مداد الدماء سيال .. مذبحة رمسيس كتبت شهادة للصامدين واللعنة للمؤيدين

- ‎فيتقارير

لم تمض عدة ساعات على أكبر مذبحة في التاريخ الحديث "مذبحة رابعة" إلا واستيقظ الشعب على مجازر جدیدة بمحافظات متفرقة في يوم واحد على يد العسكر راح ضحيتها المئات من شرفاء الشعب المصري .

كان يوم الجمعة 16/8 شديد الحرارة والأعداد كانت هائلة والقتل الذي رآه من كان في ميدان رمسيس وامتداد الشارع من أقصاه إلى أقصاه أشد عند البعض من يوم مذبحة رابعة والنهضة.
يومها كتب الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي "الدم المصري كله حرام وكل ما أصاب مصر بعد رابعة وأخواتها إلا لعنة تطارد هذا الشعب وثمن يدفعه ، لأن منهم من رضي وأيد ما حدث بل وفرح في هذه الدماء المظلومة".
الدماء فوق أنها لعنة على سافكيها إلا أنها في نظر الكثير لعنة أشد على المؤيدين الذي غيبوا أنفسهم عن حرب الطائرات والقناصة ونوعية الرصاص ونوعية أماكن الاستهداف في الرؤوس والصدور والرقاب والعيون ، يومها اتضح أكثر استهداف السيسي ليس للإنسان والأعراض فقط بل والمساجد ، حيث تحول مسجد الفتح لمستشفى ميداني وظل الصمت يخيم على مآذنه حتى وقت قريب.

لحظات الشهادة
وكتبت د.هويدا حامد قبل ساعات عن #مذبحة_رمسيس عبر حسابها مشاهد يبدو أن العقل لا يمكنه أن ينساها لاسيما وأنها قريبة من أسرة الشهيد "د.خالد" حفيد الأمام الشهيد حسن البنا وزوجة المستشار محمد عوض الذي كان مشاركا في هذا اليوم.
وتوجه عائلة المستشار مع د.خالد إلى مسجد الفتح حيث موعد جديد للصمود، وأضافت عن مشهد رأته من أم خالد  "د.هالة البنا"   بدأ الضرب يزداد والأخبار تزداد سوءا ، وساد القلق والتوتر كل أرجاء  البيت ، ذهبت بعيدا عن الجميع وحاولت الاتصال بزوجي ولكنه لم يرد ، حاولت مرات ومرات ثم أصبح مغلقا ، ما تقلقيش هتصل بخالد حالا واطمئنك  ، ووقفت بجانبها انتظر لحظات رهيبة قلبي يرتجف…مش بيرد…هاتصل  تاني….ألو….صمت وسكون..خالد استشهد ، إنا لله وإنا إليه راجعون…انهمرت الدموع..احتضنتها..احتضنا بعضنا جميعا…ونظرت إليها فإذا بها كالأسد تقول "أريد ابني…دول مجرمين…أهم حاجة دلوقتي أنا عايزة خالد..علمتني الصمود والثبات.. أنظر إليها وأنا أكبرها وأشفق عليها…أحبها وأقدرها…وقلبي من داخلي يرتجف..أين زوجي؟
وواصلت "زوجي بصوت هزيل ضعيف ..أنا أصبت في رجلي ما تقلقيش ..أنا في الإسعاف.. واخدني على  الدمرداش..وقفل الخط…سجدت على الأرض أبكي…لا أعرف أهو من الألم لإصابته أم من الخوف عليه..أم  لأنه لم يمت…ذهبت لدكتورة هالة…وقلت لها زوجي أصيب ورايح الدمرداش".
وتابعت "زوجي أخبرني أن هناك بلطجية وشرطة يهجمون على المستشفى ليأخذوا الجرحى ، وأنهم سوف يختبئون في بدروم المستشفى ، وطلب مني ألا أتصل به حتى لا يسمع صوت الموبايل فيعرفوا مكانه..وأنه هيقفل  الموبايل..ويبقى يتصل بي بعدين…سلمك الله يا زوجي من كل سوء…جاء الفجر..ثم الصباح..ولم تأت د هالة…وكان معنا حفيدها الصغير".
وحكت على لسان زوجها المستشار عوض أنه صلى ود.خالد معا الجمعة في مسجد الفتح، وخرجنا وطلعنا فوق الكوبري مع المتظاهرين خلف متاريس على الكوبري ولكن د.خالد قال "هاروح في الصف الأول أقرا يس عندهم ، وبعد شوية لقيت  طيارة  هليكوبتر عسكرية وفيها قناص وكنا في مرماها أنا وخالد ، قلت له تعال نأخذ ساترا وتكون العمارات قصادنا. .ولسه بنتحرك وهو ورايا..لقيته بيقول آه وبيقع..وطيت على الأرض وشلته بدراعي..ولقيته نطق الشهادة لوحده وفاضت روحه..حبيبي خالد ضربه القناص من ضهره في الرئة".
وتلقى المستشار رصاصة ضربتني في ركبتي اليمين..وحسيت بتنميل جامد…ولقيت الشباب بيقولوا..المستشار ..المستشار…وشالوني على الموتوسيكل وافترقت عن خالد..ربنا يجمعني بيه في الجنة..ودوني على مسجد تاني غير الفتح..الحمد لله…كان فيه دكاترة هناك..ربطوا رجلي..وجت الإسعاف خدتني على الدمرداش".
وعما كتبه الشهيد خالد حفيد الشيخ حسن البنا "بالليل قبل ما ينزل ويستشهد  ، كان مكتوب فيها "اللهم اجعل استشهادي سلما للنصر ، واجعل استشهادي سلما لتحرير الأقصى ، واجعل استشهادي فتحا لقلوب الناس…و…و…و…".
 

