شطب حديقة الأسماك وتدمير الحدائق والمقابر التاريخية.. القبح تحول إلى “منهج حياة” في زمن الانقلاب!

- ‎فيتقارير

تحول القبح، في زمن الانقلاب، إلى منهج حياة، وأصبحت الكباري والكتل الخرسانية بديلا للمساحات الخضراء والمباني الأثرية والتاريخية في مصر.. هذه الحقيقة المؤسفة التي أصبحت واقعا في شوارع القاهرة والمحافظات خلال السنوات الأخيرة منذ انقلاب 2013 حتى الآن. وما يزال بلدوزر الهدم يعمل في اقتلاع الأشجار والمقابر الأثرية خلال كتابة هذه السطور وقبلها وبعدها في ظل استغاثات لا تجد مجيبا من جانب الأهالي والمتخصصين على السواء. 

ويشير نشطاء إلى أن إزالة مظاهر الجمال من الشارع المصري ليس اعتباطا أو إهمالا؛ بل تعمدا لأن تفقد القاهرة والمدن الرئيسية مظاهر جمالها لصالح عاصمتيه في "الإدارية" والعلمين!

ومن أحدث مشاهد القبح قطع أشجار عمرها يزيد عن 200 عام من حدائق الميرلاند والمنتزه بالإسكندرية وشطب حديقة الأسماك التاريخية من سجل الآثار.
المثير للدهشة أن المساحة الخضراء المدمرة والأشجار المعمرة المقطوعة سيتم استبدالها بكتل خرسانية عبرة عن فنادق و أكشاك لتأجيرها وبيعها، فيما سيتم تحويل المساحة التي تشغلها حديقة الأسماك، التي أقيمت عام ١٨٧٠ إلى جراج سيارات!


وسبق أن تم قطع أشجار العجوزة المطلة على النيل وحديقة المنصورة وأشجار شارع الجزائر وحدائقه، واختراق المترو جزيرة الزمالك.
تقول الناشطة منى الرومي @monaelroumy: "لازم تشويه القاهرة التاريخية لتصبح العاصمة الجديدة أجمل وكذلك لازم ندمر إسكندرية والكورنيش و حديقة قصر المنتزه لتصبح المدينة الساحلية الأولى هى العلمين".
وتتساءل: "هل حديقة قصر المنتزه كانت مهملة ليتم قطع أشجارها وبناء مشروع سياحى عليها؟

هل كورنيش الإسكندرية كان مهملا ليتم ردمه وبناء الكافيهات والجراجات على أرضه بحيث أصبح بالكاد ترى البحر؟

هل حديقة الخالدين لأنها كانت مهملة بدلا من الاهتمام بها يكون الحل بإزلة النباتات وتحويلها إلى كافيهات؟

وتعتبر أنه "بعد ما يحدث فى حديقة قصر المنتزه أصبح كل شىء متوقعا، حتى كورنيش الإسكندرية ضاع و أصبحت ترى البحر بعد ما تم ردمه وتحويله إلى كافيهات وجراجات".
أما الفنان التشكيلي أحمد عز العرب @aezzarab25 فأبدى دهشته مما يحدث تحت مزاعم التطوير وكتب: "فى الإسكندرية راحت حديقة فريال ثم المنتزه وفى القاهرة حدائق المريلاند والأسماك والحيوان تحت (التطوير).

ملك الشعب

سكان الإسكندرية وزوار هذه الأماكن العامة والتاريخية لفتوا إلى أن هذه الأماكن ملك للشعب وأنه كان من الواجب الاستفتاء على ما يحدث فيها، تماما كما كان يجب استفتاء الشعب قبل بيع تيران وصنافير والتفريط في غاز المتوسط واتفاقية التفريط في مياه النيل نظير اعتراف مزور من الاتحاد الإفريقي بالانقلاب العسكري.

واستعرضت منى صبحي @monasobhi6 صورا لحديقة المنتزه قبل هدمها وقالت: "المنتزه قبل ما تتهد وتتحول لخرسانة.. ديه المنتزه قبل ما تتهد وتتدمر والغابات تتشال وتتبدل بخرسانة".
وأشارات "نوايا" @Nawaya88 إلى أن "إسكندرية خلصت من بعد الثورة، كل الأفورة اللي بتتقال عليها دي عشان بس الشهر شهرين بتوع الشتا، إنما غير كدة ف حقيقي كل المميزات اللي فيها تتلخص ف إن فيها بحر و غطوه، والمنتزه وبيدفنوها.. فالصراحة يعني الواحد زعلان ع المناظر اللي كانت حلوة فيها".
وعبر "عادل أغا" عن أمل لن يتحقق في حال وجود الانقلابيين عبر @Adelelm29574551 قائلا: "نأمل أن يحتفظ المنتزه بشكله القديم لأنه يعتبر أثرا لا يجب أن تمتد يد الحداثة المقيتة إليه.. فلنا فيه ذكريات منذ سيتينات القرن الماضي".

وأضافت "منى فضل الله" @Mona3iniMona:  "واضح إن فيه سبوبة حلوة زى اللى حصل فى المنتزه ومثلث ماسبيرو".

https://twitter.com/NegmaEbrahim/status/1441905645762924546

https://twitter.com/AhmedElAmrawi/status/1444306952515899394

وتعتبر منطقة حدائق المنتزه الملكية من أهم المناطق السياحية في محافظة الإسكندرية، وتبلغ مساحتها 370 فدانا شرق المدينة، وتطل على خليج عرف بـ"خليج المنتزه"، وكانت ملكا للأسرة العلوية الحاكمة السابقة في مصر، وفيها مجموعة من القصور مثل "قصر المنتزه الملكي"، و"السلاملك" الذي تحول لفندق فاخر هو "السلاملك بالاس". وأقيمت هذه الحدائق في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.