إذا كان نساؤك “أميرة العسولي” فكيف الرجال .. طبيبة تضرب مثالا للإنسانية الأسطورية

- ‎فيتقارير

يتابع العالم يوميا صورا من صور البطولة في غزة العزة، وهذه المرة تحولت البطولة إلى مثال للإنسانية الأسطورية، لامرأة تعمل طبيبة تقذف بنفسها في أهوال المحرقة التي تحيط بأرواح أهل غزة، لتنقذ اليوم قطة بعد انتشار مشهد إنقاذ الطبيبة أميرة العسولي لمصاب تحت رصاص الاحتلال يكشف جانبا آخر من بطولاتها.

 

الدكتورة أميرة العسولي تخصص نساء و ولادة، ووقت 7 أكتوبر كانت في رحلة إلى مصر وخلال بداية العداون عادت إلى قطاع غزة لتأدية واجبها الإنساني والذي تحول إلى واجب بطولي وفدائي بمثل هذه المشاهد الشجاعة.

 

وتداولت صفحات فلسطينية إخبارية على منصات التواصل مقطع فيديو لها وهي تتحدى الرصاص الإسرائيلي، لإنقاذ شاب مصاب أمام بوابة مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

 

هرعت الطبيبة بعد أن نزع الله الخوف من قلبها، بحسب ما أكدت تصريحاتها، مسرعة تلبي نداء الإنسانية قبل واجبها المهني، تخلع معطفها متحدية رصاص جنود الاحتلال ومسيرات “كواد كابتر” اللعينة، لإنقاذ شاب فلسطيني أصابه قناص صهيوني.

 

ناشطون أكدوا أنها صورة من صور البطولة منقطعة النظير، أظهرتها الدكتورة الفلسطينية أميرة العسولي، المتطوعة بعد تقاعدها، لتساعد الطواقم الطبية في هذه الأزمة الإنسانية، لتكون بحق أسطورة وأيقونة فلسطينية خالدة.

 

الھیئة العالمیة لأنصار النبي ﷺ على (اكس) @SupportProphetM قالت: “في بطولة وفدائية تليق بطبيبة غزاوية، انطلقت الدكتورة أميرة العسولي تحت نيران قناصة العدو لإنقاذ مصاب ينزف جراء إصابته بنيران القناصة، لتتمكن الطبيبة من إسعافه، ويتعاون من لحق بها لنقله للعلاج.”.

 

واعتبرته “مشهد تتجسد فيه معاني البطولة والفداء، وتعيد به أمجاد أم عمارة الأنصارية ومثيلاتها من نساء أمتنا الماجدات، لتستمر غزة وأهلها؛ نساء ورجالا، في إعطاء دروس العزة للأمة المسلمة وللعالم أجمع.”.

 

الصحفية شيرين عرفة @shirinarafah قالت: ” امرأة أعظم من كل القادة الذين تملأ النياشين صدورهم، وهم لم يطلقوا رصاصة واحدة على العدو، ولم يدافعوا مرة عن شرف الأمة”.

 

وأضافت “كيف يمكن لنا أن نسطُر بطولات أهل #غزة، وهم شعب تعداده 2 ونصف مليون إنسان، ووراء كل واحد منهم أسطورة، يمكن أن نصنع منها عشرات القصص والروايات والأفلام”.

 

في موقف بطولي، وتحت زخات رصاص الجيش الإسرائيلي، خاطرت الطبيبة الفلسطينية أميرة العسولي بحياتها، لإنقاذ شاب مصاب أمام بوابة مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

 

ولم تقف العسولي موقف المتفرج، بل انطلقت بكل شجاعة وسط أصوات الرصاص والقذائف، حتى وصلت إلى الجريح لإنقاذه، غير آبهة لنيران قناصة الاحتلال.

https://twitter.com/AJA_Palestine/status/1756737464729735586

وفي تصريحات متداولة، قالت العسولي: “اللقطة الفاصلة في الفيديو المتداول التي لم يشاهدها الجمهور هو أنني في لحظة خاطفة تمكنت من التغلب على خوفي، وقررت المغامرة بحياتي ضد رصاص القناص من أجل إنقاذ حياة شاب من الموت المحقق”.

 

وأضافت الطبيبة الفلسطينية في لقاء مع الجزيرة مباشر مساء السبت، في تلك اللحظة الحاسمة كان يمكن أن أتلقى رصاصة من القناص الإسرائيلي وأموت، لكن الوطن والواجب المهني والإنساني يقتضي المغامرة.

 

وتابعت أن ما قامت به في هذه المغامرة هو من صميم عملي كطبيبة، مؤكدة أن قَسَم مهنة الطبيب الذي أقسمت عليه، يقتضي منها إنقاذ حياة الناس خاصة في الأوقات الحرجة.

 

وعن تفاصيل الحادثة، قالت الدكتورة أميرة التي تشغل منصب استشارية النساء والتوليد في مجمع ناصر الطبي المحاصر في خان يونس جنوبي قطاع غزة، إنها لحظة وقوع الحادثة كانت في غرفتها وسمعت بوجود الشاب الفلسطيني الجريح، وبتنسيق مع زملائها في المجمع اتخذت قرارها بسرعة وهرعت محاولة تمويه القناص بالانحناء قدر الإمكان.

 

وأضافت، لمّا وصلت إلى الشاب الجريح وجدته قد ربط رجله بقميصه في محاولة لوقف النزيف، وبادرها قائلا: “هل ستقطعون رجلي فأجابته بالنفي”.

