إذا كان الكيان الصهيوني عاجزا أمام غزة المحاصرة فكيف له أن يحمي الإمارات؟

- ‎فيتقارير

"اجتمع المتعوس على خائب الرجاء"، مثل شعبي شائع في مصر يشرح العلاقة من وراء اجتماع طرفين كليهما لا يجدي نفعا للآخر، وهو ما ينطبق على ما كشفته تقارير إعلامية صهيونية بأن الإمارات تتطلع لتوسيع ترسانتها من أنظمة الدفاع الصهيوني، وذلك عقب الهجوم الحوثي الناجح في عمق الأراضي الإماراتية.

وقال رئيس شركة "سكاي لوك" الصهيونية لأنظمة الدفاع إن "الإماراتيين طلبوا دعمهم العاجل بعد الهجوم، وكانت جماعة الحوثي قد نفذت عملية عسكرية وصفتها بالنوعية في العمق الإماراتي، وأكدت استهداف منشآت حيوية في كل من أبوظبي ودبي، بواسطة طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية ومجنحة.

 

ضد إيران

التعاون الإماراتي الصهيوني وصل إلى مستوى غير مسبوق في المرحلة الماضية، حيث شمل المجالات العسكرية، وسط تساؤلات هل يتحول إلى حلف صريح ضد إيران؟

فلقد كثف كيان العدو الصهيوني تدريباته العسكرية مع حلفائه الغربيين في استعراض واضح لقوته أمام إيران وبرنامجها النووي.

وشهد عام 2021 مشاركة غير مسبوقة من الإمارات والبحرين، وهما من الدول الموقِّعة على ما بات يسمى بـ"اتفاقيات إبراهيم" للتطبيع مع العدو الصهيوني.

ويقول بعض  المحللين إن "الأطراف الثلاثة تمكنت من تشكيل تحالف أمني إقليمي جديد بروح ناتو شرق أوسطي، كنتيجة مباشرة لتلك الاتفاقات، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Telegraph البريطانية".

ولطالما تباهى كيان العدو الصهيوني بالقبة الحديدية واعتبرها أحد أهم إنجازاته العسكرية الحديثة في صد صواريخ المقاومة الفلسطينية قصيرة المدى وتحييدها وإبطال مفعولها، ولكن مع كل جولة تصعيد يظهر ضعفها في أداء مهامها على أكمل وجه، والفشل في إسقاط الأهداف القادمة من قطاع غزة.

 

المقاومة تكسب!

وكشفت جولات التصعيد بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الصهيوني، حالة التراجع للقبة الحديدية، إذ سقطت غالبية الصواريخ التي أُطلقت من غزة في المستوطنات الصهيونية ، وأحدثت خسائر في الأرواح وفي المباني بشكل مؤثر.

وأطلقت المقاومة الفلسطينية صواريخ متنوعة محلية الصنع، وقذائف هاون، ولكن القبة الحديدية أسقطت أقل من 10% منها، وفق خبراء عسكريين.

والقبة الحديدية هي نظام دفاع جوي بالصواريخ ذات القواعد المتحركة، طورته شركة "رافئيل" الصهيونية لأنظمة الدفاع المتقدمة، والهدف منه اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية.

في شهر فبراير من 2007 اختار وزير الحرب الصهيوني، عمير بيرتز، نظام القبة الحديدية كحل دفاعي لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عن "كيان العدو الصهيوني"، ومنذ ذلك الحين بدأ تطور النظام الذي بلغت كلفته 210 ملايين دولار بالتعاون مع جيش الاحتلال الصهيوني، وقد دخل الخدمة في منتصف عام 2011.

وتقدر تكلفة الصاروخ الواحد المعترض في القبة الحديدية بما بين 35 ألفا و 50 ألف دولار، وحتى 62 ألف دولار وفقا للمصادر الصهيونية.

وسجلت عصابة تل أبيب سقوط عدد من القتلى والجرحى، وحدوث خسائر جسيمة بين المباني بفعل صواريخ المقاومة التي سقطت على عسقلان، وسديروت، وعدد من البلدات الفلسطينية المحتلة.

وتواجه كيان العدو الصهيوني وحركة حماس في حرب استمرت 11 يوما في مايو 2021 وهي الرابعة بينهما منذ تولي حماس السلطة في غزة 2007.

ومنذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، أطلقت 5 صواريخ من غزة باتجاه الأراضي المحتلة على ما جاء فى التقرير السنوي للجيش الصهيوني الذي نشر في 29 ديسمبر، وفقا لفرانس 24.

وكشفت هيئة البث الصهيونية أن وفدا من عصابة الانقلاب بمصر، وصل إلى كيان العدو الصهيوني، 18 يناير الجاري 2022، لبحث ملفات خاصة بـ"قطاع غزة"، وذلك على وقع أحاديث غير مؤكدة بأن محمود نجل السفاح السيسي، على رأس هذا الوفد.

حيث قالت هيئة البث "وصل وفد من الضباط المصريين إلى إسرائيل لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، حول إعادة تأهيل قطاع غزة، ومحاولة دفع قضية الأسرى والمفقودين إلى الأمام".

لكن الهيئة الصهيونية لم تكشف عن هوية أعضاء وفد عصابة الانقلاب المصري، ويُذكر أن حماس تحتفظ بأربعة جنود صهاينة، بينهم جنديان أُسِرا خلال الحرب على غزة صيف 2014، والآخران دخلا القطاع في ظروف غير واضحة خلال السنوات الماضية.