في صباح 7 أكتوبر، أصيب القوم بصدمة وانتهى مشروع شيطنة بذل فيه الكثير من المال، ماتت أحلام الشيطان الأكبر تحت أقدام شباب عبروا سياج غزة وانتهت رواية سُوقت لنخب الأمة أن من في غزة باع سلاحه لإيران وانتهى مشروعه الجهادي.
اليوم، لا تجدهم يهاجمون السنوار أو حماس إلا بالتخفي عن طريق أذرعهم الإعلامية، ليس لأنهم يملكون المروءة ولكن ينتظرون أيضاً نتيجة الأمور، لكنهم يستخدمون خطاباً طائفياً ضد كل مغرد مع المقاومة، مما يؤدي بالضرورة إلى محاولة ضرب وربط جهاد مقاومي غزة بأنهم أدوات إيرانية.
يتحدث أحدهم عن عملية “الخنجر الناعم” وهي برأيه واحدة ونمط من أنماط استهداف المقاومة بل أخطرها.
يقول الباحث خالد منصور عبر (إكس): “أخطر محاولة تحريض للتمرد على قيادة المقاومة في غزة واستهدفت بدرجة أساسية السنوار والضيف وقيادة المجلس العسكري، جرى التخطيط لها وتنفيذها انطلاقاً من عدة عواصم”.
ويضيف @mansourgaza إنه “منذ تولي قيادة غزة مسؤولية الحركة في عام 2017، تم إطلاق عملية “الخنجر الناعم” كمشروع استخباراتي للتحريض على تمرد داخل حماس، هذا المشروع الضخم استهدف حشد إسلاميين عربا وسوريين وفلسطينيين بهدف تشويه قيادة حماس في غزة وترويج الشائعات بأن هناك تياراً إيرانياً داخل الحركة، يُعرف بحماس السنوارية، كان هدف المشروع هو خلع هذه القيادة وإنهاء مشروع مقاومة غزة.
ويوضح أن “هناك تفاصيل وأسماء لن أذكرها احتراما لمن تم التلاعب بهم وتم تضليلهم وهم شخصيات كثيرة فاضلة لأمتها، سرعان ما ادركت في الطوفان أنهم كانوا ضحايا هذا التضليل، والعجيب أن من غير موقفه الان، لانه يملك ضمير، يمارسون عليه عمليات ضغط وشيطنة وتشكيك بالعقيدة”.
ويتابع: “لأنهم لا يستطيعون اليوم شيطنة حماس بشكل واضح حتى لا يسقطون أمام شعوبهم، فيذهبون إلى إسقاط شرعية كل من غير موقفه لأنه يملك ضمير ورأى الحق ونطق به، يحاولون عدم خسارة كل مشروعهم وسقوط الرواية كلياً، لكن أدواتهم الإعلامية تعمل بشكل واضح ونعرف أسمائهم وسنكتب عنهم مفصلاً بعد هذا”.
فحوى العملية
ويكشف منصور أنه ضخ معلومات وشائعات غير صحيحة حول “تأيرن” (التبعية لإيران) كل من هو في غزة، وأن الحركة اختطفت ولم تعد حركة مقاومة، وباعت سلاحها، وأن السنوار هو أنور السادات الجديد الذي ترك حرب إسرائيل.
ويلفت إلى أن ذلك أن “كُتبت مقالات وضُخّت أدبيات وخطابات بُذل فيها الكثير من الجهد والاجتماعات والرحلات المكوكية في العواصم”.
وأن المحتوى ينم على أنه “لم يتم الاكتفاء باستنكار تصريحات حماس بشكر إيران، بل ذهبوا أبعد عن طريق لجانهم الإلكترونية وأذرعهم الإعلامية ليقولوا إن حماس ضيعت الثورة، وتم ترويج ذلك وضخه بشكل مبالغ فيه، حتى أصبح أنصار الثورة السورية وحواضنهم ضحية هذا المشروع، ومشحنون جداً ويرون حماس فقط عدوتهم، ومن هذا تستطيع معرفة من هو أيضا متورط”.
ويبين أن “شخصيات كثيرة متورطة، منها سوريون وفلسطينيون وعرب، سيأتي يوم لذكرهم بالتفصيل، ولكن اليوم نبدأ ببعض من صرح بهذا علانية وأطلق دعوات متكررة في مواقع التواصل الاجتماعي يدعون القيادي خالد مشعل صراحةً للتمرد داخل حماس وشق الصف والفتنة، وترويج أن القيادي خالد مشعل هو الوحيد الذي ليس “متأيرناً”.
