بقلم: شعبان عبد الرحمن
يصارع الأستاذ محمد مهدي عاكف (88 عاما) المرشد السابع للإخوان المسلمين الموت في سجون السيسي وسط صمت مطبق وإهمال طبي مجرم لا لذنب إلا أنه يقول ربي الله!
• ابن الباشا.. الذي قضى في مدرسة الإخوان المسلمين 76 عاما من حياته (1940-2016م).
• أحد قادة الحركة الطلابية المناهضة للاحتلال الإنجليزي.. فصله رئيس وزراء مصر من جميع المدارس المصرية لقيادته المستمرة للمظاهرات ضد الاحتلال في المدارس.
• من أبرز قادة مقاومة الاحتلال على ضفاف قناة السويس، وتشهد له مدن القناة ومعسكرات الجامعات المصرية بتاريخ ناصع، وكان محط تقدير تلك الجامعات ورؤسائها.
• بدلا من تكريمه من الحكومات المتتالية على مسيرة جهاده عوقب وجماعته بالسجون والمعتقلات فأصبح سجين كل العصور من إبراهيم عبدالهادي في عهد فاروق مرورا بسجون عبدالناصر ومبارك ثم السيسي اليوم.
• يتحدث عن سجونه وما لاقاه فيها من أهوال على يد الطغاة في حوار أجريته معه عام 2004م عقب انتخابه مرشدا للإخوان ونشر في مجلة المجتمع على أربعة أعداد (1614- 1617).
يقول:
• في اليوم التالي لمقتل النقراشي تم القبض عليّ وعلى آخرين، وتم احتجازنا في سجن بمنطقة الهايكستب ولم يحقق معنا في شيء، فلم يكن لنا صلة بحادث الاغتيال.
• كان معنا في السجن بعض اليهود وكبار الشيوعيين مثل هنري كورييل وروماندريك ومجموعة من الشيوعيين اليهود.
• وعند بداية الهدنة الأولى في حرب 1948م أقام اليهود داخل السجن احتفالاً، لأن الهدنة فكت الحصار عن 120 ألف يهودي كانوا محاصرين في القدس، وقد أفسدنا احتفالهم مما أدى لنقلنا إلى سجن الطور.
• في سجن الطور وقع البلاء المبين، حيث قبضوا على مجاهدي الإخوان في فلسطين، وأتوا بهم من ميدان الجهاد إلى المعتقل.
• في عام 1954م ظهرت هيئة التحرير، وحاول عبدالناصر أن أكون عضواً في هيئتها التأسيسية، وحدثني في ذلك عبدالحكيم عامر وكمال الدين حسين لكني رفضت، فظل عبدالناصر ذاكراً ذلك لي.. فتم اعتقالي في أغسطس 1954م في السجن الحربي، ولم يكن معي فيه سوى رشاد مهنا الوصي على العرش، ويوسف صديق، وكانا مكرمين، وأنا الذي أُسام سوء العذاب.. حتى أصيب جسدي بالشلل من شدة التعذيب وسرح فيه الدود.
• لا أنسى روبير اليهودي، الذي كان معتقلاً معنا.. كان يخدمنا وينظف لنا الزنزانة، ويضع بعض الماء والطعام في فمي وأنا على وشك الموت، وقد تم الإفراج عنه مقابل 5 آلاف أسير مصري من أسرى حرب 1967م، علما بأن روبير هذا كان يقوم هو ومجموعته بعمل تفجيرات في الإسماعيلية وأسيوط، ثم يشيع أن محمد مهدي عاكف هو الذي يقوم بها، وذلك لدق إسفين بين عبدالناصر والإخوان.
• وهكذا من سجن إلى سجن ومن عصر إلى عصر والتهمة الحقيقية واحدة: الكفاح من أجل تحقيق حرية مصر وتحرير شعبها من قوى الاستعمار وسماسرته!
………………………………………..
* الآراء المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "بوابة الحرية والعدالة"