ما بين انقلاب تونس ومرتزقة حفتر.. ما دور الكيان الصهيوني الخفي في المنطقة؟

- ‎فيعربي ودولي

برزت على الساحة التونسية العديد من التساؤلات بشأن الدور الخفي للكيان الصهيوني في استهداف الديمقراطية في تونس التي تُعد من أكثر الدول رفضا للتطبيع مع الكيان الصهيوني بعد جارتها الجزائر.

وقد تسببت المعلومات التي انفرد بها موقع بريطاني بالكشف عنها مؤخرا "بإثارة الكثير من الأسئلة بشأن دور الكيان الصهيوني المسكوت عنه في الإجراءات التي قام بها الرئيس التونسي قيس سعيد على المؤسسات الدستورية في بلاده حيث تصاعدت وتيرة الاعتقاد لدى كثير من التونسيين حول دور صهيوني وإماراتي مشترك فيما يجري ببلادهم".

ولعل زيارة وزير الخارجية الإماراتي خير دليل على ذلك فضلا عن أن الإمارات التي تمثل ذيلا للكيان الصهيوني في المنطقة وعرّابة التطبيع اليوم تكررت لقاءاتها مع الانقلابي حفتر ودعمته بالمليارات ولا تزال من أجل قلب الطاولة في ليبيا وإعادة النظام الاستبدادي البائد خدمة للكيان الصهيوني ليبقى هو وحيدا واحة للديمقراطية المزعومة في المنطقة العربية.

وقال سليم الحكيمي، الكاتب الصحفي التونسي، "الدور الصهيوني واضح البصمات في انقلاب الرئيس التونسي قيس سعيد على المؤسسات الدستورية المنتخبة، فإسرائيل رتبت أمورها في المنطقة على أساس أن هناك حاكم عربي قوي يمكنه الحكم منفردا دون الحاجة إلى أي مؤسسات وتتعامل معه رأسا ولا تريد برلمانات قوية".

وأضاف في حواره مع تليفزيون وطن، أن "موقع ميدل إيست آي كشف أن الإمارات تريد إنتاج الحاكم السلطوي القوي الذي يتصرف وحيدا في تونس، كما حدث مع السيسي في مصر وحفتر في ليبيا".

وأوضح أن "الجانب الصهيوني رتب أموره على هذه العقلية العربية، حتى جاءت ثورات الربيع العربي وقُلبت الأمور واعتبر كثير من المحللين أن ثورات الربيع العربي تمثل ضربة مطرقة على رأس إسرائيل؛ لأنها خلطت الأوراق وأفسدت المؤامرة".

وأشار إلى أن "قضية التطبيع بدأت منذ فترة طويلة لأن دولة الاحتلال غيرت المعادلة فإما أن نتجه إلى مقاومة حماس ثم نتجه بعد ذلك إلى العرب أو نتجه إلى العرب ونحافظ على العلاقة مع حماس، وكانت إدارة نتنياهو ترى ضرورة إجراء  التطبيع العربي مع الدول العربية ثم تتجه لتصفية الأمور مع القضية الفلسطينية".

ولفت إلى أن "فكرة التطبيع بالأساس تقوم على إضعاف الدول العربية فبعد تحول الولايات المتحدة في عهد أوباما إلى الشرق وإهمال منطقة المغرب العربي شعرت العديد من الدول أنه أصبحت في العراء ولا تتمتع بحماية الولايات المتحدة فلجأت إلى الكيان الصهيوني".

ونوه إلى أنه "في هذه الأثناء تحولت دولة الاحتلال إلى السودان فأضعفتها عبر سلسلة من الحروب الداخلية ثم وضعتها على قائمة الإرهاب وأضعفتها داخليا ثم عرضت عليها التطبيع لرفع العقوبات ثم ذهبت إلى المغرب وفاوضتها بقضية الاعتراف الأمريكي بقضية الصحراء الغربية وهي أول دولة أوروبية تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية".

وتابع "البحرين فاوضتها على قضية الأمان تجاه التهديدات الإيرانية، وما يقع في تونس اليوم امتدادا لسياسات الكيان الصهيوني لتهيئة الأوضاع لنجاح اتفاق التطبيع، وإضعاف وإفلاس الدولة أحد أسباب التطبيع لأن الكيان الصهيوني سيصبح الوسيط بين الدولة المنكوبة وبين المانحين الدوليين".

وأردف "إسرائيل أوكلت مهامها إلى عملاء آخرين فالإمارات وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، فعندما وقع الانقلاب في تونس على المسار الديمقراطي رأينا أن أكثر من 70% من تغريدات الذباب الإلكتروني الخليجي تدعم تحركات قيس سعيد وتدعوه إلى مواصلة إجراءاته، فالثورة التونسية مستهدفة من قبل الاحتلال؛ لأنها رفعت شعار الشعب يريد تحرير فلسطين كما أن تونس قدمت للقضية الفلسطينية تاريخيا باب المغاربة والمجاهدين الذين سافروا على الأقدام في حرب 1948 وقدمت الشهيد المهندس محمد الزويري".

بدوره قال طلال نصار المحلل السياسي الفلسطيني، إن "أغلب الدول العربية محتلة بالوكالة كالاحتلال الإسرائيلي تماما، فالاحتلال اغتصب أرض فلسطين وأوجد أنظمة تساعده في تحقيق مخططاته، مضيفا أن العالم العربي بحاجة إلى حِراك من أجل أن ينعتق من التبعية الحقيقية للإدارة الأمريكية والعدو الإسرائيلي".

وأضاف نصار في حواره مع تليفزيون وطن، أن "الرئيس الأمريكي جورج بوش كذب عندما قال إنه احتل العراق من أجل ترسيخ دعائم الديمقراطية في الشرق الأوسط، بدليل أنه عندما تاتي الديمقراطية بحركة حماس تُحاصر، وعندما تأتي الديمقراطية بجبهة الإنقاذ في الجزائر يتم الانقلاب عليها، وعندما تأتي الديمقراطية بحزب النهضة في تونس يتم الانقلاب على المسار الديمقراطي، وفي مصر عندما أتت الديمقراطية بالرئيس الشهيد محمد مرسي تم الانقلاب عليه".

وأوضح أن "الشعوب العربية محتلة من قبل هؤلاء الحكام الذي يغتصبون هذه العروش عنوة عن شعوبهم وبقائهم مرهون ببقاء الاحتلال؛ ولذلك ينقلبون على خيارات الشعوب، مضيفا أن الكيان المغتصب يحاول أن يقدم نفسه في ظل الديكتاتوريات الموجودة في المنطقة بأنه واحة ديمقراطية على الرغم من معاناة المجتمع الإسرائيلي من التمييز العنصري وسط توقعات بحدوث انتفاضة".    

 

 

https://www.facebook.com/Watantv.Lives/videos/186395753476078