75 إلى 7.25 جنيهات، وليتر البنزين 80 من 7.5 إلى 8 جنيهات، وليتر البنزين 92 من 8.75 إلى 9.25 جنيهات، وليتر البنزين 95 من 9.75 إلى 10.75 جنيهات.

وهو ما قوبل برفض مجتمعي كبير، وجاء في توقيت انخفاض أسعار برميل النفط من 120 إلى 93 دولار، وسط غلاء كبير يتهدد كل الأسر المصرية.

يشار إلى أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المملوكة لجهاز المخابرات العامة، تستحوذ على صحف رئيسية، مثل اليوم السابع والوطن والدستور والأسبوع ومبتدأ وأموال الغد ودوت مصر وصوت الأمة، إضافة إلى مجموعة قنوات دي إم سي والحياة وسي بي سي وإكسترا نيوز والمحور والناس وأون وتايم سبورتس والنادي الأهلي ونادي الزمالك، وبرامج القناة الأولى والفضائية المصرية المُذاعة على التلفزيون الرسمي، ومحطات الراديو شبكة راديو النيل وميغا إف إم ونغم إف إم وشعبي إف إم وراديو هيتس وراديو 9090.

 

وتورطت صفحة "جريدة الوطن" في نشر مجموعة من فيديوهات البث المباشر المثيرة للجدل خلال الأسابيع الأخيرة، ومنها فيديو لشخص يقطع البطيخ بطريقة تقليدية، وآخر لمواطنة تحضر الأكل وهي تجلس فوق الثلاجة، وثالث عن فتاة تقطع الخبز باسم "أجمد ساندويتش في الكرة الأرضية" وهو ما أثار حالة من الانتقاد الواسع لهذا النوع من الصحافة الذي بات منتشرا على نطاق واسع في المواقع المصرية.

 

ويعزو خبراء إعلام انتشار "لايفات المواقع" إلى تغييب دور الصحافة الجادة في مصر، والقائمة الطويلة من جانب السلطة لمحظورات النشر في الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وسعي المواقع إلى زيادة المشاهدات، ولو من خلال مشاهد مصطنعة وغير حقيقية، من دون اعتبار لوجوب خضوع البث المباشر لقيم ومعايير مهنية.

 

ويعاني آلاف من الصحفيين من تجفيف منابع الصحافة، وتصفيتها بمحاربة الموهوبين والمهنيين منهم، وسط ظروف أمنية واقتصادية بالغة الصعوبة، ومنظومة أجور هزيلة، وتهديدات مستمرة مع حجب نحو 116 موقعا صحفيا وإعلاميا منذ عام 2017، والزج بالعشرات من الصحفيين الذين انتقدوا سياسات النظام علانية في السجن، وذلك بتهم مزعومة مثل "نشر أخبار وبيانات كاذبة".

 

وفي تقرير حديث لها، رصدت منظمة مراسلون بلا حدود عشرات العناوين التهجمية والزائفة التي تستهدف الصحفيين المستقلين في الصحف والمواقع ، ومن بين هذه الأوصاف، عميل لجهات أجنبية، وبوق الإخوان، وشخص ذو أخلاق سيئة، ناهيك عن الاتهام بخيانة الوطن تارة، وزرع الفوضى تارة أخرى، واللجوء إلى كل الأساليب والطرق غير المشروعة لتشويه السمعة المهنية أو الحياة الشخصية للصحفيين.

والأغرب من كل ذلك، هو موقف الأجهزة الأمنية والمخابراتية وتبدل مواقفها ، حيث كانت تشرف على نشر الشتائم والإساءات للرئيس محمد مرسي، خلال عام حكمه، ورعت ومولت برامج ومواد إعلامية أساءت لشخص الرجل ووجهت له الشتائم والإساءات المباشرة، دون حساب أو رقيب ،  في ظل  أوضاع يمكن أن توصف بالجنة إذا ما قورنت بنيران السيسي التي أوجعت ملايين المصريين حاليا.