نظم عمال شركة رؤية للمقاولات، التابعة لمجموعة بايونيرز، الأحد الماضي، وقفة احتجاجية في موقعي تلال السخنة والقطامية، للمطالبة بصرف الزيادات السنوية المتأخرة منذ 2019، وصرف الأرباح السنوية المتوقفة، إضافة لإعادة التأمين الصحي، الذي ألغته الشركة منذ أكثر من عام.
ويمتلك العضو البارز في حزب مستقبل وطن والرئيس السابق لنادي فيوتشر الرياضي وليد زكي، نسبة 26% من أسهم بايونيرز ويشغل منصب رئيس مجلس إدارة المجموعة.
يشار إلى إنه منذ استحواذ مجموعة بايونيرز على شركة رؤية في 2017، بدأت الإدارة في تقليص حقوق العمال المالية وعدم صرف الزيادات السنوية، والأرباح، وعلاوات غلاء المعيشة، وهو ما أدى إلى تدني الرواتب.
وبحسب عمال “من كام سنة، مفيش زيادات كبيرة طرأت على المرتبات في الوقت اللي الأسعار بترتفع بجنون، أنا عندي 3 أبناء في التعليم الجامعي، وبقالي 12 سنة في الشركة مرتبي ما يزدش عن 8 آلاف، بصرف ألفين أو 3 منها في فترة إقامتي في الموقع، طيب نعمل إيه بـ5 أو 6 آلاف جنيه في الشهر أكل وشرب ومصاريف تعليم، وحتى لما بتعب بكشف عند دكتور خاص بعد ما ألغت الشركة العقود اللي كانت موقعاها مع مستشفيات خاصة، وسحبت مننا الكارنيهات الصحية”.
كما يعاني العمال من إجبار الإدارة لهم على السفر للقاهرة أول كل شهر لصرف الرواتب، من مقر إدارة الشركة، وترفض تحويلها إلى الحسابات البنكية للعمال، أو صرفها في مواقع العمل، وهو ما يحمل العمال عبئا إضافيا.
ويبلغ متوسط الأجور في الشركة 7 آلاف جنيه، ينفق العامل نصفها على الطعام أثناء إقامته في موقع العمل، حيث يقيمون في مساكن تابعة للشركة بالقرب من المشروعات.
وبحسب شهادات عمالية، فقد بدأ وليد زكي إحداث تغييرات كبيرة في الشركة، فسحب أغلب المشروعات من رؤية، وأعطاها لشركات أخرى تابعة لمجموعة بايونير مثل الجيزة العامة للمقاولات، والصعيد، وفي 2021 بدأ في تسريح عمال الشركة بالتراضي بعد منحهم شهرين عن كل سنة عمل، إلى أن تقلص عدد العمال إلى 350 عاملا في 3 مواقع في الساحل الشمالي والقطامية والعين السخنة بالسويس.
وأسس وليد زكي شركة جديدة مؤخرًا ويريد نقل عدد من عمال رؤية إليها، ولكن بشرط أن يقدموا استقالات من رؤية مقابل ربع شهر عن كل سنة عمل، وتحرير عقود جديدة لهم، وهو ما رفضه العمال، الذين أصروا على صرف مستحقاتهم كاملة، كما حددها القانون قبل الانتقال للشركة الجديدة.
وكان مدير المشروع بتلال السخنة تحدث مع العمال المحتجين أثناء الوقفة وطلب منهم كتابة مذكرة لرفعها إلى الإدارة، وأن العمال حددوا ثلاثة أيام للرد على المذكرة، بعدها سيقومون بتحرير شكاوى بمكتب عمل السويس.
وكانت دار الخدمات العمالية والنقابية أعلنت في بيان عن الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عمال الشركة أمس الأحد ، للمطالبة بـ”صرف الزيادة السنوية للعمال والمتوقفة منذ عام 2019، وإعادة التأمين الطبي الذي ألغته الادارة عام 2023، وصرف الأرباح السنوية المتوقفة منذ عام 2017، وصرف مكافأة غلاء المعيشة والذي توقف منذ عام 2018″، مشيرة إلى أن نحو 200 عامل وقعوا على هذه الطلبات.
وتأسست شركة رؤية للمقاولات عام 2007، وفي عام 2017 استحوذت مجموعة بايونيرز القابضة للاستثمارات المالية على ما يقرب من 75% من أسهمها، ونفذت الشركة منتجعات وفيلات في الساحل الشمالي، بالإضافة إلى مشروع ستون بارك وهو مشروع عمراني متكامل يقام علي مساحة مليوني متر مربع ويقع علي الطريق الدائري مباشرة في القطامية، ومشروع تلال السخنة بالسويس، الذي يضم منتجعات سياحية وشاليهات وفيلات تقدر بمئات الملايين.
وتتواصل معاناة العمل، في ظل نظام السيسي، الذي لا يهتم سوى بتحصيل الرسوم والضرائب من رجال الاعمال، مقابل التغاضي عن مخالفاتهم بحق العمال.
ويشكو معظم عمال مصر من تراجع رواتبهم في ظل ارتفاع التضخم والأسعار بصورة غير مسبوقة.