 

وقالت: “غمرتني فرحة عارمة حينما تأكدت أنه لا يزال على قيد الحياة، وتمكنا من جلب نقالة وحملناه داخل المستشفى لتلقي العلاج”.

 

وأكدت الطبيبة أن الشاب المصاب تحسّن وضعه الصحي، وهو يتماثل للشفاء الآن في المستشفى.

 

واحتفى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بشجاعة الطبيبة الفلسطينية التي هرعت لإنقاذ المصاب متحدية رصاص القناص الإسرائيلي.


ضحايا العدوان


ويواصل الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة لليوم الـ128 على التوالي، ما أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى في صفوف الفلسطينيين.


ووفق وزارة الصحة في غزة؛ فقد ارتفعت حصيلة الضحايا منذ بدء العدوان على القطاع إلى 28176 قتيلا فلسطينيا و67784 جريحا، 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال.


وقالت الوزارة: إن “الاحتلال الاسرائيلي ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية 14 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 112 قتيلا و173 جريحا، لافتة إلى أن عددا من الضحايا لا زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.


ووفق إحصائية صادرة عن المكتب الحكومي في قطاع غزة؛ فقد قتل الاحتلال 12150 طفلا، و8300 امرأة، و340 كادرا صحيا، و46 فردا في الدفاع المدني، و124 صحفيا.


وأعلن المكتب أن عدد المفقودين بلغ 7 آلاف مفقود، 70% منهم من الأطفال والنساء.


وأضاف أنه خلال الحرب اعتقل الاحتلال حتى اليوم 99 كادرا صحيا، و10 صحفيين ممن عُرفت أسماؤهم.


وذكر أن قرابة 17 ألف طفل فلسطيني في قطاع غزة يعيشون الآن بدون ذويهم منذ بدء حرب الإبادة، فمن هؤلاء الأطفال من قُتل والداه الاثنان أو أحدهما، ومنهم من اعتقل والداه الاثنان أو أحدهما، ومنهم من لا يزال والداه الاثنان أو أحدهما مفقودا إما تحت الأنقاض، أو أن مصيرهم ما زال مجهولا نتيجة الحرب المستمرة.


وبيّن أن الاحتلال نبش أكثر من 2000 قبر، وذلك من خلال تجريف والاعتداء على 13 مقبرة في محافظات قطاع غزة، حيث سرق الاحتلال أكثر من 300 جثمان من جثامين الموتى والقتلى في هذه المقابر، كما قام بإتلاف عشرات الجثامين، وسرق أعضاء حيوية منها، ثم أرجع بعضها، وتم دفنها في مقابر جماعية جنوب قطاع غزة.


وأشار المكتب الإعلامي إلى وجود 11 ألف إصابة بحاجة إلى السفر للعلاج لإنقاذ حياتهم، فيما يواجه 10 آلاف مريض بالسرطان خطر الموت.


ولفت إلى إصابة 700 ألف شخص بالأمراض المعدية نتيجة النزوح، مضيفا أن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ أكثر من مليوني نازح، فيما توجد 8 آلاف حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح، و60 ألف سيدة حامل معرضة للخطر لعدم توفر الرعاية الصحية، و350 ألف مريض مزمن معرض للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية.


وقال المكتب الإعلامي: إن “جيش الاحتلال ألقى 66 ألف طن من المتفجرات على غزة، مدمرا 140 مقرا حكوميا، و395 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية، و447 مسجدا، و3 كنائس”.


وحرق جيش الاحتلال 3 آلاف وحدة سكنية بشكل كامل، تجاوزت خسائرها عشرات ملايين الدولارات، كما دمر أكثر من 360 ألف وحدة سكنية، وبات أصحابها لا يملكون منزلا وبيتا ولا مأوى يجمعهم.


وأخرج الاحتلال عن الخدمة 83 مستشفى ومركزا صحيا، ودمر 150 مؤسسة صحية وأعاقها عن العمل، وحطم 122 سيارة إسعاف بشكل كلي.

 
المكتب الإعلامي أضاف أن جيش الاحتلال سرق من المواطنين الفلسطينيين أموالا وذهبا ومصاغات تجاوزت قيمتها 130 مليون شيكل، حيث سرقوها على الحواجز وتحت تهديد السلاح والقتل، أو بالسطو المسلح على المنازل والمحال التجارية ومحالات صرف العملات.


ويشن جيش الاحتلال الصهيوني حربا مدمرة على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي؛ خلّفت أوضاعا إنسانية وصحية كارثية، جراء القصف المتواصل ومنع إمدادات الغذاء والماء والأدوية والكهرباء.

والعدوان الصهيوني على قطاع غزة يشكل انتهاكا صارخًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، حيث يعرض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر الشديد، ويسبب لهم معاناة جسيمة، مما يستوجب التدخل العاجل والحازم من المجتمع الدولي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين في القطاع.

 


ويحتم هذا العدوان على مؤسسات المجتمع الدولي، العمل على إجبار قوات الاحتلال الصهيوني على الالتزام بالقوانين الدولية والمعاهدات المتعلقة بحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويجب إلزامها بحماية حقوق المدنيين وحياتهم، وحظر استهدافهم والحفاظ على سلامتهم، ومعاقبة القيادات المسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة وغيره.