الإندبندنت: قرار ترامب بمنع المسلمين مجرد بداية

- ‎فيعربي ودولي

كتب سيد توكل:

شنت الصحف البريطانية الصادرة صباح الثلاثاء هجوما على عنصرية سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه العرب والمسلمين، حيث تشهد عدة دول في أوروبا مظاهرات معارضة له علاوة على المظاهرات التي تشهدها المدن الأمريكية.

الديلي تليجراف نشرت موضوعا بعنوان "الرئيس ترامب يحطم الرقم القياسي كأسرع رئيس يواجه رفضا شعبيا".

تقول الجريدة إنه في الأحوال العادية فإن أي رئيس جديد يستغرق مئات الأيام في منصبه حتى يبدأ شعبه في تكوين الانطباعات السلبية حول سياساته، ويحدث توافقا عاما على رفضها/ وهذه كانت الحال مع الرؤوساء الأمريكيين الخمسة السابقين لكن مع ترامب الوضع ليس كذلك.

وتوضح الجريدة أن الرئيس الأسبق بيل كلينتون استغرق 573 يوما في مكتبه الرئاسي قبل أن تصل نسبة معارضيه في استطلاعات الرأي العام إلى اكثر من 50% من الأمريكيين.

وتضيف أن ترامب الملياردير ونجم التلفزة وحاليا رئيس الولايات المتحدة تمكن من تحطيم كل الأرقام القياسية الخاصة بعدد الأيام التي يستغرقها المواطنون لتصل نسبة معارضيه إلى أكثر من 50% من المواطنين.

وتشير الجريدة إلى أنه بعد 8 أيام فقط من تسلمه مفاتيح المكتب البيضاوي ارتفعت نسبة معارضيه والراغبين في رحيله عن المنصب إلى 51% من المواطنين، حسب استطلاع رأي أجراه مركز "جالوب" لاستطلاعات الرأي في الـ28 من يناير 2017.

وتوضح الجريدة أنه بالنسبة للرؤوساء الخمسة السابقين استغرق بيل كلينتون 573 يوما ليصل إلى هذه النقطة في فقدان شعبيته، بينما استغرق رونالد ريغان 727 يوما، أما باراك حسين أوباما فاستغرق 936 يوما، بينما قضى جورج بوش الابن 1205 يوما، أما بوش الأب فاستغرق 1336 يوما.

وتنقل الجريدة عن مركز جالوب تفسيره لذلك بأن ترامب واجه معارضة تنتقده بشدة حتى قبل أن يتولى نصاب الأمور.

هزيمة الترامبية
الجارديان نشرت مقالا للكاتب اوين جونز بعنوان "هزيمة الترامبية تتطلب مقاومة شعبية غير عادية".

يقول جونز أن ما جرى من احداث خلال الأيام القليلة الماضية يوضح أن اتجاهات دونالد ترامب لايمكن أن تحتويها سياسات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حيث أنهما تحدثا وتباحثا وتصافحا يوم الجمعة الماضي وبعد ساعات قام ترامب بتوقيع قراره "الفاشي" بمنع دخول المسلمين لأمريكا.

ويوضح جونز أنه لايمكن لأي جهة أو دولة سواء كانت خارج او داخل الولايات المتحدة ان تمنع قيام السياسات الترامبية من تغيير وجه امريكا دون وجود مقاومة شعبية شديدة من المواطنين الامريكيين أنفسهم سواء كانوا داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

ويقول جونز إن بداية هذه المقاومة الشعبية مبشرة ومثيرة للتفاؤل بما جرى من مظاهرات في مختلف دول العالم منذ اليوم الأول لتنصيب ترامب وحتى يوم توقيع قرار منع المسلمين من دخول امريكا حيث وصلت المظاهرات المعارضة إلى مطار جون كيندي الدولي.

ويوضح جونز أن حملة أوقفوا ترامب تحتاج ان تعرف ماهية الكيان الذي تواجهه حيث ان الديمقراطية الامريكية تمر بمنحنى صعب وتهديد غير مسبوق لأن الرئيس الحالي يرغب في تغيير شكل المجتمع الامريكي ومنع أي معارضة له ولسياساته.

ويضيف أن "أكاذيب ترامب الواضحة عن ملايين الاصوات الفاسدة" في الانتخابات الرئاسية الأخيرة تعكس شعورا بعدم الأمن لدى شخص سلطوي يلعب على مشاعر الشعب بعدما خسر أصوات غالبية الناخبين.

ويقول جونز إن الأحداث الأخيرة التي أوضحت حجم الشجاعة والتجرد بين المعارضين لترامب بحاجة للمزيد من الجهد من جانب المواطنين الأمريكيين مشيرا إلى انه من المطلوب ان نتذكر ان ترامب يسعى إلى تحييد المعارضة الديمقراطية ليتمكن من بناء دولة سلطوية وشعبوية.

حملة أكبر ضد المسلمين
الإندبندنت نشرت موضوعا حول نفس الملف بعنوان "منظمة العفو الدولية تحذر: قرار ترامب بمنع المسلمين يمكن أن يكون مجرد بداية".

تقول الجريدة إن منظمة العفو الدولية أصدرت تحذيرا قالت فيه إن القرار الذي اتخذه ترامب بمنع دخول ملايين المسلمين من دخول الولايات المتحدة يمكن أن يكون مجرد بداية تمهيدية لحملة أكبر وأوسع تستهدف المهاجرين المسلمين حول العالم.

وتنقل الجريدة عن المنظمة تحذيرا ومناشدة لبريطانيا بالتدخل لمواجهة قرارات ترامب التي شملت مواطني 3 دول افريقية و4 دول شرق اوسطية والتي صحبتها قرارات بمنع البرامج الخاصة برعاية المهاجرين في الولايات المتحدة لمدة 120 يوما.

وتضيف الجريدة أن المنظمة الدولية أعربت عن خشيتها من أن يتحول القرار التنفيذي لترامب إلى قانون دائم ويتوسع ليشمل مواطني المزيد من الدول الإسلامية.

وتنقل الجريدة عن كيت ألين مديرة مركز المنظمة في بريطانيا قولها إن "هذا المنع صادم ومروع ورغم تاكيد ترامب أنه قرار مؤقت إلا اننا نخشى من أن يتحول إلى قانون دائم ويتوسع ليضم دولا اخرى".

وتشير ألين إلى أن العالم يعاني من أسوأ كارثة لاجئين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بينما تقوم الولايات المتحدة بإغلاق بابها أمامهم مضيفة أن الغرب مطالب بأن يقف للدفاع عن قيمه ومعاييره التي يتبناها ويستغل كل القوى المتاحة لتغيير هذه السياسات.