صحفي سوري
ونتحفظ عن ذكر أسماء، ويمكن للمتابع أن يكشف هذا النمط من التحريض الناعم، ولكن يشير الناشط إلى ما أشاعوا ومنهم صحفي سوري ، كانت دعواته علانية صريحة للتمرد وشق الصف وإنهاء مشروع المقاومة في غزة، بحسب خالد منصور.
وعمل الصحفي بحسب الباحث “منصور” “على التضخيم باستنكار تصريحات شكر حماس لإيران وبالغ بشكل غريب يتناقض مع موقفه بالصمت وعدم استنكار الدعم الأمريكي للفصائل السورية، بل هو يشيد بمغاوير الثورة الذين يحرسون قواعد أمريكا في سوريا، لمصلحة من كان يراد إنهاء مشروع المقاومة في غزة؟”.
ويضيف “أنا الآن أساعدك فقط وتستطيع تتبع النمط من أوله وستعلم أي جهاز مخابراتي كان متورطاً في هذا، أو ربما لا يوجد جهاز مخابراتي، وهي مجرد طموح مشايخ فتنة أخذهم الحماس، أو كان مشروعاً غربياً وهؤلاء كلهم كانوا في لعبة لا يفهمونها. قريباً سنكتب بالتفصيل بالوقت المناسب، ليس الآن”.
الناشط يشير إلى آخر يدعى “مضر أبو الهيجاء” والذي “قبل اسبوعين فقط من الطوفان كان يحرض بالتمرد، واصفاً السنوار بأنه أنور السادات الجديد وأن حماس باعت سلاحها”.
التوازي مع أنظمة التطبيع
حملات الصحفيين والكتاب واليوتيوبر بحسب خالد منصور كانت تتوازى بمكان مع ما تروجه الثورة المضادة أنظمة التطبيع تقود أيضاً أكبر حملات شيطنة المقاومة بأنها مليشيات إيرانية، لكن هؤلاء لم يشكلوا خطراً لأن ذبابهم لا يملك شرعية فلا أحد يصدقه.
ويعلن أن الأخطر هنا ههو “على عكس استخدام شخصيات إسلامية لها قبول في الأمة، مدعومة بقضية محقة تتحدث باسمها وتستخدمها، لأنه لا يوجد ثورة حق على ظلم، وثورة مظلومة كثورة سوريا، ودماء كالدماء التي سفكها المجرم السفاح الطاغية بشار، وشعب تأمر عليه كل العالم كشعب سوريا الحبيب”.
ويستدرك أن “استخدام خطاب الطائفية بتأيرن الحركة وتشييعها، واتهام حماس بدماء أهل سوريا ومظلوميتهم، كان ناجحاً أكثر”.
بوصلة ضد الاحتلال
يقول خالد منصور: إن “صبر السنوار ورفاقه على حملات الشيطنة والتشكيك بالعقيدة والاغتيال المعنوي، لم يهاجموا أحداً، كانت بوصلتهم واحدة في وجه الاحتلال، لم ينجرفوا إلى معارك جانبية تكشف أوراقهم فيها، يعرفون أن سيأتي وقت والأمة تعلم الحقيقة”.
ويضف أن “ذروة الهجمات كانت على فترات متفاوتة وكانوا يعولون فعلاً على حصول تمرد، كان هناك اجتماعات في العراق وإسطنبول وغيرها، ولكن هذا الأمر فشل تماماً بفضل الله، ثم بفضل الشهيد الشيخ صالح العاروري صمام أمان غزة في الخارج واغتياله كان ضمن سياق إقليمي”.
حماس موحدة
ويخلص الباحث خالد منصور إلى أن “حماس” حركة وحدة لا يوجد فيها تيار إيراني أو غيره، ها هو القيادي خالد مشعل مثل غيره في الحركة يعزي ويترحم ويشيد بدور إيران، بل قال في إيران ما لم يقله أحد من القيادات قبله.
ويؤكد أن “حماس”:
– قيادات نسجت جهادها بالدم والتضحيات، وليسوا هواة.
– حماس ليست مجموعة الرجل الواحد حتى يقال مثلاً الجناح السنواري الإيراني، بل كيان ضخم يضم مجالس وانتخابات.
– العلاقة مع إيران هي علاقة ندية، شراكة بندقية ودماء تجاه الاحتلال فقط لا أكثر ولا أقل.
– أبناء غزة هم صفوة هذا الزمان وأكثرهم تمسكاً بدينهم وعقيدتهم وعروبتهم.
– من لم تهزمه إسرائيل لن يهزمه أرباب المخابرات.
– ما بعد 7 أكتوبر ليس كما قبله، فلا يوجد بعد دماء أبناء غزة قدسية لأحد من النخب نصمت عنه.