مصطفى عبد السلام يكتب: متحورات كورونا.. هزة جديدة للاقتصاد العالمي

- ‎فيمقالات

الأخبار الواردة من دول العالم هذه الأيام بشأن كورونا ومتحوراتها الجديدة ليست سارة، بل مزعجة ومقلقة للجميع، أفرادا وحكومات واقتصادات، فقد حذرت مفوضية الصحة الأوروبية من تفشي المتحور الجديد لفيروس كورونا "أوميكرون" (omicron) في أوروبا التي تشهد موجة خامسة من الوباء.

وفي بيان أصدرته مساء الجمعة، قالت مفوضية الصحة الأوروبية إن خطر انتشار المتحور الجديد لكورونا في أوروبا "مرتفع إلى مرتفع جدا.

وألمانيا ترجح وصول سلالة كورونا الجديدة إلى البلاد، بل وتدرس حكومتها الإغلاق التام للحياة العامة على غرار النمسا، وهولندا ترصد 61 مصابا بكورونا على متن رحلتين من جنوب أفريقيا.

وبسبب أوميكرون، وجدنا أن معظم دول الخليج والمغرب والأردن ودولاً عربية أخرى تعلق الرحلات من دول أفريقية عدة.

والفيروس يعود للتفشي في الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والتي أعلنت عن ظهور متحور جديد يعرف باسم "هيهي" رغم الإجراءات الصارمة التي تطبقها السلطات.

وحذرت لجنة الصحة الوطنية، في بيان رسمي، من "تحدٍ صحي خطير" يواجه البلاد في الشهور المقبلة.  

دول أوروبية تعيد غلق الحدود وفرض إجراءات الحظر، إغلاق جزئي في العديد من دول القارة دخل حيز التنفيذ خلال الأيام الماضية

كما دعت الصين في وقت سابق مواطنيها لتخزين السلع وتكوين احتياطات غذائية لتلبية الاحتياجات اليومية وحالات الطوارئ.

ونشرت وسائل إعلام صينية أخيرا قوائم بالسلع التي ينصح بتخزينها في المنزل، وشملت البسكويت و"النودلز" سريعة التجهيز والفيتامينات وأجهزة المذياع وكشافات الإضاءة اليدوية.

دول أوروبية تعيد غلق الحدود وفرض إجراءات الحظر، إغلاق جزئي في العديد من دول القارة دخل حيز التنفيذ خلال الأيام الماضية، النرويج تفرض قيودا إضافية لمواجهة الموجة الجديدة، ألمانيا تسجل أرقاماً قياسية في الإصابات، والموجة الجديدة أثرت بشكل خاص على الدولة صاحبة الاقتصاد الأوروبي الأقوى.

الوكالة الأوروبية لمحاربة الأمراض حذرت قبل أيام من أن الوضع الوبائي للفيروس مقلق جدا في 10 دول، ومقلق في 10 أخرى، وتتوقع زيادة عدد الإصابات والوفيات في الأسبوعين المقبلين.

عاد التوتر والقلق الشديد للعالم واقتصاده وقطاعه المالي وأسواقه وبورصاته وسياحته وطيرانه وحركة التجارة، وعادت معه حالة الغموض مجددا بشأن مستقبل كل الاقتصادات والأسعار في ظل ظهور الخطر الصحي مجدداً

 منظمة الصحة العالمية تقول إن أوروبا عادت مرة أخرى لتصبح بؤرة لتفشي الوباء مع ارتفاع عدد الإصابات في القارّة، وتحذر من تسارع وتيرة انتشار كورونا في القارة لتتحول إلى بؤرة للجائحة مجدداً.  

العالم يتحدث عن جرعة ثالثة تعزيزية، وجامعة جونز هوبكنز الأميركية ترصد ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في العالم إلى أكثر من 253.8 مليون إصابة، والوفيات إلى أكثر من 5.1 ملايين وفاة.

الولايات المتحدة تجيز إعطاء جرعة معزّزة من لقاح كورونا تطبيقاً لاستراتيجية "المزج والمطابقة" بين اللّقاحات الثلاثة المسموح بها في البلاد، وتشرع في إعطاء لقاح فايزر للأطفال ابتداء من سن 5 أعوام قريباً.

ببساطة عاد التوتر والقلق الشديد للعالم واقتصاده وقطاعه المالي وأسواقه وبورصاته وسياحته وطيرانه وحركة التجارة، وعادت معه حالة الغموض مجددا بشأن مستقبل كل الاقتصادات والأسعار في ظل ظهور الخطر الصحي مجددا.

خطورة عودة تفشي متحورات وباء كورونا هذه المرة أنه يأتي في الوقت الذي يمر فيه العالم بعدة أزمات اقتصادية قوية، فهناك أزمة وقود حادة ناتجة عن حدوث قفزات في أسعار النفط والغاز الطبيعي وفواتير الكهرباء. ومن المتوقع استمرار تلك الأزمة، خاصة مع سياسة الابتزاز التي تمارسها روسيا بحق أوروبا.

وهناك أزمة في الرقائق وأشباه الموصلات عطلت الإنتاج في قطاعات مهمة حول العالم، مثل السيارات، وهناك أزمة المديونية العالمية التي تتضخم يوما بعد يوم وتفرض تحديات صعبة على الحكومات تدفعها دفعا نحو زيادة الأسعار والضرائب وخفض الدعم. والأخطر هناك قفزات في أسعار الأغذية والحبوب والغلال واللحوم، وهو ما يضع الدول المستوردة للغذاء في مأزق شديد.

شبح العام 2020 يعود للاقتصاد العالمي. فهل الجرعة الثالثة ونشر اللقاحات على نطاق واسع كفيلة لترويض هذا الشبح المزعج، أم أن العالم اكتسب حصانة نفسية ضد الوباء ومتحوراته؟