 


 

#كنت_هناك
وعبر صفحة د. باسم عودة Dr. Bassem Ouda الوزير المختطف في سجون الانقلاب سجل في ١٦ أغسطس ٢٠١٣ شهادة المنشد محمد الصنهاوي والتي يبدو أنه كتبها على أطراف مغادرته رمسيس يوم المذبحة، وخروجه من رمسيس الساعة 6 فوجئ بأن الطريق اتقفل بلجان شعبية ، وكل 100 متر تقريبا لجنة شعبية فيها أسلحة بيضاء ، واحدة منهم وقفتنا كان فيها عيال في سن 15 سنة كحد أقصى ومسلحين ، أخدوا مننا 800 جنيه وسابونا نعدي.
وكل المناطق المحيطة برمسيس ومصر القديمة بأحيائها مليانة لجان مسلحة ، منها لجنة كانت بتوقف عربيات الإسعاف اللي خارجة من رمسيس وتفتشها ، جهز سيناريو ورد على أسئلة من نوعية  ، أنت جاي منين ؟  و كنت بتعمل إيه هنا ؟   الإجابات تكون مناسبة مع بياناتك اللي في البطاقة من حيث محل السكن والعمل ، مش محتاج أكتب عن الوضع الميداني لحد خروجي لأنه لم يكن جيد

اللي عرفته من نص ساعة أن مسيرة صلاح سالم دخلت رمسيس بالفعل من العباسية وعددها كبير اللي عنده أخبار يكتبها.

محاصرة المسجد
ماريا ماهر على فيسبوك (Maria Maher) قالت 9 سنوات مرت على #أحداث_رمسيس أو #مجزرة_رمسيس لو شئنا الدقة ، طائرات جيش كامب ديفيد المصرائيلي كانت تقنص المتظاهرين العُزل لدرجة أجبرتهم على القفز من فوق كوبري أكتوبر هربا من رصاص القناصة ، حتى لجأ المتظاهرون لمسجد الفتح ليحتموا به من الرصاص ، فقام أخبث جنود الأرض بمحاصرتهم وحبسهم داخل المسجد ليسهُل عليهم بعد ذلك حصد أرواحهم ، ولا يجب في هذه الذكرى أن ننسى شجاعة إمام #مسجد_الفتح الشيخ #عبدالحفيظ_غزالي النادرة وتصديه لأكاذيب #عباس_كامل وإعلامه الداعر الذي زعم أن قناصة تابعين للإخوان يطلقون النار من أعلى مئذنة المسجد ، والحقيقة أن باب المئذنة خارج المسجد، وبالتالي فإن القناصة تابعين للأمن.

روبرت فيسك
وكان الكاتب البريطاني، روبرت فيسك سجل عن يوم مجزرة رمسيس شهادة حملت عنوان "حمامات الدم صار مشهدا يوميا في القاهرة" قال إن "الوضع الآن يعد أسوا فصل في تاريخ مصر ، حتى ترى الجريمة لا عليك سوى الذهاب لمسجد الفتح و تزيح الكفن عن ٢٥ جثة لترى من أطلق عليه في وجهه أو رأسه أو صدره ، نحن أمام مجزرة في ميدان رمسيس، وأضاف أن الشرطة قامت بإطلاق النار على المتظاهرين من أعلى أسطح المباني المحيطة بميدان رمسيس".

وأوضح أنه غادر المسجد عقب أن وصلت أعداد الجثث إلى 50 ليتوجه إلى المستشفى الميداني.

وأوضح "فيسك" أن مدرعات الجيش كانت واقفة على بعد ميل بينما ترتكب المذبحة في ميدان رمسيس ، وأن الشرطة استمرت لمدة ساعتين في إطلاق النار ، مما دفع المتواجدين إلى التوجه بإعداد مهولة إلى مسجد الفتح.

وأضاف فيسك "لا أعتقد أن الشرطة كانت تتصرف بشكل عشوائي ، فقد جاءتهم أوامر بالقتل و بالفعل أطلقوا النار للقتل، لم أجد كلمة غير “العار” لأصف ما شاهدته أمس"

واستنكر ما حدث قائلا "في وسط إحدى أعظم المدن في العالم يحدث هذا، الشرطة التي من واجبها حماية المواطنين أطلقت النار على الآلاف و بقصد الاستهداف للقتل".

وأشار إلى أن مروحيات الجيش طارت بعلو منخفض تحمل كاميرات لتصوير المسلحين بين المتظاهرين، مشيرا إلى أنه شاهد أحد الرجال محمولاعلى أكتاف المسعفين تغطي الدماء وجهه ، كان ينظر إلى الأطباء و هم يحاولون إسعافه و لكنه قال "الله أكبر" وفارق الحياة.

وأنهى شهادته قائلا "هذه هي مصر بعد عامين و نصف من الثورة التي من المفترض أن تجلب الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. لننسى الديمقراطية الآن".